إن ما حدث ويحدث إلى الآن منذ العام 2000 ليس سوى تمهيد لما يطلق عليه اليوم بصفقة القرن التي هي الهدف الرئيسي للمشروع المأسوني الصهيوأمريكي المسمى بالشرق الأوسط الجديد.. شرق أوسط جديد تكون دولة العدو الإسرائيلي هي المسيطر والمهيمن والمتحكم في شؤون المنطقة واستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي, وما احتلال العراق وتدميره وتفكيك ليبيا وتدميرها وشن حرب كونية على سوريا واليمن ومحاولة تقسيمهما إلى دويلات وكنتونات ونتوءات متصارعة الا جزء من التمهيد للهدف الاسمى للصهيونية العالمية وهو اضاعة شيء اسمه فلسطين بكل مقدساتها وشعبها وهويتها.. قبل عقدين من الزمن فقط كان كيان العدو الصهيوني يطالب, بل يحلم بأن يعترف العرب والمسلمون بأن له حق العيش والوجود على أرض فلسطين إلى جانب الشعب الفلسطيني فإذا بالعرب والاعراب اليوم يتوددون إلى العدو الاسرائيلي بأن يقبل ببقاء الفلسطينيين على أرضهم!!! نعم أصبح صاحب الدار غريباً في داره والدخيل هو المتحكم في الدار واهله.. ولم نصل إلى هذا المستوى الا نتيجة للتدجين والانبطاح وتقديم التنازلات تلو التنازلات تحت عنوان “الأرض مقابل السلام” التي لم ينل العرب بمن فيهم الفلسطينيون أرضاً ولم ينعموا بسلام وانما تمددت دولة العدو الاسرائيلي على الارض ونعمت بالسلام واهمة انها بذلك قد ثبتت جذورها في المنطقة لتنتقل إلى مرحلة السيطرة المطلقة ليس على الشعب الفلسطيني فحسب, بل على شعوب المنطقة بأكملها, وما صفقة القرن سوى مرحلة من اخطر مراحل المشروع المأسوني الصهيوامريكي المسمى بالشرق الاوسط الجديد والذي يهدف إلى تذويب الهوية الفلسطينية وتحويل الفلسطينيين إلى مواطنين من الدرجة الرابعة وطمس شيء اسمه القدس او مقدسات او مسجد اقصى ليكتمل مشروعهم ببناء الهيكل المزعوم واجزاء من امتنا غارقة في صراعاتها المذهبية والجهوية والطائفية واجزاء اخرى مدجنة تغط في سبات عميق هذه احلامهم في المرحلة القادمة.. وهاهم اليوم يدشنون ما يسمى بصفقة القرن او بالاصح صفقة قرن الشيطان لان ممولها الرئيس هي عائلة قرن الشيطان “بني سعود” هذه الجرثومة الخبيثة التي تبدد اموال الامة العربية الاسلامية لتدميرها واثارة الحروب والفتن بين شعوبها وهي من حدد مكان التدشين في البحرين تحت عنوان “السيادة من اجل السلام” الا تلاحظ ان من وضع هذا العنوان هو نفس المعلم الذي وضع عنوان ما سمي مفاوضات السلام “الارض مقابل السلام؟؟!!” وكما نالت اسرائيل الارض والسلام ولم يأخذ العرب شيئاً من ذلك, ستسود دولة العدو وسيشترون السيادة الصهيونية على العرب بأموال العرب وما الخمسون مليار التي رصدوها لسوق النخاسة في البحرين وخصصوها لشراء حكام دول طوق فلسطينالمحتلة مصر والاردن ولبنان ليس لعام ولكن ستبقى بايدي الصهاينة يذلون الاعراب بها لعشر سنوات ثم هناك خمسون اخرى ان اكتملت السيادة الصهيونية دون مشاكل او منغصات ولكن هل سيتم لهم ذلك؟؟!! كلا والف كلا فإن المنبطحين من حكام الخليج والمتسولين من الحكام العرب الاخرين لن يحددوا مصير الامة فمصير الشعوب والامم لا يحدده الخونة والمرتزقة, بل تحدده الشعوب ويحدده العظماء من ابناء الامة المقاومين لكل مشروع يمس كيانها وكرامتها ومقدساتها وهويتها وتاريخها وحضارتها ومستقبلها.