عقب الضربة الموجعة التي وجهها سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية شنت قوات الاحتلال الإماراتي ومليشياته في محافظة عدن حملة مداهمات واسعة النطاق لمنازل أبناء المحافظات الشمالية وقامت بترحيل الآلاف منهم إلى الحدود الشطرية السابقة بعد تعذيبهم وإهانة كرامتهم، ولم يستثن أي محل تجاري لأي من أبناء الشمال من الإغلاق، مثل ما لم تستثن بسطاتهم من الإحراق. في هذا السياق ندد محافظ عدن طارق سلام بتلك الممارسات الهمجية قائلاً: ”إن أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في عدن جلهم من مواليد عدن ويتم التنكيل بهم من قبل مليشيات الحزام الأمني بالاعتقالات وإخراجهم من منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم في وحشية أشد من وحشية الاستعمار البريطاني وبدون أي مبرر أو مسوغ قانوني لا لشيء إلا لأنهم مواطنون من أبناء المحافظات الشمالية “. وأضاف: ”إن ذلك يعد مساسا بكرامتهم وإنسانيتهم وتعديا واضحا على حقوقهم المكفولة دستوريا وقانونيا”.. لافتا إلى أن هذا السلوك تقف خلفه وتوجهه سلطات الاحتلال الإماراتي وبشكل علني بهدف خلق فتنة مناطقية وطائفية واستهداف اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي لأبناء اليمن الواحد». وأكد سلام أن أبناء محافظة عدن بمختلف شرائحهم وأطيافهم السياسية يدينون هذه الممارسات الظالمة بحق إخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية ويرفضونها رفضا قاطعا ويؤكدون على ضرورة إيقافها ومحاسبة من يقوم بها.. ولفت محافظ عدن إلى ما ينعم به أبناء عدنوالمحافظات الجنوبية بشكل عام المتواجدون في المحافظات الشمالية من أمن واستقرار وصون لحقوقهم. أما لقيادي الحضرمي صلاح باتيس والمحسوب على مرتزقة السعودية فقد توجه بنصيحة إلى مرتزقة الإمارات: يا أبناء الجنوب من يشعل نار الفتنة اليوم بين الشمال والجنوب ويزرع الحقد والكراهية بينهم ويسخر كل وسائل إعلامه ضد أبناء الشمال جميعا وكأنهم أعداء للجنوب هو المجرم الحقيقي سواء كان من الشمال أو الجنوب.. وهذا لا يخدم المستقبل أبدا فلو كان هدفه استعادة دولة بحق لما زرع الحقد والكراهية بين شعبه والشعب المجاور كما يدعي .. لأن الفجور في الخصومة ليس من صفات المؤمنين .. وكذلك عليكم أن تتذكروا أنه منذ أن حدث الخلاف بين الجبهة القومية وجبهة التحرير عام 1967م لجأ أبناء جبهة التحرير إلى الشمال.. وبعد الانقلاب على قحطان الشعبي فر أنصاره إلى الشمال.. وبعد الانقلاب على سالمين فر أصحابه إلى الشمال.. وبعد الانقلاب على علي ناصر في يناير 1986م فر أكثر من 200 ألف وكان أكثرهم من أبناء أبين وشبوه إلى الشمال ومنهم اليوم رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وكثيرون .. ففي كل أزمة أو حرب تحدث في الجنوب يكون أبناء الشمال هم الصدور الحانية على أخوانهم الفارين من الجنوب ويفتحون لهم بيوتهم ويحسنون جوارهم ووفادتهم .. فأرجو أن نكون منصفين .. ونحفظ لأهل الفضل حقهم ونكون أوفياء لهم ولا ننكر الجميل فهذه صفات الكرام .. وأن نجعل خصومتنا على الظالمين فقط والمتنفذين من الشمال والجنوب الذين باعوا كرامة ابناء اليمن عندما حكموا وظلموا (في الشمال والجنوب). وبدوره القيادي الحراكي أحمد عمر العبادي المرقشي الذي دعا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار خلف دعوات العنصرية المقيتة وإيقاف ترحيل أبناء المحافظات الشمالية من عدن. وقال : «لكل من يقوم بترحيل أبناء الشمال من الجنوب وخاصة المواطنين العاديين أصحاب لقمة العيش الكريم والذين لم يشاركوا في السلك الدبلوماسي أو العسكري ضد الجنوب إذا كان هناك ترحيل فيجب ترحيل قوات طارق عفاش وازلامه الطغاة وجميع أفراد أحزابهم في الجنوب، لا مكان لهم هنا في الجنوب». وأضاف أن ذلك «يكون عبر قانون يحكم ذلك حيث أثبتت التجارب التي مر بها الجنوب أن كل أحزاب المعارضة الشمالية تعمل إلى احتلال الجنوب ونهب خيرات البلاد منذ ستينيات القرن الماضي. واختتم المرقشي قائلا: «نرجو منكم ضبط النفس لكل تصرف غير أخلاقي وديني بل وإنساني تجاه أي مواطن بريء من المظلومين والمستضعفين والبسطاء المساكين». وفي سياق التنديد بهذه الممارسات الممقوتة يقول الصحافي فتحي بن لزرق في منشور على حائطه بالفيسبوك: «ليس من الصواب في «عدن» الاعتداء على العامل الشمالي المسكين . يدركون وندرك جليا ان هؤلاء ليس لهم من الأمر شيء. هذا مواطن جارت عليه الظروف وترك قريته بعد لقمة عيشه .. هو «شاقي» بعرق جبينه.. لديه اسرة وقضية «عامل البسطة» الجاسوس لم تعد تنطلي على احد.. لا شأن لهؤلاء بشيء .. ولا ذنب لهم .. ولو ان امور الرزق مسهلة وميسرة ،قسما مارأيتم منهم احد في عدن.. لكنها الظروف التي تجبر الناس على المر.. قيل ايش جابرك على المر ..!؟ قال :» اللي امر منه.. لذلك نقولها لكم من قلوب ناصحة.. اما نحن فهو فموقف أخلاقي نقوله وسنقوله .. لن نقف في صف مظلمة أي انسان .. وفي صف المظلومين والمقهورين سنقف.. ونبرأ إلى الله من كل فعل كهذا.. والله على مانقول شهيد.. وكانت مصادر محلية رصدت تلك الانتهاكات التي طالت أبناء المحافظات الشمالية في عدن ومداخلها مؤكدة خلال ذلك الرصد أن مليشيات الاحتلال الإماراتي تواصل منذ مساء الخميس وما تزال حملة اعتقالاتها الواسعة ضد أبناء المحافظات الشمالية كل ذلك على خلفية استهدافنا الدقيق لمعسكر الجلاء بعدن ومقتل العشرات من مرتزقة الاحتلال، بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميل أبو اليمامة منير اليافعي. وأضافت المصادر أن جنودا من مرتزقة “أبو اليمامة” قاموا عقب مصرعه بساعات باقتحام المنازل القريبة من معسكر الجلاء في مدينة البريقة بحثاً عن سكان وأسر تنتمي إلى المحافظات الشمالية. كما أكدت مصادر حقوقية أن العشرات من الشماليين تعرضوا للتحقيق وللإهانات من قبل مليشيا الحزام الأمني بعد أن تم اعتقالهم بتهمة التجسس وإعطاء معلومات للجيش واللجان الشعبية بحسب المصادر. وقال عدد من أهالي مدينة عدن إن مليشيات الاحتلال مازالت تلاحق عدداً من البائعين والعمال والمحلات التجارية وتنفذ بحقهم حملة اعتقالات واسعة النطاق، وأن العشرات منهم تم ترحيلهم خلال اليومين الماضيين. من جهة أخرى أكدت مصادر محلية تعرض محال تجارية ومطاعم وبسطات يملكها مواطنون من محافظات شمالية لأعمال إغلاق وحرق من قبل مرتزقة الاحتلال الإماراتي ومليشياته من عناصر المجلس الانتقالي وتشكيلاته المسلحة. وفي مديرية المنصورة داهم مسلحون آخرون سوق القات المركزي بالمديرية وسط إطلاق نار كثيف من أسلحتهم الرشاشة ومنعوا الباعة من أبناء المحافظات الشمالية من بيع القات فيه. كما قام مسلحون يرتدون بزات عسكرية تابعين لإحدى تشكيلات الاحتلال الأمنية بإحراق بسطات باعة شماليين بالقرب من مستشفى النقيب. ولاتزال الاعتقالات التي طالت أصحاب محلات تجارية ومطاعم وبوفيهات وسيارات أجرة ونازحين من الحديدةوتعز قائمة حتى الآن. واستنكر نشطاء وحقوقيون وسياسيون من ابناء المحافظات الجنوبية ما يتعرض له اخوانهم من نازحي المحافظات الشمالية من محافظتي تعزوالحديدة من ممارسات قمعية بعد نشر عدد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لقاطرات وسيارات ومركبات ممتلئة بأبناء المحافظات الشمالية خلال ترحيلهم من عدن. وممَّا يستحق الاهتمام ما كان من إقدام مليشيا في الحزام الأمني منذ يوم الخميس على قطع طريق الدخول والخروج من إلى عدن واحتجاز المئات من أبناء المحافظات الشمالية عقب الضربة المزدوجة على معسكر الجلاء ومقر الشرطة بعدن. وقالت مصادر محلية أن حملة أمنية للحزام الأمني قطعت الطريق على الداخل والخارج من عدن واعتقلت المئات من أبناء المحافظات الشمالية عقب القصف الذي طال أحد المعسكرات التابعة لها في منطقة البريقة بعدن”. وعملت قوات الحزام الأمني أكثر من مرة على احتجاز مسافرين من أبناء المحافظات الشمالية بحجة الإجراءات الأمنية وغالبَا ما تتعامل معهم بصورة تنطوي على تمييز عنصري غاية في الابتذال لا لشيء ألاَّ لأنهم من أبناء الشمال. وفي ذات السياق تحتجز النقاط الامنية منذ يوم الخميس الماضي المئات من الأسر الشمالية ولم يتم السماح لهم بالعبور نحو عدن. وقال عدد من المواطنين لكريتر سكاي: منذ يوم الخميس تحتجزنا قيادة نقطة العلم (شرق عدن) ولم تسمح لنا بالعبور نحو عدن. وأضافوا: لا توجد لنا أي قضايا او تهم ولم نخضع للان لأي إجراءات قانونية وإنما هناك تعامل وفرز عنصري ومناطقي. واختتموا: واغلبنا قادمون من السعودية ونريد دخول عدن ولكن لم يتم السماح لنا بذلك دون توضيح السبب. أما البسطات التي يمتلكها بسطاء الباعة من أبناء المحافظات الشمالية فكان معظمها عرضة للحريق، فقد شهد سوق المنصورة بمديرية المنصورةبعدن على مدى الأيام الماضية حرق بسطات ابناء المحافظات الشمالية. حيث قال شاهد عيان ل هناعدن ان قوات كبيرة موالية لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا تقوم بحرق بسطات ابناء المحافظات الشمالية وتقوم بترحيلهم عبر دينات. وقال ايضا ان هناك اطلاق رصاص يصوَّب ضد من يحاول منع احراق بسطته. واختتم بالقول ان من يشاهد سوق المنصورة بعد هذه الممارسات اللاإنسانية سيشاهد الرعب والفزع. كما قامت تلك المليشيات التابعة لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يدين بالولاء لدويلة الامارات بإغلاق أحد المطاعم الشهيرة بمديرية الشيخ عثمان بعدن كونه ملك لأحد أبناء المحافظات الشمالية. وأفادت الأنباء الواردة من عدن عن قيام مجموعة مسلحة تابعة لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بالاعتداء على مطعم الشرق الأوسط في الشيخ عثمان بالهاشمي وصاحب ذلك الاعتداء الهمجي إطلاق رصاص وإخراج العمال من المطعم ومن ثم تفتيشهم ونهب جوالاتهم وما كان في حوزتهم من أموال. ومما لفت حتى أنظار البسطاء صورة تم تداولها يوم أمس الأول عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة على نطاق واسع وأثارت غضبا شديدًا واسعًا وهي صورة وثقت لحظة قيام عناصر تابعة لمليشات الحزام الأمني وهم يقومون برمي الخبز والعجين من إحدى البوفيات التابعة لأبناء المحافظات الشمالية في الشارع دون مراعاة لكونها من نعم الله على عباده. وعن مستجدات تلك الممارسات كشفت مصادر محلية لوكالة الصحافة اليمنية بأن قوات من ميلشيا الحزام الأمني الموالي للاحتلال الإماراتي واصلت يوم أمس السبت شن حملات واسعة ضد العمال والباعة المتجولين من أبناء المحافظات الشمالية. وأفادت المصادر أن قوات ما يسمى بالحزام الأمني شنت هجوما مسلحا باتجاه السوق المركزي بمديرية المنصورة قامت من خلاله بأطلاق النار بشكل كثيف أدى إلى حالة من الذعر الشديد. وأكدت المصادر بأن سكان وأهالي مديرية الشيخ عثمان رفضوا تلك التصرفات المناطقية ضد أبناء المحافظات الشمالية وتمكنوا من التصدي لحملة عسكرية لميلشيا الحزام الأمني في سوق المديرية بعد اشتباكات معها. ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه المعاملات العنصرية واللاإنسانية التي تقوم بها تلك المليشيات التي تسيرها الإرادة الإماراتية ضد أبناء المحافظات الشمالية لا تتعدى كونها تنفيذًا لأجندة المعتدي والمحتل الأجنبي.