تحالف العدوان بقيادة نظام آل سعود وآل زايد يدرك ويعي جيداً بأن المجتمع اليمني عصي على الخنوع للمحتل أياً كانت قوته وجبروته والتاريخ اليمني حافل بكثير من البطولات التي سطرها اليمنيون وهم يقودون الفتوحات الاسلامية ويناصرون الرسالة الاسلامية منذ الوهلة الأولى بالإضافة إلى مقارعة ومواجهة الغزاة منذ ما قبل الإسلام عندما قدم الرومان لاحتلال اليمن وما تلاهم من أحداث وغزوات لكثير من الطامعين والغزاة . لذلك عمد تحالف العدوان السعودي والإماراتي اللجوء إلى تفتيت لحمة المجتمع اليمني من الداخل من خلال نهج سياسيات متعددة منها الإغراء بالمال ومنها دعم وتكوين مليشيات مختلفة وإنشاء مراكز خاصة بها للتدريب والتجنيد لاستخدامها للقتال ضد أبناء الشعب اليمني.. هذه إحدى سياسية وكلاء المحتلين الجدد الذين نهجوا سياسية أسلافهم باللجوء إلى ضرب المجتمع من الداخل وممارسة شعار وسياسية المحتل البريطاني الذي طبق سابقاً سياسة «فرق تسد» في جنوب الوطن الذي قسمه الى أكثر من 22 سلطنة ومشيخة.. ضرب النسيج الاجتماعي من أخطر الطرق التي لازال يغذيها تحالف العدوان حتى يسهل له تنفيذ مخططاته وأطماعه في اليمن. التداعيات والأحداث التي شهدها جنوب الوطن في الآونة الأخيرة في الترحيل القسري لأبناء شمال الوطن من محافظاتالجنوب واحدة من أوراق العدوان اتبعها لتوسيع الهوة في أوساط أبناء المجتمع اليمني الواحد وتمهيداً لانفصال وتشرذم اليمن إلى كنتونات صغيرة خاضعة للعدو الذي يمولها لتنفيذ أجندته ومخططاته المختلفة.. ولعل ما يحدث اليوم على وجه التحديد من صراع دموي مسلح بين المليشيات التي أنشأتها الإمارات وحليفتها السعودية خير دليل وشاهد على أن العدو يعمل على سياسة خلط الأوراق وجعل أبناء اليمن الواحد يتقاتلون فيما بينهم تحت مسميات وتكتلات مختلفة وهذا هو أسلوب المحتلين عبر التاريخ في ضرب الشعوب من الداخل حتى يسهل لهم تدمير الأوطان ويصلون إلى ما يريدونه بكل يسر وسهولة. نزيف الدماء اليمنية من أي طرف كان لا تهم المعتدين ومرتزقتهم بقدر ما يهمهم التقاسم والسيطرة على سواحل وموانئ اليمن وثرواته المعدنية التي لازال أغلبها لم تكتشف بعد.. فهل يعي كل من انخرط وغرر به العدوان أن الوطن أكبر من المصالح الشخصية وخاصةً بعد أن تكشفت الحقائق لتصبح أكثر وضوحاً من قبل وبعد أن بدأ العدوان يتخلص أيضاً من العملاء والمرتزقة الذين خدموه كثيراً تحت مظلة الشرعية؟.