نفذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية هي الأولى من نوعها منذ الانتفاضة الفلسطينية. وأدت هذه العملية إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين واختطاف جندي رابع. وأكدَت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية، إنها شنت هجوما مشتركا مع "كتائب عز الدين القسام"، الذراع المسلح لحركة "حماس" وجيش الاسلام على معبر "كيرم شالوم" جنوب قطاع غزة. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنَّ فلسطينيين استشهدا بينما قتل جنديان اسرائيليان وجرح اربعة نقلوا على متن مروحية الى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع ووصفت جراحهم بين الطفيفة والمتوسطة. وأعلن متحدث باسم "كتائب عز الدين القسام"، الذراع المسلح لحركة حماس: "انَّ العملية قد انتهت حيث استشهد خلالها فلسطينيان اثنان وهما محمد فروانة من جيش الإسلام وحامد الرنتيسي من ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية" واوضح المتحدث باسم الكتائب ان "العملية المشتركة بدأت حوالي الساعة الخامسة والربع من فجر اليوم الاحد حيث تم إنزال عدد من المهاجمين خلف معبر كيرم شالوم واستهدفت العملية تحديدا مواقع الإسناد والحماية للجيش الإسرائيلي شرق رفح" وقالت مصادر اسرائيلية ايضا ان الحديث يجري عن ثمانية فلسطينيين دخلوا اسرائيل عن طريق نفق بجانب معبر "سوفا" وهاجموا ثلاثة مواقع عسكرية اسرائيلية في المنطقة وفي المقابل قصفوا دبابة ومدرعة بصواريخ مضادة للدبابات مما ادى الى احتراق المدرعة بصورة تامة. ونتج عن ذلك ثلاثة جننود واصابة اربعة بجراح متفاوتة وصفت جراح احدهم بالخطرة وآخر بالمتوسطة واثنان بجراح طفيفة. ونقل الجرحى على متن مروحيتين الى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع.واشارت المصادر الى "فقدان اثر احد الجنود الاسرائيليين". وقالت مصادر امنية ان سكان منطقة سوفا وكيرم شالوم المحاذيتين بالحدود طولبوا بالمكوث في بيوتهم ولا يزال يجري تبادل لاطلاق النار. من جهته قال المتحدث باسم حركة حماس ل26سبتمبر نت أن هذا العملية هي "هجوم بطولي وردا على المجازر الإسرائيلية المتكررة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وعمليات قتل الأطفال في قطاع غزة. وحول قضية الجندي المخطوف قالت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، إن إسرائيل تحاول "ان تضغط على السلطة الفلسطينية دبلوماسيُا لاستعادة الجندي الإسرائيلي الذي لم يعرف مصيره حتى الآن". وقال المحلل السياسي للشؤون العربية تسفي يحزكيلي "إن الفلسطينيين يحاولون اتباع طريقة حزب الله بحيث لا يفصح الخاطفون عن اي معلومات تذكر". وأضاف أن اسرائيل اجرت اتصالات مع وسطاء مصريين واجانب من اجل استعادة الجندي المخطوف. وكان الناطق الرسمي باسم ألوية صلاح الدين قال في وقت سابق بعد االعملية: " "إن هذه العملية المعقدة والتي خطَّط لها منذ فترة طويلة تعتبر ردًا على اغتيال الامين العام للجان الشعبية جمال أبو سمهدانة وأبو يوسف القوقا وردًا على المجازر التى ترتكب بحق ابناء الشعب الفلسطيني وبحق عائلة الطفلة هدى غالية". واعلن ابو مجاهد أن الفصائل المسلحة المشتركة فى تنفيذ هذه العملية أطلقت عليها اسم "الوهم" المتبدد مبينا ان العملية "التي لا زالت مستمرة اسفرت حتي الان عن استشهاد ثلاثة مقاومين فلسطينين وجرح أربعة جنود اسرائيليين من بينهم جندى إصابته وصفت بالخطيرة" ورفض ابو مجاهد تاكيد او نفى خبر تمكن مسلحين فلسطينيين من خطف جنود اسرائيليين خلال العملية العسكرية على معبر كيرم شالوم مشيرًا إلى أنه فى حال "توفر معلومات إضافية فسيعلن عنها بالتاكيد". وقال أبو مجاهد: "إن الفصائل العسكرية شنَّت هجوما أوليًا بالصواريخ المضادة للدروع على أحد المواقع العسكرية فى معبر كيرم شالوم ومن ثم انطلقت مجموعة مسلحة لا زالت تخوض اشتباكات مع الجنود الاسرائيليين فى المعبر". وعمّم الجناحان العسكريان (عزد الدين القسام وألوية صلاح الدين) بيانًا جاء فيه إن "مجموعة مشتركة منهما تمكنت من رصد تحركات جيب عسكري في منطقة القرارة ووضعت عبوة ناسفة في طريقه وفجرتها، مؤكدين انها اصابته اصابة مباشرة، وان من فيه من الجنود قد سقطوا بين قتيل وجريح، وان المجموعة عادت الى قواعدها بسلام". وكانت إسرائيل قد أعلنت فى اكثر من مرة خلال الاسبوع الماضى عن تلقيها انذرات أمنية ساخنة أدّت إلى اغلاق معبر رفح الحدودي ليومين متتاليين. عقَّب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت على عملية "كيرم شالوم" اليوم، في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية قائلاً: "ترى الحكومة الاسرائيلية بالسطة الفلسطينية وأبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مسئولين عما جرى في كيرم شالوم بكل ما يحمل الحدث من معنى". وأضاف أولمرت أنّ تلقى المعلومات عن العملية منذ ساعات الصباح وأنّ الوزراء الاسرائيليين اجتمعوا في اعقاب العملية واتخذوا القرارات. وأضاف في تهديديه: "سنفحص إمكانية لضرب المنطقة التي جاء منها المخربون جنوبغزة بقسوة. حتى لو تطلب الأمر دخول القوات الاسرائيلية لضرب التنظيمات الارهابية والعودة ثانية". وتابع رامون في تهديده: "سنصفي كل من له يد في الإرهاب ولن يحميه الانتماء التنظيمي" اللازمة وقال وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين (فؤاد) بن اليعيزر (العمل): "يجري الحديث عن صعود في سلم العمليات الفلسطينية وهذه عملية خطيرة للغاية وعلينا استخلاص المعاني من هذا الحدث" وأضاف بن اليعزر: "يجب أن ننتبه إلى أنَّ المخربين دخلوا هذه المرة مناطق في قلب إسرائيل قبالة معبر دخول من غزة هام للفلسطينيين. ويوجد لهذا معنى" وتابع الوزير اوفير بينس (العمل) التهديد هو أيضًا وقال: "لم يفهم الفلسطينيون أنَّ في الحظة التي انسحبت فيها اسرائيل من قطاع غزة تمنع ممارسة الارهاب. علينا اتخاذ خطوات جديدة من أجل تأكيد هذا. يجب ألا تعود احداث مثل احداث اليوم على نفسها. وعلى إسرائيل ألا تمر على هذا مر الكرام؟ عليها ان تطلق رسالة واضحة وحادة بان على الارهاب في غزة أن يتوقف". وقال عضو الكنيست اليمين ايفي ايتام، تعقيبًا على الحدث: "في الوقت الذي تتردد فيه اسرائيل بتنفيذ عملية في غزة لاحباط الارهاب يهاجمنا الفلسطينيون عن طريق عملية برية على مساحة تابعة لاسرائيل". قالت مصادر إسرائيلية إنَّ قوات إسرائيلية خاصة تابعة للجيش الاسرائيلي، دخلت تدريجيًا الى جنوبي قطاع غزة "ردًا على عملية كيرم شالوم". ونقلت ذات المصادر أنَّ الجيش الاسرائيلي بدأ بالتقدم نحو مكان وقوع العملية وإلى قلب غزة. وكان قائد الأركان الاسرائيلي، دان حلوتش، اجرى اليوم في ساعات الصباح المبكرة جلسة مباحثات لتقييم الاوضاع الأمنية جنوب قطاع غزة. وتقدر أوساط أمنية اسرائيلية أن الجيش الاسرائيلي سيقترح على المستوى السياسي الاسرائيلي دخول قطاع غزة ضمن عملية واسعة النطاق في أعقاب ما جرى اليوم. وذكر موقع "يديعوت احرونوت" الإلكتروني، أنَّ وزير الأمن الاسرائيلي عمير بيرتس ابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت بتفاصيل العملية قبل جلسة الحكومة الاسبوعية. وأفاد مكتب وزير الأمن الاسرائيلي في وقت سابق"من المبكر الحديث عن استخلاص للعبر من حادث اليوم". وأكدّت مصادر فلسطينية ما ورد وقالت إن قوات من الجيش الإسرائيلي توغلت جنوب قطاع غزة وتحديدًا فى منطقة معبر رفح الحدودي الذي اغلق اليوم موضحة أن قوات الأمن الوطني تلقت انذارا من الجيش الإسرائيلي عقب العملية بضرورة إخلاء مواقعهم شرق رفح، ومن المتوقع أن يجتاح الجيش الإسرائيلي المنطقة خلال الساعات القليلة القادمة.