اعتبر مدير المكتب السياسي للمرشد الأعلى القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية العميد رسول سنائي راد، أن احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق هو رد بالنيابة عن أمريكا بعد إسقاط طهران لطائرتها المسيرة، واصفا الأمر ب”القرصنة البحرية”. وقال راد: “الإجراء الذي قام به البريطانيون باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق، جاء ردا بالنيابة عن أمريكا بعد إسقاطنا طائرتها المسيرة بصواريخ الحرس الثوري”. وأشار إلى أن “إجراء البريطانيين يعد للترويج الإعلامي والتأثير على الرأي العام ورغم ذلك فإن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية يعتبر قرصنة بحرية”. واضاف راد أن “العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا ملزمة بها الدول الأعضاء في الاتحاد فقط، وليس الدول خارج الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن بريطانيا تسعى إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، لذلك فإن احتجازها لناقلة النفط الإيرانية هو انتقام لإسقاطنا الطائرة الأمريكية المسيرة وإجراء يفتقد للشرعية والقانون”. وتابع: “فيما يخص ناقلة النفط فالمسؤولون الإيرانيون أعلنوا رسميا أننا سوف نرد على احتجاز الناقلة بالمثل، وذلك لأن التدابير الدبلوماسية لم تفشل فحسب، بل نواجه وقاحة كبيرة من قبل البريطانيين، وبناءً على ذلك فإنه من حق إيران الرد على التصرف الخاطئ الذي قامت به بريطانيا”. الى ذلك أكدت إيران أنها ستعيد البرنامج النووي إلى ما كان عليه قبل 4 أعوام، إذا لم تلتزم باقي الأطراف بتعهداتها بموجب الاتفاق خلال مهلة الشهرين التي منحتها طهران لها. وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، اليوم الاثنين إن “هدف إيران من تقليص تعهداتها لهذا الحد من تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5%، ليس بسبب عدم حاجتها لليورانيوم المخصب بنسبة أكثر، بل فقط من أجل إعطاء فرصة للدبلوماسية لكي تقوم أطراف الاتفاق بالوقوف إلى جانبنا بتنفيذ تعهداتها وتحمل مسؤولياتها”. وأضاف المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن “الهدف من قرارنا بتقليص التزاماتنا النووية، هو أن تعود أطراف الاتفاق النووي للعمل وفق مسؤولياتها”، موضحا أن “ما تفعله إيران نحو تعزيز قدراتها النووية يأتي ضمن إطار الاتفاق النووي”. ومن جهته أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الإثنين أن مقاربة إيران في الشرق الأوسط “مزعزعة جدا للاستقرار” معربا عن الأمل في “خفض التوتر” مع الجمهورية الاسلامية قبل مباحثات مع نظرائه الأوروبيين. وغرد هانت الذي يشارك الإثنين في العاصمة البلجيكية في اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين “في الطريق إلى بروكسل لمباحثات عاجلة حول سبل خفض حدة التوتر مع إيران”. وأعلن “مقاربتهم في الشرق الأوسط مزعزعة جدا للاستقرار لكننا نريد خفض التوتر (…) بشأن ناقلة غريس 1 وتفادي منطقة نووية”. وأضاف “لكن الاتفاق اتفاق وفي حال انتهكه طرف …” في إشارة إلى الاتفاق النووي الإيراني في 2015 الذي وقعته بريطانيا. والتوتر في منطقة الخليج يتفاقم منذ انسحاب الولاياتالمتحدة في أيار/مايو 2018 من هذا الاتفاق وفرضت عقوبات مشددة على طهران. والاتفاق مهدد بعد أن ردت طهران على الانسحاب الأميركي بالإعلان مؤخراً عن تخطي تدريجيا بعض تعهداتها. ومطلع الشهر أوقفت الشرطة في جبل طارق قبطان ناقلة النفط الايرانية “غريس 1” التي احتجزتها سلطات هذه المنطقة البريطانية إضافة الى مساعده، وهما متهمان بانتهاك العقوبات على سوريا، وفق ما أعلنت الشرطة. وأوقفت شرطة وجمارك جبل طارق التابعة للبحرية الملكية البريطانية سفينة “غريس 1” التي يبلغ طولها 330 مترا وبإمكانها نقل مليوني برميل نفط، في 4 تموز/يوليو. وتقول سلطات جبل طارق إنّ شحنة النفط كانت في طريقها إلى سوريا، في انتهاك للعقوبات الأوروبية على دمشق. والسبت أعلن هانت أن السفينة ستعاد لإيران إذا قدمت “ضمانات لوجهتها”.