الولاء الوطني فوق كل الولاءات والانتماءات ترجمته القبيلة اليمنية عملياً في صمودها الأسطوري ضد العدوان لا ريب بأن القبيلة اليمنية تعد أهم مكون اجتماعي وجماهيري فاعل في الساحة الوطنية وتشارك القبيلة اليمنية بفاعلية في صناعة الفعل الوطني التاريخي.. ناهيك عما سطره أبناء القبائل اليمنية من ملاحم بطولية فريدة وما اجترحوه في معارك الدفاع عن الوطني الغالي من انتصارات ساحقة على الأعداء المتربصين باليمن أرضا وإنساناً.. وما يقدمه رجال الرجال من أبناء القبائل من صمود أسطوري ضد العدوان البربري الغاشم في أكثر من 40 جبهة مواجهة لخير دليل على ما يتمتع به أبناء القبائل من حس وطني يعكس مدى ولاءهم للوطن فوق كل الولاءات والانتماءات الأخرى.. وللحديث بالتفصيل عن متطلبات مرحلة التحديات الكبرى الراهنة والمستقبلية وكيفية التغلب عليها تستضيف «26سبتمبر» الشيخ المناضل محسن منصور مريط أحد مشايخ قبيلة عيال صياد بمديرية نهم محافظة صنعاء.. فإلى حصيلة هذا الحوار: حوار/ عبده سيف الرعيني ما من شك يا شيخ بأن الوطن باق والأشخاص زائلون وفي ظل هذه الحرب ضد اليمن التي تدخل عامها الخامس ما نوع وطبيعة رسالتكم للشعب اليمني عامة والقبيلة اليمنية على وجه الخصوص؟ نعم هذه حقيقة يدركها كل ذي عقل فلا ريب بأن الوطن باق والأشخاص زائلون لا محالة وينبغي التسليم بهذه الحقيقة الواقعية وبالتالي فإن رسالتي لكل أبناء شعبنا اليمني بشكل عام والقبيلة اليمنية على وجه الخصوص تتلخص في دعوتهم جميعاً إلى الانتصار للوطن أولاً وقبل كل شيء وأن تكون اليمن أولاً هي غايتنا في هذه الحياة وأن نترجم ذلك عملياً على أرض الواقع من خلال تحقيق الاصطفاف الوطني المنشود وعدم الرضوخ لنزعات الانتماءات الضيقة سواء منها الحزبية أو القبيلة أو العشائرية، كما انه يتوجب علينا جميعاً اليوم ونحن ندخل العام الخامس من سنوات العدوان البربري الغاشم والذي يستهدفنا وجودياً ان يصبح حبنا لله والوطن طاغياً على كل حب وأن نرحل كل خلافات واختلافاتنا حتى تضع الحرب أوزارها.. كما ينبغي علينا اليوم أن نسمو فوق كل الجروح ونسيان الماضي بكل أفراحه وأتراحه وأن نضع نصب أعيننا المستقبل لليمن الجديد المستقل من كل الوصايات الاجنبية التي كانت هي أساس كل الكوارث التي حلت باليمن منذ ستينات القرن الماضي وحتى هذه اللحظة وشعبنا اليمني يدفع فاتورة التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية وأن هذه الحرب التي اكلت الاخضر واليابس في اليمن خلال الاربع السنوات الماضية ما كانت إلا احدى نتائج هذه التدخلات في شؤوننا الداخلية وعليه فإننا نناشد كل القوى الحزبية والقبيلة في اليمن اليوم الى تحكيم العقل والمنطق والبحث عن السلام المشرف غير المنقوص الذي يخرج الوطن إلى بر الأمان وينهي معانات شعبنا.. في الوقت ذاته نؤكد على حقنا المشروع في الدفاع عن النفس واستخدام كل الخيارات المتاحة لردع العدوان ووضع حد له وأن الصمود والتصدي لهذا العدوان هو من أوجب الواجبات الدينية والوطنية كفرض عين لا يسقط عن احد. بما وكيف يمكننا ترجمة اليمن أولاً في أقوالنا وافعالنا؟ ما تفضلت فيه في سؤالك آنفاً هو اكبر من قدراتي الفكرية في احتوائه والإجابة عليه الإجابة الشافية والكافية والمقنعة باعتباره سؤالاً قد لخص لسان حال واقعنا المعاش بكل مآسيه وآلامه ويجسد أيضاً حقيقة الكارثة الإنسانية الأكبر في تاريخ البشرية التي خلفتها سنوات العدوان الاربع الماضية.. الامر الذي معه يتوجب على كل يمني شريف اليوم أن يكون شعاره العملي اليمن أولاً وقبل كل شيء وأن يترجم ذلك سلوكاً عملياً في حياته اليومية وأن يتعالى كل منا ويسمو فوق مصالحه الشخصية ويجعل مصلحة الوطن العليا والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله والدفاع عنه هي أولوية في كل تحركاته واعتبار ذلك من أقدس الواجبات الدينية والوطنية، وإذا كان مثل هذا الفعل ينبغي ان يتحلى به كل افراد مجتمعنا اليمني فإنه وبالمقابل كذلك الامر نفسه ينطبق على القبيلة اليمنية التي تمثل اليوم المرجعية الحقيقية لكل القيم الوطنية النموذجية حيث أن القبيلة اليمنية ومنذ آلاف السنين كانت ولازالت تمثل السياج المنيع الصلب الذي يحمي الوطن وسيادته واستقلاله من اي عدوان وغزو خارجي والشواهد التاريخية كثيرة تؤكد هذه الحقيقية وتحفظ للقبيلة اليمنية أمجادها وملاحمها البطولية وصمودها الاسطوري ضد العدوان السعودي الاماراتي اليوم خير شاهد حي على ما نقول. كيف تصفون الموقف القبلي من العدوان على اليمن والذي يدخل عامه الخامس؟ لا ريب ان القبيلة اليمنية كانت السباقة كأهم مكون اجتماعي في إعلان موقفها الوطني الواضح انها ضد العدوان وكان صوت القبيلة اليمنية موحداً ضد العدوان وسبقت في ذلك حتى النخب السياسية حيث أن هذه الاخيرة «النخب السياسية» قد انقسمت وكانت مواقفها ضد العدوان رمادية وغير واضحة ومتذبذبة وغير مستقرة وهو عكس القبيلة اليمنية التي اعلنت النفير العام ضد العدوان والغزو والاحتلال بغض النظر عن اي خلاف يمني- يمني داخلي. ما نوع وطبيعة الدور الذي تلعبه القبيلة اليمنية اليوم في ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي في المرحلة الراهنة؟ لابد وحتماً في الظروف الراهنة الصعبة وفي ظل الكارثة الإنسانية التي تسبب بها العدوان على اليمن منذ 4سنوات وحتى اليوم فإنه ينبغي على الجميع وخصوصاً أبناء القبائل اليمنية وفي مقدمتهم المشايخ وعقال الحارات والشخصيات الاجتماعية بأن يجعلوا من التكافل الاجتماعي سلوكا عمليا يمارسونه في حياتهم اليومية وفي تعاملاتهم مع الآخرين في قضاء حاجاتهم ناهيك عن أهمية موضوع التكافل الاجتماعي الذي لا يكتمل إيمان المرء المسلم إلا به خاصة وقد أصبحت بعض الحالات عاجزة عن الحصول على وجبة غذائية واحدة في اليوم وأصبح من الواجب علينا اعالة مثل هذه الاسرة المعدمة كما ان الأعراف والاسلاف القبلية تعتبر التكافل الاجتماعي من أولويات قيمها الحاكمة العرفية مثلها مثل القيم الفاضلة الاخرى كإكرام الضيف وإغاثة الملهوف....الخ من هذه الصفات التي تتميز بها القبيلة اليمنية عن غيرها من القبائل في كل بلدان العالم قديمة وحاضره. من الامثال الشعبية المتداولة «ما حك ظهرك غير ظفرك» كيف يمكننا يا شيخ إسقاط هذا المثل الشعبي على الحالة اليمنية وتحركات الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي يضع حد لإنهاء العدوان وفك الحصار عن اليمن؟ لقد صبت كبد الحقيقة لاختيارك الصائب لإيراد هذا المثل الشعبي في محتوى سؤالك.. نعم يمكننا اسقاط هذا المثل على الحالة السياسية اليمنية تماماً حيث انه ورغم الشعارات التي ترفعها اليوم القوى التي تحاول التدخل غير المباشر في ملف الحل السياسي في اليمن كشعارات انها تسعى من خلال هذه التدخلات الوصول باليمن والشعب اليمني الى سلام حقيقي يؤدي الى إيقاف الحرب على اليمن وفك الحصار إلا اننا وبعد كل جولات الحوارات السابقة التي بات يطلق عليها البعض سخرية بها أنها حوار الطرشان والتي دائماً يتم إفشالها.. تلكم التدخلات الخارجية التي تحشر نفسها في ملف السلام وبالتالي نحن نؤكد وبناء على تجربتنا ان السلام الحقيقي لن يصنعه إلا اليمنيون وحدهم ونناشدهم اليوم باسم الوطن بأن يقدموا التنازلات المؤلمة لبعضهم البعض وان يقدموا إلى عقد جلسات الحوار بنيات صادقة ونحن كمشايخ نبارك كل خطوات قيادتنا السياسية الوطنية في ملف السلام والحل السياسي المتعثر حتى الآن ونؤيد تلك الخطوات والمقترحات التي تقدمت بها قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية في سبيل إيجاد مخرج لتحقيق السلام المشرف غير المنقوص والذي ننشده جميعاً ونأمل من كل قوى النخبة السياسية ان تبذل المزيد من الجهود لتحقيق السلام والاستقرار وإيقاف العدوان على اليمن ورفع معانات شعبنا. ما هي رؤيتكم في إدعاءات قوى العدوان حول الشرعية المزعومة؟ بعد مرور أربع سنوات من عمر هذه الحرب الشاملة على اليمن من قبل ما يسمى دول تحالف الحرب على اليمن اتضح جلياً ان العدوان على اليمن في مارس 2015م له أهداف ومطامع احتلالية خفية وغير معلنة ومؤشراتها بدأت تظهر باحتلال سقطرى وتجنيس مواطني الجزيرة بالجنسية الإماراتية هذا الكيان صنيع الاستعمار الغربي وبالمثل احتلال محافظة المهرة من قبل العدو السعودي وهكذا أصبحت اهداف العدوان الحقيقية مكشوفة امام العالم اما حكومة ما يسمى بالشرعية وبكل اعضائها بما فيهم الفار هادي هم اليوم يخضعون للإقامة الجبرية في عواصم دول العدوان وأصبحوا -أي اعضاء حكومة هادي- لا يملكون استقلالية قرارهم وأصبحوا مجرد عبيد بيد أسيادهم مع شديد الأسف لا حول لهم ولا قوة. ألا ترى انه من عجائب آخر الزمن ان دويلة- مثل قرية- ما تسمى الامارات تحاول اليوم احتلال اليمن؟! هو فعلاً كما أشرت في سؤالك ان مثل هذا الغرور الاماراتي الجنوني في أقدامهم على تنفيذ مخطط استعماري يعد من عجائب الدنيا السبع لهذا الزمن الرديء اذ كيف لدويلة صغيرة ناشئة بحجم ميدان كرة قدم تريد احتلال اليمن والسيطرة على الشعب اليمني الذي عمر دولته اكثر من عشرة آلاف عام ودويلة ما تسمى بالامارات عمرها لا يتجاوز ال40 عاماً ومؤسسها هم من آل نهيان من مدينة مارب أي يمنيون مع الأسف أما سكان الإمارات الاصليون ففي أحسن الأحوال هم مجرد رعاة للإبل فحسب وليس فيهم من يمكنه ان يكون ممن يعول عليه بناء دولة!! وعلى العموم ما يجري اليوم من احتلال لسقطرى من قبل هذه الدويلة وهذا الكيان صنيع الاستعمار لن يكون اكثر من احلام اليقظة لبعران الامارات وسوف يستيقظ ما رد الشعب اليمني من غفوته الآنية وسوف يسحق كل هذه الدويلات والقرى الاماراتية في ليلة وضحاها إن شاء الله وان غداً لناظره قريب وسنستعيد كل اراضينا المحتلة من قبل الكيان السعودي العميل مع تحرير كل شبر من ارض الوطن في شماله وجنونه.