تتميز العطلة الصيفية هذا العام في مختلف المحافظات بخارطة أنشطة وبرامج هامة تحظی باهتمام رسمي ومجتمعي كبير، وتعد محافظة المحويت إحدی المحافظات التي تشهد تفاعلا إيجابيا للدفع بالأبناء نحو هذا المراكز، وسط جهود كبيرة تبذلها اللجنة الإشرافية للمراكز الصيفية بالمحافظة لتعليم فلذات أكباد المجتمع والحرص على إنجاح أنشطة وبرامج المراكز الصيفية التي يعد نجاحها نصراً يضاف لتلك الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية رجال الرجال في كل جبهات. "26 سبتمبرنت " التقت وكيل أول محافظة المحويت رئيس اللجنة الإشرافية للمراكز الصيفية بالمحافظة الاستاذ عزيز عبدالله الهطفي للحديث عن تحصين الشباب ومخاطر العدوان والأفكار الهدامة علی الهوية الوطنية والدينية والنسيج الاجتماعي ودور المراكز الصيفية في وقاية وتحصين الأبناء وتأهيلهم وتنمية قدراتهم وحمايتهم من مخاطر الحرب الناعمة.. إلی التفاصيل :
*مستوی آداء المراكز الصيفية بالمحويت مقارنة مع المحافظات الأخری؟ آداء المراكز الصيفية في محافظة المحويت يسير كمثل بقية المحافظات، حيث تحظى باهتمام لإنجاح أنشطتها العلمية والثقافية والرياضية وترسيخ الهوية والانتماء لدى النشء والشباب وتحصينهم.
*مستوی وعي المجتمع وأولياء الأمور تجاه هذه المراكز ؟* يدل الإقبال الكبير لطلاب المراكز الصيفية على مستوى الوعي لدى أولياء الأمور ما يبعث الأمل والمعنويات الجيدة في نفوس المجتمع تجاه هذه المراكز لتحقيق الاستفادة من أوقات الفراغ لدى الطلاب وبما يحقق أهداف التربية وتعليمهم جوانب من أساسيات الدين كالصلاة وتلاوة وحفظ القرآن وغيرها من العلوم النافعة.
*فائدة هذه المراكز ودورها التربوي وحصادها بالنسبة للأبناء والمجتمع؟* تكمن أهمية المراكز الصيفية في تنمية قدرات ومهارات الطلاب والطالبات في مختلف الجوانب وتحصينهم من الأفكار الهدامة ، كما تسهم في الارتقاء بثقافة الطلبة وتشجيعهم على الاستزادة المعرفية والثقافية بالإضافة إلى أنها تعد المكان المناسب لممارسة هواياتهم وتعزيز روح العمل الجماعي والمبادرات التي تخدم المجتمع والوطن.
*مدی الإقبال علی المراكز الصيفية في مديريات المحويت؟* تحظی المراكز الصيفية بالمحافظة البالغ عددها أكثر من 150 مركزاً بإقبالا متزايدا للاستفادة من برامجها وأنشطتها بما يعود بالنفع على الملتحقين واكتشاف مواهبهم ورعايتهم في الجوانب العلمية والثقافية والرياضية والفنية والجوانب الترفيهية وتنمية قدرات الطلبة وتوسع مداركهم في مختلف المجالات.
*العلاقة والرابط بين رسالة المدارس والمراكز الصيفية؟* هناك تكامل أدوار بين رسالة المدارس والمراكز الصيفية وجميعها تصب في بوتقة واحده ومسار مهم لتعليم النشء والطلاب اساسيات الدين الإسلامي وتبصيرهم بأهمية الوحدة الإسلامية كمنهج حياة يفيد المجتمع.
*كيف يمكن التوسع في خارطة آداء المراكز الصيفية؟* تعزيز دور جهود العلماء والمرشدين في مواجهة العدوان وتوعية المجتمع بإقامة المراكز والمخيمات الصيفية ودعم برامجها بما يحقق النفع للأبناء والمجتمع..وتوسيع خارطة الاداء تستدعي مضاعفة الجهود لإنجاح برامج المراكز الصيفية، وهذه مسئولية جماعية يترتب عليها نجاح الهدف من إنشائها وتحصين الأبناء علميا وثقافيا خصوصا في حفظ كتاب الله والتزود بالعلوم والمهارات النافعة.
*طبيعة الرسالة التي تحملها هذه المراكز الصيفية في ظل ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار ومؤامرات وجرائم حرب؟* أنشطة المراكز الصيفية تعمل على ترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى الناشئة كونها أول الدروع المضادة للأفكار الشاذة والاستقطابية و لها الدور الكبير في التوعية والتوجيه والإرشاد وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع. فالمراكز الصيفية تعتبر هي الحضن الدافئ والآمن لهم، وتعتبر المراكز الصيفية الإنتاج الحقيقي والاستغلال الأفضل والأمثل لأجل تطوير الشباب فكرياً وعقلياً وذهنياً وبدنياً وتنمية، وهي فرصة حقيقية لنشاط ثقافي وعملية تعليمية على أسس سليمة ولأهداف سليمة لاسيما وأن هذا الجيل يعيش مرحلة مهمة امتلكت فيها قوى الضلال قدرات وإمكانات تضليلية كالشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية التي توظف للتأثير على الإنسان ومسيرة حياته.. لذلك يجب علينا أن نستفيد من دروس الماضي ونعيها جيداً، وأن نتجاوز سلبيات تلك المرحلة ونعيد تركيب أولوياتنا، ومنها مسؤولية المحافظة على جيل الوطن.
*آلية متابعة آداء ومهام المراكز الصيفية في المحويت؟* تتواصل الجهود المكثفة لتعزيز استمرار المتابعة الميدانية للإشراف علی أداء المراكز وتقييم الأنشطة والبرامج المنفذة، وحث المجتمع علی الاسهام في دعم المراكز الصيفية والتفاعل مع الأنشطة والبرامج العلمية والثقافية لتنمية قدرات الطلاب والطالبات.، بالاضافة إلی عقد اللقاءات الموسعة والاجتماعات التنظيمية مع مسئولي المراكز والمشرفين لمناقشة سير الآداء وتفعيل جهود تنوير الطلاب وتزويدهم بالعلوم المفيدة.
*طبيعة الأنشطة التي يجري تنفيذها حاليا في المراكز الصيفية..وهل هناك خطة ثابتة في هذا الشأن؟* تتنوع برامج أنشطة المراكز الصيفية بما يسهم في تحصين الطلاب والطالبات وتنمية مواهبهم في مختلف المجالات الرياضية والثقافية وحفظ القرآن وغيرها من فنون المسرح والخطابة. ومنذ تدشين مهام عمل المراكز الصيفية تميزت الأنشطة بالتنوع في برامجها وأنشطتها التدريبية والترفيهية ، حيث تركزت أنشطة المراكز في المديريات التسع بالمحافظة على الجوانب العلمية والثقافية والصحية والرياضية والأشغال اليدوية للطالبات، كما تضمنت معارض فنية ومجلات حائطية وفعاليات توعوية ومهارات في الرسم والخط والخطابة وفن الإلقاء بالإضافة إلى حملات نظافة ورحلات ترفيهية ومسابقات ثقافية وأنشطة في التكافل الاجتماعي ، ونظمت عدد من المراكز الصيفية بالمحويت الأسبوع الماضي أنشطة تدريبية صحية في الإسعافات الأولية وكيفية إنقاذ المصابين ، كما دشنت مراكز الطالبات دورات تدريبية في مهارات المشغولات اليدوية بهدف تعزيز قدراتهن على الإنتاج لمواجهة متطلبات الحياة ، وأيضا نفذت المراكز الصيفية بمديريات مدينة المحويت وجبل المحويت والرجم والطويلة وحفاش وملحان وبني سعد والخبت وشبام، زيارات ميدانية للطلاب لمواقع عمل حرفية للتعرف على أدوات ومعامل الإنتاج. وفي الجانب الثقافي تنظمت المراكز الصيفية بالمحافظة فعاليات أسبوعية لتنمية قدرات الطلاب والطالبات في الخطابة والشعر والمسرح وتدريبهم على كيفية إعداد وإقامة الفعاليات الثقافية، كما تكرس المراكز الصيفية بالمدارس الحكومية والأهلية جانب من أنشطتها لتشجيع المواهب في تصميم المجلات الحائطية والمعارض الفنية، كذلك تم تنفيذ أنشطة الإحسان والتبرعات لطلاب عدد من المراكز الصيفية التي تجسد التكافل الاجتماعي وتعكس مدى استفادة المشاركين وقدرتهم على تحمل المسؤولية.
*ماهو دور المنظمات والمؤسسات تجاه هذه المراكز؟* كل فرد وكل مؤسسة ومنظمة مسئول في انجاح هذا المشروع بالمال وتعزيز الوعي والثقافة العامة بأهمية وضرورة تحصين الشباب من خلال المراكز الصيفية وبث رسائل متواصلة تعزز من إدراك المجتمع بمخاطر الحرب الناعمة ومخططات العدوان لاستهداف السلم الاجتماعي وايضاح دور المراكز الصيفية في تنوير أجيال اليمن.
*هل تواجه هذه المراكز تحديات معينة وكيف يتم معالجتها؟* لاشك ان هناك تحديات تتمثل بالجانب المادي الذي يشكل معضلة أساسية في توفير كافة إحتياجات المراكز الصيفية خصوصا في ظل التداعيات الاقتصادية التي يفرضها تحالف العدوان الاجرامي علی الشعب اليمني لمحاولة تعطيل التعليم واخضاع الناس لأهدافه البائسة واليائسة ، ومهما تكون الصعوبات والتحديات والمخططات فذلك ستزيدنا اصرارا علی الاداء لبناء جيل سلاحه القرآن الكريم ونهج الرسول الأعظم.
*التهديدات التي تشكل مخاطر علی الشباب في ظل الحرب الناعمة وماهي برامج التحصين الفاعلة لمواجهة الأفكار الهدامة؟* خطورة المرحلة التي تمر بها الشعوب وما تتعرض له من هدم للقيم والاخلاق وطمس للهوية العربية والاسلامية تحت معنى الحرية والانفتاح والحداثة من قبل اعداء الأمة وهذا كله يندرج تحت مسمى الغزو الفكري أو الحرب الناعمة والتي تستهدف أبنائنا وبناتنا جيل المستقبل ورجال الغد وحماة العقيدة والذي يسعى العدو الى استهدافهم دوما ويعمل على استغلال وقت الفراغ خاصة بعد انتهاء السنة الدراسية وبداية العطلة الصيفية والتي تمتد لعده أشهر ويكون أبنائنا في فراغ تام وخطر يتربص بهم يتجولون في الشوارع يلعبون ويعبثون ويتسكعون في الأسواق ومحلات ومقاهي النت بل ويجعلهم عرضة للضياع والانحراف، لذا فإن مسؤوليه حمايتهم والحفاظ عليهم تقع علينا جميعا حكومة ومجتمعاً وآباء، زمن هذا المنطلق ومن باب المسؤولية ينبغي أن ندرك خطورة ما يمر به شبابنا وءطفالنا بعد أن باتوا في عالم مفتوح لكل الملهيات وأن نبادر لتربية الشباب والأطفال تربية جيدة لكي يعملوا لصالح الشعب والأمة ، وتعد المراكز الصيفية الحصن الحصين لهم من الضياع.
*هل لاحظتم أبعاد ورسائل معينة ركز عليها خطاب قائد الثورة للاهتمام بالشباب ودعم المراكز الصيفية؟* خطاب السيد عبدالملك الحوثي جاء مرشدا ومعلما للجميع وقد حمل عدة موجهات ومحددات يجب اتباعها وتنفيذها من قبل الجميع ، مبينا أهمية الالتحاق بهذه المراكز، حاثا الشعب اليمني علی الالتحاق بهذه المراكز من أجل أن يتعلم أبناؤنا المنهج الصحيح والثقافة القرآنية التي تحصن الأجيال من الضلال والسقوط في مستنقع الثقافات المغلوطة التي أرادها لنا اعدائنا، ونظرا لأهمية هذه المراكز فإنه يتوجب علينا الاستفادة من هذه العطلة من خلال إقامة المخيمات والمراكز الصيفية الثقافية والرياضية والعلمية وتسجيل ابنائنا فيها لحمايتهم من الافكار الضالة و الهدامة ومنع وقوعهم في منزلق الانحراف والثقافات الدخيلة على مجتمعنا، وعدم وقوعهم فريسه لجماعات التطرف والإرهاب، وان يتم في هذه المخيمات والمراكز اكساب ابنائنا المهارات والخبرات وكذا عقد دورات تدريبية في المجالات النافعة ومواجهة الكوارث واقامه انشطه ومسابقات رياضية و ثقافية زعلمية وعقد دورات تقويه في المواد الدراسية.. وأكد السيد عبدالملك الحوثي في خطابه أن ابناؤنا أمانة في أعناقنا وحمايتهم من الانحراف وتحصينهم مسؤوليتنا جميعا من أجل إعداد ونشأه جيل متسلح بالأيمان والثقافة القرآنية.
*بماذا تتميز خارطة البرامج الصيفية هذا العام؟* المراكز الصيفية لهذا العام تتميز بتنوع أنشطتها وبرامجها الدينية والتربوية ودروس التقوية في اللغة العربية والإنجليزية والحاسوب والرياضية وعدم الاقتصار على نشاط معين بالإضافة إلى تعزيز الهوية والانتماء ، وتشمل الخطة العامة للمراكز توسيع خارطتها ودائرة المستفيدين وتنمية المواهب في الشعر والمسرح والرسم والألعاب الرياضية وغيرها من خلال المسابقات والحلقات الثقافية والدينية والفعاليات التوعوية والزيارات الميدانية ، كما تتميز المراكز الصيفية لهذا العام بتنوع أنشطتها التوعوية والعلمية والمهاراتية والإسهام في تزويد الطلاب بالقدر المناسب من المعلومات والخبرات وتكوين الاتجاهات الإيجابية نحو العلم والعمل وبناء جيل متسلح بالعلم والوعي واكتشاف المواهب ورعايته وتمكينه من الإبداع بالإضافة إلى كون هذه المراكز حلقة وصل بين عام دراسي مضى وعام قادم.
*ماذا قدمت قيادة محافظة المحويت والسلطة المحلية لإنجاح مهمة المراكز الصيفية؟* الجميع سواء قيادة المحافظة او السلطة المحلية مشكورين لتذليل جوانب التنسيق وحث المجتمع علی إدراك أهمية وفوائد المراكز الصيفية التي تكتسب أولوية بالغة خاصة في الظرف التاريخي الراهن الذي يمر به اليمن .
*مستوی المشاركة المجتمعية لدعم المراكز الصيفية بما يحقق أهدافها المرجوة؟* يؤكد الاقبال المستمر والمتواصل على المراكز الصيفية حرص الجهات المسؤولة والمجتمع على تأهيل أبنائنا الطلاب والارتقاء بمستواهم الفكري بما يحقق التطلعات المنشودة من جيل الشباب. ويبرهن الاقبال المتعاظم على المراكز الصيفية واسهام المجتمع في تنفيذ برامجها مدى وعي أبناء الوطن وارتباطهم الوثيق بالقيادة السياسية.
*الأمسيات الثقافية ماذا تتضمن من فقرات وما هدف اقامتها ؟* تتضمن دروس في مكارم الأخلاق والتقرب لله بالطاعات وتنمية قدرات الطلبة علی الإلقاء والمهارات الفنية وتشجيع المواهب وفيها رسائل متعددة لحث أولياء الأمور على دفع أبنائهم وحث التجار على دعم المراكز الصيفية وحث المجتمع بكل طوائفه على العمل الجاد في إنجاح هذه المراكز الصيفية.
*هناك ثمار لصمود الجبهة التربوية في وجه العدوان خلال خمسة أعوام..كيف تتوقعون أن تكون مخرجات المراكز الصيفية؟* المراكز الصيفية بما تحمله من قيم ومبادئ تحث على الدفاع عن الوطن، ولها أهمية كبيرة خاصة والشعب اليمني يتعرض لعدوان شامل استهدف قتل الحياة على كامل الجغرافيا اليمنية، لذا فإن مخرجاتها بناء القادة الذين يبتغون رضوان الله في أعمالهم وتحصين شريحة الشباب والناشئة من حملة الأعداء الشرسة التي تهدم الأخلاق والقيم.
*بناء جيل محصن بالقرأن والهوية الوطنية والدينية..إلی أي مدی تستيطع المراكز الصيفية تحقيق هذا الهدف خصوصا والعطلة الصيفية مساحتها الزمنية قصيرة؟* مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة ، فعلی كل فرد في المجتمع استشعار أهمية هذه المراكز التي تعد محطة مهمة وأساسية في تحصين الجبل الناشئ من السموم الفكرية والضلال والانحراف، حيث يبذل تحالف الاستكبار والهيمنة جهوداً متواصلة لمسخ هذا الجيل والسيطرة على توجهه وأفكاره، فأبنائنا هم أمانة كبيرة في أعناقنا وهم المستقبل، ويترتب على الاهتمام بهم وتنشئتهم نشأة إيمانية خير الدنيا والآخرة لهم ولهذه الأمة وللإنسانية جمعاء، وأريد أن أشير إلى ضرورة إستمرارية هذا النشاط الحضاري ، ودعمه يعتبر مسؤولية الجميع فالعواقب ستكون كارثية إلى أبعد مدى إذا تم التنصل عن المهام الملقاة على عواتقنا.