أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ المرحلة الأخيرة من مشروع فضائي جديد، وهو نظام فضائي للاستخبارات الرادار “ليانا”. ووفقا لوزارة الدفاع، يتيح نظام “ليانا” بمراقبة سطح كوكبنا بالكامل تقريبا، ويشمل مجموعة أقمار صناعية تقع في مدارات يبلغ ارتفاعها حوالي 100 كم. سينتهي تشكيلها هذا العام، عندما يتم إطلاق مركبتين فضائيتين من طراز “لوتوس-إس” إلى المدار، مع معدات الكشف ومراقبة المواقع على الأرض. والمعدات التي سيتم نشرها في الفضاء تسمح باكتشاف جسم على سطح الأرض بأبعاد سيارة عادية وتوجيه أسلحة صاروخية عالية الدقة عليه. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن فكرة تطوير”ليانا” جاءت من نظام الفضاء البحري السوفيتي للاستخبارات البحرية والاستهداف “ليغيندا” (الأسطورة)، ولكن المراكب الفضائية التي تشملها تطلق إلى مدارات يصل ارتفاعها إلى 25 كم، مما تحد من القدرة على اكتشاف المواقع البحرية والأرضية. وعلق أحد ممثلي صناعة الفضاء العسكرية المحلية على هذا الحدث، لافتًا الانتباه إلى حقيقة أن المركبات الفضائية الحديثة، حتى المدنية منها ، يمكنها، إذا لزم الأمر، تنظيم قنوات اتصال مغلقة للجيش. ومع ذلك، فإن أنظمة استطلاع الرادار الفضائي محددة ومعقدة للغاية بحيث لا يستطيع سوى عدد محدود من البلدان تطويرها وإطلاقها في الفضاء. ويوجد نظيرة أمريكي ل”ليانا” وهو نظام الرادار الأمريكي، الذي يتكون من ثلاثة أقمار صناعية فقط، والذي لا يمكنه حتى الآن التنافس مع مجموعة الفضاء السوفيتية في الإمكانيات المتوفرة. وكان قد كشف تقرير أعدته وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية “دي آي أيه”، أن روسيا والصين بدأتا تنفيذ خطوات لتطوير قدرات عسكرية في الفضاء الخارجي للأرض. وجاء في التقرير- الذي تعده “دي آي أيه” سنويا، وفي شكل غير سري، وأورده راديو (سوا) الأمريكي، مساء الإثنين- أن روسيا والصين تسعيان إلى منافسة القدرات الفضائية الأمريكية، خاصة في مجال إمكانات رصد المعلومات وجمعها عبر أقمار صناعية حديثة. واعترف التقرير بأن كوريا الشمالية وإيران صارتا تتمتعان بقدرات تشويش تكنولوجي يمكن أن يمهد لحماية مشاريع مستقبلية. ويعكس التقرير- إلى حد كبير- ما سبق وأعلنه قادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية قبل أسبوعين أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي أثار موضوع تمتع روسيا والصين بقدرات جمع معلومات انطلاقا من الفضاء الخارجي، أي عمليات رصد ومراقبة وتجسس إلكتروني، قد تعيق – وحسب التقرير – قدرات التفوق التي تحظى بها الولاياتالمتحدة في مجال التكنولوجيا الرقمية. واختتم التقرير بأن الفضاء الخارجي للأرض سيشكل مستقبلا، مساحة “تهديد” لحرية الحركة فيه. ويأتي التقرير بعد نحو شهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء زيارته للبنتاجون، استراتيجية الدفاع الصاروخي الأمريكية الجديدة، والتي كشفت خططا مستقبلية لاستخدام الفضاء الخارجي كأحد الخيارات الجغرافية لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة.