الشعب اليمني عظيم وقوي بإرادته وصموده وثباته في وجه العدوان لن تخيفنا صواريخهم وطائراتهم بل زادتنا قوة وتماسكاً واصراراً على مواصلة التعليم في ظل ما يعيشه وطننا الحبيب من عدوان وحصار جائرين ورغم الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة يشق اليمنيون طريقهم نحو آفاق المستقبل وفي مختلف المجالات بإدراك ووعي عال وهمة كبيرة بأن مستقبل اليمن لا يبنيه إلا أبناؤه الأحرار المخلصون... العملية التعليمية واستمرارها شكل جبهة توازي جبهات المواجهة مع العدوان.. حول هذا الموضوع تحدثنا الأستاذة فاطمة محمد فاخر مدير مدرسة حليمة السعدية الثانوية النموذجية للبنات.. فإلى محتوى اللقاء.. لقاء: محمد يحيى السقلدي في البداية نرحب بكم في صحيفة «26 سبتمبر» ونود ان تعرفوا القارئ الكريم بكم ؟. فاطمة محمد فاخر مديرة مدرسة حليمة السعدية الثانوية النموذجية للبنات. كيف تنظرون الى المشهد التربوي والتعليمي الراهن وماهو تقييمكم للمسيرة التربوية والتعليمية في الاربعة اعوام السابقة؟ طبعاً المشهد التربوي والتعليمي خلال اكثر من اربعة اعوام استهدف تحالف العدوان حياة المدنيين والبنية التحتية مثلما استهدف المدنيين الابرياء في منازلهم وفي الاحياء السكنية والاسواق والطرق وصالات الافراح وصالات العزاء والمستشفيات والمزارع والمتاحف حتى مقابر الموتى استهدف ايضاً المدارس ودمر الكثير منها بل انه استمر في طغيانه واستهدف المدارس اثناء تواجد الطلاب فيها ولا ننسى مدرسة الراعي ومدرسة الاحقاف التي استهدفها العدوان بغارة وراح ضحيتها اكثر من اربعين طالب وطالبة في بداية العام الخامس من العدوان منتهكاً كل الاعراض والقوانين الدولية وكانت مجزرة في حق الطفولة البريئة وجريمة من جرائم تحالف العدوان بقيادة السعودية والامارات الذي هدف تعطيل العملية التعليمية وبث الرعب في نفوس الطلاب والطالبات والمعلمين.. لكن الشعب اليمني شعب عظيم شعب قوي بارادته وصموده وثباته واصراره اندفع بشوق وشغف وتحد لكل ما يقوم به تحالف العدوان وأبن ابناؤنا وبناتنا إلا ان يواصلوا تعليمهم والذهاب الى مدارسهم لتلقي العلم والمعرفة بمساندة وتجشيع المعلمين والمعلمات. ماهي السبل والوسائل للارتقاء بالمستوى التعليمي في اليمن سيما ونحن نعيش ظروفاً صعبة جراء الحصار والعدوان؟ رغم ما نمر به من عدوان غاشم وحصار خانق بري وجوي وبحري وصمت دولي واممي مخزي وبرغم كل هذه المعاناة التي يعانيها المدرسون نتيجة انقطاع الرواتب بسبب نقل البنك المركزي الى عدن حاولت الدولة توفير ما امكن من نصف راتب للمعلمين وبذلت جهوداً لتوفير ما امكنها ان توفره من الكتب المدرسية الا اننا في الميدان التربوي نتمنى ان تبذل الدولة مزيداً من الجهد والعمل من اجل توفير المرتبات وتوفير الوسائل التعليمية وايصال الماء والكهرباء الى المدارس من اجل ان تستمر العملية التعليمية والتربوية بجودة مناسبة لتعويض ما فات . ماهي الآثار التي تركها العدوان على نفسية المدرسين والطلبة على حد سواء؟ كما قلت كان الشعب اليمني شعباً عظيماً وقوياً يتحدى الصعاب ويقاوم لكن مما لا شك فيه ان المعلمين تأثروا من انقطاع الرواتب حيث ان البعض محتاج لدفع ايجار السكن والبعض محتاج للعلاج ولقوت اولاده.. فالمال عصب الحياة وقام الكثير من المدرسين بالبحث عن اعمال اخرى الى جانب عملهم كمدرسين لكنهم رغم معاناتهم لم يقصروا في العملية التعليمية اما بالنسبة للطلاب تقوم ادارة المدرسة بمتابعة الحالات لدى الطالبات علمياً ونفسياً فإذا لوحظ بأن احد الطالبات تعاني من اية مشاكل يتم تدخل الاخصائية الاجتماعية بالتواصل مع الاسرة وبمشاركة الاسرة نستطيع حل الكثير من المشاكل. ونثمن الثبات والصمود الذي قدمه التربويون والطلاب ايضاً رغم الظروف الاستثنائية الصعبة جراء العدوان والحصار الذي دخل عامه الخامس توالياً مهما حاول العدوان السعودي الاماراتي الغاشم على ايقاف العملية التعليمية في بلادنا لن يثنينا من ذلك فعزيمة الشعب ورغبة الطلاب واولياء امورهم في مواصلة التعليم وبإصرار التربويين من معلمين ومديري المدارس. كيف تنظرون الى الاصرار على استمرار العملية التعليمية رغم الظروف.. وهل ترونها جبهة من جبهات مواجهة العدوان؟ استمرار العملية التعليمية بإصرار وصمود ووعي ابنائنا الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات رغم كل المعاناة ورغم كل الظروف وكارثة الحرب وفي ظل عدوان متخبط ومجنون حاول تحالف العدوان اخافة الناس وارهابهم وايقاف العملية التعليمية في محاولة بائسة لتجهيل اجيالنا فلذات اكبادنا الا انه فشل في هذه المحاولة البائسة التي يشنها عدوانهم.. ولن تخيفنا صواريخهم وطائراتهم بل زادتنا قوة وتماسكاً واصراراً لمواصلة التعليم وتلقي العلم والتزود بالمعرفة واصرارنا على المواصلة والاستمرار لتحقيق النجاح وفعلاً هذا ما نلاحظه.. بالاضافة الى انهم ازدادواحقداً وكراهية لدول التحاول متوعدين بالانتقام والاخذ بالثأر لدماء الابرياء. ماهي رسائلكم التي يمكن ان توجهوها للقيادة التربوية ولزملائكم من المعلمين للابناء الطلبة.. ثم اخيراً للعدوان المتمادي في ضرب مدارسنا ومنع مرتبات معلمينا؟ رسالتنا هي يجب ان نساهم جميعاً في الدفاع عن بلادنا وتعليم ابنائنا ودفعهم الى المدارس في كافة الظروف وتحت اي ظرف فالتعليم ضرورة ملحة لانشاء جيل متعلم يواجه متطلبات العصر.. صمود التربويين في جبهة التعليم لا يقل اهمية عن صمود المقاتلين في جبهات القتال فالعزيمة والاصرار على مواصلة التحدي في الجبهات القتالية التي يسطرها ابطال الجيش واللجان الشعبية هي نفس العزيمة والاصرار التي سصطرها التربويون في الجبهة التعليمية.. العدوان له اهداف وغايات على رأسها تدمير التعليم في اليمن والسعي لاعاقة وشل نشاطه والاضرار بهذا الصرح العام الا ان التربويون اظهروا تماسكاً وتحدياً كبيراً افشل كل مؤامرات العدوان على المسيرة التعليمية في اليمن..