بدأت الخلافات تشتعل في الحكومة الإسرائيلية التي يقودها أيهود أولمرت منذ شهر ونصف فقط بعدما خاض مفاوضات شاقة مع حزب العمل من أجل تشكيل ائتلاف حكومة. وبدأت هذه الخلافات تطفو إلى السطح بعد أن نشب صراخ حاد بين أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس. واعتبر مراقبون إسرائيليون أن هذا الخلاف الكبير بين أولمرت وبيرتس قد يؤدي إلى إفشال الحكومة وزعزعة وضعها. مشيرين إلى أن ما يحدث هو ازمة ثقة كبيرة جدا. ونشب هذا الصراخ على خلفية اجتماع ساخن تم خلاله مناقشة أمور مالية حيث أبلغ اولمرت، بيرتس بأن نصف التقليصات التي ستمول اتفاقيات الائتلاف الحكومة ستكون على حساب وزارة الأمن وتقدر بمبلغ 510 ملايين شيكل إسرائيلي. مما دفع بيرتس إلى القول: "أنا لست مستعدا لهذا. فإذا قمتم بتقليص هذه المبالغ من ميزانية الأمن سأطالب بفتح الميزانية مجددا وما أريده الآن هو معرفة التفاصيل. اذا قررتم هذا التقليص بعدما تمت المصادقة على الميزانية يجب عندها فتح الميزانية مجددًا. تعالوا نفحص إمكانيات أخرى. ونفحص من أين ممكن أن نقلص" وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن أولمرت تدخل وقال لبيرتس: "أطلب منك ألا تصرخ. أنت لا تصرخ هنا". ورد بيرتس: "أنت من يصرخ. أنت من يفرض أمورا من دون سابق إنذار". ورد اولمرت: "هذه ليست مفاوضات ائتلافية نحن لسنا رؤساء أحزاب هنا. هذه حكومة" وأنهى بيرتس أنه لن يوافق على التقليص. ورفض اولمرت بعد النقاش قبول الحلول التي اقترحها بيرتس بشان التقليص كما رفض اقتراح لبيرتس لزيادة سلة الأدوية ب 150 مليون شيكل على حساب الاتفاق الائتلافي التابع لحزب العمل. وقال مقربو بيرتس: "كان مهمًا بالنسبة لمقربي اولمرت منع بيرتس من تقديم الحل لمرضى السرطان. هناك مرضى يلفظون انفاسهم الاخيرة وهناك حل لأزمتهم. ولكن لأن الحل جاء من حزب العمل فهم لا يريدون تنفيذه". من جهاة ثانية قال عدنان عصفور الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، ردا على تصريحات القيادي في حركة فتح جمال نزال، والتي قال فيها أن عقلية حماس هي السبب في تعثر الحوار، أنه من المؤسف أن حركة فتح اعترفت بإسرائيل، وقدمت سلسلة طويلة من التنازلات، وأوصلت الشعب الفلسطيني إلى هذا المأزق الذي يمر به. وفي الوقت نفسه، فإنها تلقي باللوم على حركة حماس التي لا ذنب لها إلا التمسك بالثوابت الفلسطينية. وقال عصفور في تصريح له تلقت (26 سبتمبر نت) نسخة منه أن حماس أبدت مرونة فائقة في الحوار مع الفصائل، كما أبدت مرونة كبير في التعاطي مع دول العالم بخصوص برنامجها السياسي. ولكن توقفت كل الحوارات عند نقطة واحدة، هي الاعتراف بإسرائيل. وأضاف عصفور أن المشكلة أيضا هي أن الاعتراف المطلوب من حماس هو بدون ثمن. فإسرائيل تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يجعل من الاعتراف أمرا غير وارد في قاموس حماس. واستغرب عصفور أسلوب بعض المسؤولين في حركة فتح الذين يلقون اللوم كل يوم عبر وسائل الإعلام على حركة حماس، ويتهمونها بأنها تعرقل الحوار الوطني. وقال أن الحوار يجب أن يحترم إرادة أكبر فصيل فلسطيني على الساحة، وأن يحترم المواطن الفلسطيني الذي اختار حركة حماس في انتخابات الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي. وبخصوص منظمة التحرير الفلسطينية قال عصفور أن موقف حماس واضح في هذه القضية وضوح الشمس. فمنظمة التحرير في وضعها الحالي، من الصعب أن تمثل الشعب الفلسطيني. فمؤسسات المنظمة بحاجة إلى إعادة هيكلة، وحركة مثل حماس يجب أن تمثل في المنظمة بشكل يعكس حجمها في الشارع. وأضاف أن حماس تريد منظمة تحرير فاعلة وقائمة على أسس سليمة، وقادرة على قيادة الشعب الفلسطيني. وختم عصفور حديثه بأنه يجب على الجميع أن يعلم أن سقف حماس العالي يعطي مجالا واسعا للحوار والتفاهم. ولكن ليس من المنطقي أن ينزل الجميع إلى سقف فتح المنخفض جدا، والذي قدم تنازلات كثيرة بدون مقابل.