أربعة أعوام ستنقضي وماهي إلا أيام قليلة تفصلنا عن الولوج في العام الخامس وشعبنا اليمني العظيم وجيشنا ولجاننا الشعبية وكل الشرفاء المخلصين من أبناء وطني يخوضون معركة الشرف والعزة والكرامة للتصدي لأبشع عدوان إجرامي في التاريخ تكالب فيه كل أعداء الحياة والإنسانية سعياً منهم للنيل من عقيدة وأصالة وتاريخ وعروبة هذا الشعب اليماني المؤمن وكسر إرادته والسطو على خيراته وثرواته التي حباه الله إياها. ونحن هنا لا نعتب على الأعداء المعتدين الحاقدين على وطننا وتاريخنا وحضارتنا ، لأن ديدنهم التاريخي هو الإجرام والقتل والدمار في سبيل تحقيق مصالحهم وغاياتهم الهدامة .. ولكن العتب يقع على من أعماهم الطمع والحقد ولم يعوا بعد طبيعة وحقيقة هذا العدوان الإجرامي وهذه المؤامرة الدولية التي تقودها دول الإستكبار والتسلط العالمي والتي جرفت الكثير من الدول العربية خدمة لإسرائيل وللأسف الشديد دمروا هذه الامة بأيدي أبنائها ، وعتبنا هنا هو على أولئك الذين أرتموا في أحضان العدو السعودي الإماراتي الأمريكي بإدراك أو بدون إدراك لتدمير بلدهم والإتجار بأرواح ودماء الأبرياء من أبناء وطنهم في سبيل الحصول على مناصب دنيوية كاذبة وأموال مدنسة وهم في الأخير في نظر العدو مجرد مرتزقة لا قيمة ولا كرامة ولا مبادئ ولا أخلاق لهم. وهنا يأتي التساؤل الذي يجب أن يتبادر إلى ذهن كل عاقل ألم يعي هؤلاء بعد خيوط المؤامرة المكشوفة الم تهتز مشاعرهم للجرائم اليومية التي يرتكبها العدوان بحق الأبرياء من أبناء الوطن ألم يتأثروا بعد بصيحات الجائعين والمشردين والنازحين من جور القتل والحصار المفروض قسراً علينا على وطننا وشعبنا الوفي .. الم تصل إلى مسامعهم وضمائرهم أنات المرضى والجرحى الذين فرضت عليهم الإقامة الجبرية داخل أرضهم أو خارجها ولم يستطيعوا الحصول على فرصة علاج أو العودة إلى وطنهم ، الم يعوا بعد أطماع المعتدين وأسيادهم، ألم يدركوا أن العدوان يحصد أرواح شبابنا ويهدم اقتصادنا ويدمر بلدنا ويسعى جاهداً لطمس تاريخنا وحضارتنا؟!.. الم يعوا جيداً أنهم في كل مرة يدفع بهم المعتدون إلى مقدمة الصفوف لكي يتخلصوا منهم وإن نجوا من بطش الجبهات قتلهم بطائراته أو يتركهم في الجبهات والميادين لمواجهة مصيرهم المحتوم؟! ألم يدركوا بعقولهم إن وجدت لهم عقول نظرية الحياة بأن من يقف مع الحق وفي صف الوطن هو المنتصر دائماً ، أما من يقف مع الباطل ومع المعتدين فمصيره الموت والذل والهوان؟! ما عسانا إلا أن نقول كما قال الرجل المؤمن في كتاب الله العزيز ( يا ليت قومي يعلمون ) ليتهم يعلمون ويأخذون العبرة مما يجري في مناطق سيطرة المحتلين، ليتهم يعلمون بما يحيك لهم الأعداء من مكر وخداع وإجرام بحق الكرامة والانسانية .. الم تدرك عقولهم بعد بأن شعار الأعداء هو الموت لليمني سواءً كان في صفهم أو في مواجهتهم؟! .. إنها لكارثة عظمى إذا وصل بهم الغباء إلى درجة العمى أو التعامي عن كل هذه الحقائق البينة!