ذكر مسؤولون يوم الخميس أن ضربة بطائرة أمريكية مسيرة كان الغرض منها استهداف مخبأ لتنظيم داعش في أفغانستان أودت بحياة ما لا يقل عن 30 مزارعا. وذكرت وكالة رويترز نقلا عن ثلاثة مسؤولين أفغان قولهم بأن الهجوم الذي وقع ليل الأربعاء أدى أيضا إلى إصابة 40 شخصا آخرين بعدما استهدف بطريق الخطأ مزارعين وعمالا كانوا قد انتهوا لتوهم من جمع ثمار الصنوبر في وزير تانجي بإقليم ننكرهار في شرق أفغانستان. وقال مالك راحت جول وهو زعيم قبلي في وزير تانجي بالهاتف لرويترز ”أشعل العمال نارا وكانوا جالسين معا عندما استهدفتهم طائرة مسيرة“. وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية ومسؤول أمريكي كبير في كابول هجوم الطائرة المسيرة دون الإدلاء بمعلومات عن الضحايا المدنيين. وقال الكولونيل سوني ليجيت، وهو متحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان، ”القوات الأمريكية شنت ضربة بطائرة مسيرة ضد إرهابيي داعش في ننكرهار... نحن على علم بمزاعم مقتل مدنيين ونعمل مع المسؤولين المحليين للوقوف على الحقائق“. وهناك نحو 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان لتقديم التدريب والمشورة لقوات الأمن الأفغانية ولإجراء عمليات لمكافحة التمرد ضد تنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان. وقال عطاء الله خوجاني المتحدث باسم حاكم إقليم ننكرهار إنه تم انتشال ما لا يقل عن تسع جثث من الموقع. وقال حيدر خان الذي يملك حقول الصنوبر إن نحو 150 عاملا كانوا هناك من أجل الحصاد، بينما لا يزال بعضهم مفقودا فضلا عن القتلى والمصابين. وظهر مقاتلو داعش للمرة الأولى في أفغانستان عام 2014 وحققوا منذ ذلك الحين نجاحات في الشرق والشمال، حيث يقاتلون الحكومة والقوات الأمريكية وطالبان. ومن الصعب معرفة عدد مقاتلي داعش على وجه الدقة لكثرة تغييرهم الولاءات، لكن التقديرات العسكرية الأمريكية تشير إلى أنهم نحو ألفين. ولم يصدر بعد تعليق من تنظيم داعش بشأن الهجوم. وتصعد طالبان وداعش هجماتهما مع استعداد أفغانستان لانتخابات رئاسية هذا الشهر. وفي واقعة منفصلة، لقي ما لا يقل عن 20 شخصا حتفهم في هجوم بشاحنة ملغومة يوم الخميس نفذته طالبان في إقليم زابل بشرق البلاد. ولقي مئات المدنيين حتفهم في قتال بأنحاء أفغانستان بعد انهيار محادثات السلام بين الولاياتالمتحدة وطالبان هذا الشهر. وحذرت طالبان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنه سيندم على قراره إلغاء المحادثات التي كان من شأنها أن تفضي إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما على نحو مفاجئ. وتقول الأممالمتحدة إن نحو أربعة آلاف مدني قتلوا أو أصيبوا في النصف الأول من العام. وشمل ذلك العدد زيادة كبيرة في الضحايا الذين سقطوا في عمليات للقوات الحكومية والقوات الأجنبية بقيادة الولاياتالمتحدة.