{ التحركات الأمريكية البريطانية لن تحقق أجندتها في اليمن { لا يمكن لأمريكا أن تلعب دور الوسيط والعدو في آنٍ واحد { بيان النظام السعودي حول فشل لقاء جده تصعيدي يهدف لتأجيج صراع الأدوات { ما تقوم به الإمارات والسعودية بالمحافظاتالمحتلة لا يحفظ ماء وجههما ولا ينقذهما من الهزيمة «26سبتمبر» تقرير: تحدثت مصادر إعلامية عن طبيعة التحركات الإقليمية والدولية حول إيجاد الحلول لإيقاف الحرب العدوانية على اليمن.. وفي هذا الاتجاه جاءت تسريبات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جيرفيت حول شكل الدولة اليمنية التي تراها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، ويسعيان إلى إقناع السعودية بها بعد تأكيد مصادر أن الإمارات تنسجم توجهاتها مع هذه الحلول. وهذا هو المنحى الذي جاء في سياقه تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي حول إمكانية التفاوض مع الأطراف اليمنية التي لها وجود على الأرض، وفي صدارتها أنصار الله أو حسب التسمية الأمريكية «الحوثيين» الذين ينظرون بناءً على معرفتهم بالدور الأمريكي القيادي في العدوان على اليمن والذي قارب عامه الخامس.. المصادر الأمريكية تدعي أن الانطلاق صوب مفاوضات مع أنصار الله تتطلب إقناع النظام السعودي بالمشاركة فيها.. مبرراً زيارة خالد بن سلمان لواشنطن وزيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للرياض بهذا الاتجاه, وحاول إيهام الرأي العام بان هناك محادثات أمريكية مع أنصار الله الذين نفوا ذلك.. مؤكدين بأنه لا مانع لديهم في مثل هكذا مفاوضات باعتبار أمريكا قائداً لتحالف العدوان على اليمن للعام الخامس على التوالي.. المتابع لمجريات التحركات الأمريكية ينظر إليها بكثير من الشك والريبة في ضوء تجارب سابقة أبرزها ما جرى في مسقط بين الوفد الوطني ووزير خارجية أمريكا «كيري» في أواخر فترة رئاسة أوباما الثانية والتي أعلنت الإدارة الأمريكية أن نتائج هذه المفاوضات ستسهم في التسريع من الحل السياسي وإنهاء العدوان ورفع الحصار على اليمن، ليكتشف الشعب اليمني أن ما قام به حينها «كيري» عام 2016م, لم يكن إلا عملية تخديرية لصالح تحالفه العدواني, لكن الخداع الأمريكي لم ينطل على القيادة الوطنية في صنعاء وأبطال الجيش واللجان الشعبية حيث تأكد ذلك في التصعيد الذي شهدته جبهات المواجهة لاسيما الساحل الغربي والحدود، إضافة إلى جبهات الداخل, وتأسيساً على هذا فإن تصريحات القيادات الوطنية حول الدور الأمريكي في العدوان ومساعيه للبحث عن حلول صحيحة ومبنيةً على وقائع تؤكد حقيقة المشاركة الأمريكية البريطانية في العدوان باعتبار الدولتين أساسيتين في الحرب العدوانية على اليمن، وفي وضع مخططات أجندتها وأهدافها النهائية التي تصب في مجرى مشاريعها بالمنطقة والتي باتت معروفة وفي محصلتها تخدم أمن الكيان الصهيوني، وهذا استنتاج المهتمين بالشأن اليمني وما يتعرض له من حرب عدوانية تدميرية قذرة وشاملة.. ويذهب بعض المحللين السياسيين إلى أن ما فشل العدوان في تحقيقه عسكرياً تسعى أمريكا وبريطانيا وأدواتهما في المنطقة إلى تحقيقه عبر الحيل السياسية التي باتت مكشوفة ليس فقط للطرف الوطني، بل وللأطراف الإقليمية والدولية التي تسعى جدياً لحل سلمي يحفظ سيادة ووحدة واستقلال اليمن.. ولابد من الإشارة هنا إلى لقاء رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام مع نائب وزير الخارجية الروسي «بجدانوف» في العاصمة العمانية مسقط، والذي استتبعه التحركات الأمريكية المتزامنة بين أدوات العدوان الداخلية في المحافظاتالجنوبيةالمحتلة، والتي تأتي في سياق سيناريوهات تفتيت وتمزيق اليمن إلى مناطق نفوذ إماراتية بريطانية وسعودية أمريكية في مناطق احتلالهما، وهذا واضح في شرعنة مناطق نفوذ كل طرف، وهو ما كشفت عنه تحديد مناطق «الانتقالي» الانفصالي ونفوذ قوات الفار هادي وحليفه حزب الإصلاح الإخواني.. وهذا ما كشفت عنه محاولات السعودية لجمع أدواتها مع أدوات الإمارات في «جده» والتي باءت بالفشل للمرة الثانية ومغادرة «الانتقالي» السعودية إلى أبو ظبي لتلقي التوجيهات والمهام الجديدة في ضوء فشل لقاء «جده» ليفسر كل هذا بيان النظام السعودي حول ما يجري في الجنوب والذي تزامن مع وصول تعزيزات من الطرفين إلى عدن وشبوة وهو ما يؤكد بان مسارات الأحداث تمضي باتجاه التصعيد بين الأدوات في المحافظاتالجنوبيةالمحتلة.. وتتأكد حقائق استنتاجات التحليلات لمسارات سيناريوهات العدوان على اليمن في المحافظاتالجنوبيةالمحتلة بالوقوف على مضامين البيان المشترك لقوى الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي والذي صار يتعاطى بصورة تبين أن الاختلافات بينهما شكلية وان ذرائع شن العدوان تحت يافطة شرعيتهم المزعومة لم يعد لها وجود, وهذا أبرز ما يستشف من البيان السعودي الإماراتي الأخير حول توجهاتهما لإدارة صراع أدواتهما في المحافظاتالمحتلة.. أطروحات المحليين والمتابعين لما يجري في المحافظاتالمحتلة في جنوب الوطن تتوزع آراؤهم واستنتاجاتهم بين أن النظامين السعودي والاماراتي متفقان استراتيجياً ومختلفان تكتيكياً في حين يرى آخرون أن هناك شرخاً في العلاقة التحالفية اتسع مع تطورات هزيمتهما في اليمن عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً, وهناك رأي ثالث أن ما يجري متفق عليه ولا بأس أن أظهر تباينات واختلافات ما دام الدماء التي تسفك يمنية ويهمها إنهاك وإضعاف أدواتهما لتتمكن من السيطرة عليهما لأطول فترة زمنية تمكنها من تحقيق الحد الأدنى من مخططات أهدافهما في اليمن.. من كل ما يدور من مواجهات وصراعات مفتعلة بين الأدوات والتي إذا ما ربطناها بالتحركات الدولية وخاصة الأمريكية البريطانية نخلص إلى أن تحالف العدوان بات يدرك هزيمته في اليمن ويحاول تدارك ما يمكن تداركه بالحصول ولو على ما يحفظ ماء وجهه والإبقاء على شيء من هيبة مفقودة.