لم يكن قرار تدخل بريطانيا والمشاركة في العدوان على اليمن مفاجئاً أو خارج سياق التوقعات والقراءات المسبقة ولم يمثل أي غرابة بقدر ماجاء يعزز ويكرس ويرسخ منهج الاحتلال والذل والهيمنة الخارجية ولم يكن غريباً أن تجد واشنطن في حربها على اليمن من يساندها ويتفاعل معها ويتحمس لها ويدعمها بالجيوش والأسلحة من الدول العربية أو الأوروبية كبريطانيا.ففي حقبة من التاريخ؛ نجد أن بريطانيا لها تاريخ أسود في اليمن حيث قامت باحتلال جنوباليمن وظلت محتلة لعدن مدة من الزمن بسطت سيطرتها وتوغلها في نهب ثروات اليمن والتحكم على الموانئ وسير الحركة الاقتصادية. ولكن الأحرار من أبناء الجنوب لم يرضخوا ويرضوا لأنفسهم أن يقبعوا تحت الاحتلال الأجنبي فثاروا وأشعلوا ثورة ضد المحتل البريطاني ودحروه ونكسَّت راية الإمبراطورية البريطانية وخرج المحتل البريطاني يجر أذيال الخيبة والهزيمة. فبريطانيا في أيام الاحتلال آنذاك ترفهت ونهبت من خيرات اليمن وثرواتها وتنعمت وكان قد بدأت تبسط سلطتها السياسية والجغرافية الأمر الذي يجعلها اليوم تلهث لعودة الاحتلال مجددا؛ والزج بضباطها إلى خطوط النار في المعارك التي يقودها أبطال الجيش واللجان الشعبية في عدة محاور من جبهات القتال. ضباطها والذي هم من النخبة العسكرية المسماةSAS) ) لم تنفعهم أو تشفع لهم قدراتهم العسكرية أو أسلحتهم الحديثة من ضربات الأبطال المجاهدين. فقد قتلوا 9 منهم في جبهة نجران أثناء محاولة شن زحف على الأبطال، وهذا يمثل ضربة قاسية لبريطانيا ودرسا قاسيا جداً وإذا كان في السابق قد خرج الجنود البريطانيون أحياءً مهزومين، فاليوم لن يخرجوا من اليمن أحياءً بل سيقتلون، وتنهش جيفهم الكلاب. الأمر الذي يلوح مؤشره في الأفق أن بريطانيا قد تستمر بإرسال جنودها للقتال في اليمن محاولة أن تحقق أطماعاً خارجية أو كسب إنجاز يحسب هنا أو هناك لم تتعظ بعد ولكن عليها أن تفهم بأنها إذا استمرت في إرسال جنودها وضباطها إلى اليمن فإنها ترسلهم إلى مهالك الموت !! والسعي لعودة الاحتلال إنما هو حلم خاسر لن تستطيع تحقيقه فهؤلاء القلة الشعث قد مرغوا أصحاب القبعات الخضراء في التراب وداسوا مجنزرات أمريكا تحت أقدامهم، هؤلاء الأبطال باعوا أرواحهم لله ولنصرته ومن سعى لنصر الله حتما فالله ناصره ومؤيده.