قال عمر بن براقة الهمداني ولما اقترب هرير الكلاب من مكاني .. امتشقت سيفي وسناني وامتطيت صهوة حصاني .. وبدا لي في تلك البيداء البراح أن لا مناص إلا بمواجهة السلاح بالسلاح .. وما إن رمح خيلي بحوافره الرمال لمحت في الحال أربعة من الرجال كأنهم الأشباح.. مُقنَّعين يطوون البطاح ويصطحبون كلبين هما مصدر الهرير والنباح فاعترضت أربعتهم فرفعوا في الحال أقنعتهم وحملوا معهم أمتعتهم وترجلوا أجمعين .. قائلين « يا معين» لماذا أنت هنا يا بن الغولة الم تتعرف على أصدقاء الطفولة.. قال عمرو فقلت له .. بل عرفتك يا بن الجرو وهل ينسى أبن براقة سابق بن السباقة الذي يسبق الريح بساقه ولا قدرة للخيل ولا طاقة على اقتفاء أثره أو لحاقه أهلاً بالسُّليك ابن السلكة لقد حلت علينا بقدومكم البركة.. فغمزني عروة ابن الورد وقال.. قل الهلكة !!.. بركة وحلت عليكم؟!.. لا نر امامنا في هذا النجد إلا الفرد!!.. فرددت مزحته وقلت صباح الورد يا ورد.. أهلا بكم أصدقاء الطفولة والكهولة الأربعة على الرحب والسعة ولكن قولوا لي لماذا كنتم تنطلقون مسرعين وكأنكم هاربون من وباء لعين.. لقد ظننتكم من حرس وعسس شهريار وقد خرجتم في أثري هذا النهار.. فقلت في نفسي الموت ولا الفرار وإن كنت على قناعة من براءتي من دم شهريار إلا أن القوم سيظنون دفعي التهمة جُبنا ومحض أعذار فصممت على القتال من تلك الساعة.. وفجأة تلاشوا في لمحة نظر فأدركت أنما هي خيالات ليلتي التي ولدها القلق وطول السهر.. ولم أزل على تلك الحالة المتوترة في تلك الصحراء المقفرة اتنادم وألهو مع خيالاتي وانفعالاتي لا أجد إلا شعري معبر ولا أراني عنه معتذرا عارض جد وما أجدى اعتذارُ ويكأني كلما أغفو أغاروا ضرب الليل لهم في أضلعي مسرحاً جمهوره ثَمَّ الستارُ يولد الآن وعُرَّاض الجوى في دمي قصٌّ وسردٌ وحوارُ علَّهُ أيقظهم فاتخذوا مرَج الجنبين .. فالقلب عمارُ يستشيطون حضوراً غَيرةً رُبَمَا يستوطن اللُّدُّ الضرارُ زمراً من كل بالٍ ضامرٍ ساقهمْ طلْقٌ ودلاَّهُ سرارُ قطَعَتْ قابلةُ الصمتِ به خطَّ رجعِ الصوت فالمهدُ انفجارُ وجنين النار من رحم الصدى يتلقاهُ مخاضٌ واحتضارُ ويك خاليْ البالِ هذا مقبلٌ يتَشيَّاهُ شهيقٌ وازفرارُ وقبيلٌ مثلهُ عارِضُهُم ناسخٌ بالليلِ ما خطَّ النهارُ ويكَ عنديْ جِنَّةٌ أعْرِفُهُمْ شاردٌ ذاك ..وهذا ادِّكارُ وطيوفٌ آبداتٌ حُشِرَتْ ولفيفٌ يتهيَّاهُ انتشارُ تلك أشتات رؤىً أصدرَهَا ظمأٌ لم يروهِ منِّي بحارُ وثمالاتٍ لذكرى هاجسٍ نشطِتْ فالقلبُ شقٌ وانفطارٌ مِنْ بناتِ الدهرِ ما هيجها فذكت بوحاً وأذكاهُ عُقاَرُ لم أبِتْ إلا وفي أعنابها لمريد الطلل البالي مزارُ بدأَ العرضُ فهذي مَيَّةٌ تلك هندٌ تتعرَّى ..بل نوارُ عبلُ من فرط القناعِ اختنقَتْ وتمطَّاها مِنَ القيظِ احترارُ فاطمٌ تركض في عرضِ المدى أخرياتٌ لا يسعْهُنَّ مدارُ يطْرُقُ اللحْظَةَ واللّحظُ اللَّظى والكَرَى شكٌّ وهجرٌ واصعرارُ ساربٌ بالليل والليلُ به لفحيحِ المَسِّ فيهِ الإعتبارُ يولد الآن وخرفان السُرى في السماواتِ غرابيبٌ وقارُ وذوات النعشِ في خبطِ دميْ لهجير الشَكِ صقلٌ واختبارُ وعروش الكرم مجرى أنجمٍ وابنة العنقود دمجٌ وانشطارُ أحتسي في وحشتي إشعاعها ونديمايَ وجيبٌ ومُوارُ وتضاريس الفيافي ملأَيْ وقطيع الأطلَس العسالِ جارُ والضواري الشُرْب والبيد الطِلَى والهواجيس ارتشاف واشتيارُ وأنيسي خنفسٌ ناياتهُ تعزف الآهة والليل اجترارُ بلغ الآن مدارات القِرَى ومطاياهُ من الجِنِّ العِشَارُ يرشو الريحَ لكي تحملهُ وجموح النقع يأَباهُ الغبارُ ورواغاً يمتطي قطر الندى زائراً والليلُ رشحٌ وبخارُ نافذاً خيَّالةً تعرضني لخفيِّ الهمسِ فالوحي جهارُ هاجسٌ ما انفكَّ يُذكِي أرَقيْ ماخراًوالاشتعالات الفنارُ جاء من ناشئةِ الليل التي ألقت الألواح والحبر احتبارُ فرأى الأثنين في محبرةٍ ووعى والوحي للروح قرارُ عَرَضٌ من عرق الوقت الذي مزَّهُ سُهْدٌ وأزجاهُ سهارُ عَتَّقتْهُ سككٌ مضروبةٌ مَدَّها تَوْقٌ وأرخاهُ انتظارُ جذبتهُ فكرةٌ .. خاطِرَةٌ فبراها في البكارات ابتكارُ دبة العقرب فيها نادلٌ وحُمَيَّا حنَّة الكأسِ قِطَارُ يولد الآن وليِلي مائِرٌ لا يُجَلِّيهُ إلى صحوٍ سُكارُ والصباباتِ التي أحملُها ناء بي مِن حِمْلِهَا فيه اصطبارُ ومجرّاَتي سها راجمها فأنا للعارض اللُّدِّ مطارُ كلما أغفو إلى نومٍ دَوَى في مدارات مناماتي عِيَارُ غائرٌ جُرح الخوالي لم يزل ماخراً يخطر والمخْرُ اعتصارُ دقَّ باب الروحِ .. رَجَّاً رجَّهَا بيدٍ في راحها دوَّتْ جِرَارُ فَسَرَتْ رائحةٌ أعرفها من شميم المسك أذكاهُ العرارُ مشرعاً منهُ إلى أوردتي شدَّهُ من شبق الأمسِ أثارُ جاءني مقتحماً لا زائراً طارقاً والطارق النوم غِرَارُ وعلى أهداب عيني أعين مولدٌ للجنَّ فيهنَّ وزِارُ والفضاء الحر محرابي ولي مِنْ كوى البيداءِ للخلوةِ غارُ كلما أخلو إليها مَادَ بي وتظاهرن على البابِ حجارُ طَرَقَ الإطراقةَ.. الصيحةَ, مَنْ؟! فتهاوى السقفُ وانشَقَّ الجدارُ مَنْ!! ورجْع الصوت: رائيك الذي تتوخاهُ وإنْ مِلْتَ يغارُ وتماثلتُ إلى الفزعة فيأضلعي والتَّخْتُ من تحتي دوارُ ومِنَ الرهبةِ ما خُيِّلَ لي فتدثرْتُ ولم يجدِ دِثَارُ وأثيرياً تدلَّى ودنا هاتفاً بالوادِ صِيخي يا قِفَارُ يا أبا حيدر إني عبقَرٌ ذهبَ الرَّوعُ وحيَّاك النَّضارُ أنا في واديك ياسيِّدَهُ وإلى واديك قد حُقَّ المزارُ سَيِّدي.. بل سيدي أنتَ فَمُرْ ما أنا إلا الرسولُ المستشارُ إن رب الشعر قد أرسلني وعلى بابِك ألْقتْني الأَمَارُ هو من أوحى إلى الروح الرؤى ولقد حُقَّ عليك الإختيارُ وأثيرياًّ مضى يقرئُني لغةً أمِّيَتي فيها تَحَارُ هذه وجْرَةُ .. هذا جؤْذِرٌ ذاك عَيروضٌ وهذا شهريارُ ذاك شبل النار ما أعظمَهُ شهرزاد أمُّهُ والجُلَّنارُ وأقلَّتْنا المها في نزهة وأطل الصبحُ والنُّدْمَانُ طاروأْ