التقى موقع " 26 سبتمبرنت " مع القيادي التربوي ناجي أحمد المدري مدير مدرسة عمر المختار بأمانة العاصمة تزامنا مع إمتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية للحديث عن تداعيات العدوان والحصار علی التعليم ومدی تحقيق النجاح وسط ظروف بالغة التعقيدات. *ضوابط إمتحانات الشهادة العامة* هل هناك فرق جوهري يميز الخطة العامة لآداء إمتحانات الشهادة العامة هذا العام ؟ الامتحانات تمضي وفقا للخطة المرسومة والمخطط لها وبشكل جيد يعكس دقة الترتيبات والحرص علی توفير الأجواء المناسبة للطلاب ومنع أي تجاوزات واختلالات لارباك آداء وتركيز الطلاب أثناء الاختبارات ومحاولة التأثير السلبي علی العملية الامتحانية. كما أن هيبة اللجان الاشرافية والرقابية تساهم الی حد كبير في تجاوز سلبيات السنوات السابقة وهذا بحد ذاته يوفر جوانب ذات أهمية في الرقي بمسيرة العملية التعليمية لمعالجة الصعوبات التي فرضها استمرار العدوان والحصار وما آلت اليه التداعيات من تراكمات معينة في سير التعليم وحصاد إمتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية. *نجاح العام الدراسي* ماهي الجوانب التي ساعدت في نجاح العام الدراسي الحالي؟ صمود وعزيمة وإرادة كوادر القطاع التربوي وتلاحمهم ومستوی وعيهم إزاء المخاطر التي تحدق بالوطن شكل أكبر عامل لانجاح العام الدراسي رغم مجمل الصعاب والتحديات الاقتصادية وانقطاع صرف الرواتب. فمنذ أكثر من أربعة أعوام لا تزال العملية التعليمية صامدة بصمود التربويين وتمضي الرسالة التربوية نحو الأمام بفضل الجهود المبذولة في مواجهة الغطرسة الامريكية السعودية الصلفة ضد الشعب اليمني. *انعكاسات العدوان علی التعليم* أبرز التداعيات الكارثية التي خلفها العدوان والحصار علی واقع القطاع التربوي؟ تعمدت دول العدوان استهداف البنية التحتية لليمن بشكل عام والبنية التحتية للتعليم بمختلف انواعه على وجه الخصوص. ولم يكن قطاع التعليم في وطننا اليمني بمنأى عن قائمة أهداف العدوان الإجرامي بل ظلت جميع مكونات وعناصر ومقومات البنية التحتية لهذا القطاع الهام عرضة لاستراتيجية الاستهداف والتدمير الأمريكي السعودي الممنهج منذ أكثر من أربعة أعوام من عمر العدوان والحصار المستمر الأمر الذي كان له تداعياته وانعكاساته السلبية المؤثرة على حياة الملايين من المعلمين والطلاب. ورغم تزايد مؤشرات الأضرار التي لحقت بالتعليم في بلادنا وتضرر أكثر من ألفين و600 مدرسة ومنشأة تعليمية فضلا عن اضرار نفسية وتسرب الطلاب من التعليم وانقطاع المرتبات والتأثير علی معيشة التربويين إلا أن العدوان فشل في افراغ وتعطيل التعليم وايقاف عجلة المسيرة التعليمية. *دور الوزارة في معالجة الصعوبات* ما الذي تقدمة وزارة التربية من جهود ودعم لمعالجة الصعوبات الراهنة لاستمرار التعليم؟ استمرار التعليم بالمدارس يثبت مدى قوتنا وعدم استسلامنا للظروف كون العدوان الغاشم قد استهدف مدارسنا بصورة بشعة وهدم عدداً كبيرا من المدارس في مختلف المحافظات وقتل عدداً من الطلبة والمعلمين أثناء تأديتهم لرسالتهم التعليمية ورغم هذا كله إلا أن الشعب اليمني صامد ولا يزال يتعلم ويذهب للمدارس بإصرار وعزم وبدون خوف من طائرات أو تفجيرات أو هجوم على مدارس. وتعد العملية التعليمية التربوية مسؤولية الجميع والحفاظ على أبنائنا وتعزيز وغرس حب الوطن في نفوسهم مسؤولية كل فرد سواء في المجال التربوي أو على المستوى العام ويجب أن نساهم جميعاً في الدفاع عن بلادنا وتعليم أبنائنا ودفعهم للمدارس في كافة الظروف وتحت أي ظرف فالتعليم ضرورة ملحة لإنشاء جيل متعلم يواجه متطلبات العصر. وبالرغم من قلة الامكانات ما تزال قيادة وزارة التربية تبذل جهود جبارة في مواجهة تحديات العدوان من خلال توفير الكتاب المدرسي وتذليل صعوبات العملية التعليمية بحسب الامكانات المتاحة فاستطاعت خلق وعي عام لمواصلة التعليم لتفويت الفرصة علی مخططات تحالف العدوان. *مخططات تحالف العدوان* بايجاز ماهي مخططات العدو لاستهداف التعليم وهل تتوقع أن ينجح في مساعيه مستقبلا؟ تدمير البنية التحتية للقطاع التعليمي وايقاف عجلة التعليم بهدف تجهيل أجيال اليمن. ومثلت أخطر تداعيات العدوان الغاشم المؤثرة على العملية التعليمية في وطننا اليمني في ارتكابه لجرائم القتل الجماعي للطلاب داخل قاعات وفصول وساحات المدارس وفوق وسائل نقلهم من وإلى المدارس. وأمام إرادة الصبر والصمود الأسطوري اليمني الذي أذهل العالم أجمع فشلت دول تحالف العدوان في تحقيق أهدافها على أرض الميدان رغم إفراطها في ارتكاب جرائم القتل الوحشي للإنسان والإرهاب النفسي للسكان فعمدت إلى تغيير استراتيجية عدوانها باستخدام سياسة الإفقار والتجويع والتدمير للاقتصاد اليمني التي عملت على تنفيذها من خلال جملة من الإجراءات كان لها انعكاسات على العملية التعليمية .وبجهود القيادة السياسية والعاملين في الميدان التربوي لن تنجح اهداف العدو في تركيع واخضاع اليمنيين والاستمرار في مواجهته حتی تحقيق النصر. *امتحانات العام الخامس في ظل العدوان* تقييمك لسير العملية الإمتحانية خصوصا والعام الدراسي واجه تحديات توفير الكتاب ومحدودية الحصص الدراسية واثر اقتصادي ونفسي علی المعلم والطالب؟ صمود المعلم في الميدان التربوي ساهم في انجاح العملية التعليمية وتوج هذا النصر بنجاح امتحانات الشهادة العامة من خلال انضباطهم في الدوام اليومي للمراقبة والتزامهم بالتوجيهات لسير الامتحانات بالشكل المطلوب. ومنذ الوهلة الاولى لأداء الأمتحانات توجه الطلاب الى مراكزهم الامتحانية بكل شموخ وعزه متحدين قوى الشر والعدوان وتحت أزيز الطائرات مدركين بأن أداء الإمتحانات ونجاحها هي رسالة تحدي لمن يريد تعطيل وتجهيل التعليم من خلال حصارهم الإقتصادي على الشعب اليمني ومنهم المعلم الصامد الذي يؤدي رسالته للعام الخامس بدون مرتب. ومقارنة مع الاعوام الماضية تسير إمتحانات هذا العام بترتيبات عالية من قبل اللجان العليا للإمتحانات علي كل المستويات وأخص بالذكر جهود معالي وزير التربية يحيی بدر الدين الحوثي والأستاذ زياد الرفيق مديرعام مكتب التربية بأمانة العاصمة وتتمثل هذه الجهود بسرعة اصدار أرقام الجلوس ومطابقة ومراجعة وثائق الطلاب.. بالاضافة إلی جهود الاخوة في البوابة الذكية وقسم الأمتحانات ومن خلال ذلك تم تجهيز المراكز الأمتحانية بما يتناسب مع القدرة الاستيعابية لكل مدرسة حرصا على توفير الهدوء للطلاب المتقدمين..ومن خلال الإطلاع علي مستوى اداء الطالب للأمتحان كان هناك أرتياح كبير من الطلاب لمستوى الإمتحانات للمواد السابقة .. والأجمل من ذلك هو مستوى وعي الطلاب للتعليمات والتوجيهات من حيث إرتدائهم الزي المدرسي يوميا وعدم إحضار التلفونات ووالكتب الى المركز الإمتحاني والالتزام بضوابط العملية الامتحانية. *المعلمون.. صمود يقهر العدو* تقييمك لمستوی صمود المعلم خلال العام الدراسي مقارنة مع السنوات السابقة لبدء العدوان؟ التربويون في الجبهة التعليمية ورغم كل محاولات تحالف العدوان للاضرار بتعليم الأجيال أظهروا تماسكاً وتحديا كبيراً أفشل كل مؤامرات العدوان. ونحن بدورنا كمعلمين وتربويين سوف نصمد ليس لخمسة أعوام فقط وإنما لعشرات السنين استشعارا للمسئولية الدينية والوطنية تجاه ما يتعرض له الوطن من تحديات ومؤامرات وجرائم حرب ممنهجة تستدعي من كل فرد في المجتمع الاضطلاع بدور مسئول لمواجهتها والتحرك الفاعل والهادف للتصدي للعدوان كل في موقعه وتخصصه. واقول بأنه مهما حاول العدوان السعودي الغاشم إيقاف العملية التعليمية في بلادنا لن يتمكن من ذلك فبعزيمة الشعب ورغبة الطلاب وأولياء أمورهم في مواصلة التعليم وبإصرار التربويين من معلمين ومدراء مدارس وكذلك قيادات ومختصي الوزارة لن يتمكن العدوان الغاشم وبكل أساليبه العدوانية والوحشية من هدم المدارس وقتل الطلاب والجرائم اللا إنسانية التي يرتكبها في بلادنا لإيقاف التعليم لأن الشعب اليمني وخاصة العاملين في المجال التربوي الذين أثبتوا أن اصرارهم على مواصلة التعليم واداء رسالتهم التربوية رغم كل الصعوبات دليل على أن الشعب اليمني صامد ليس على مدى خمس سنوات فقط وإنما على مدى سنوات طوال حتى يتحقق لليمن النصر المبين على هذا العدوان الغاشم. *الطلاب ..صعوبات وعزائم* بعد مرور نحو خمسة أعوام من العدوان والحصار..ما اهي ابرز التعقيدات بالنسبة للطلاب من وجهة نظركم؟ الطلاب والمعلمون جميعهم شكلوا حلقة تكامل وصمود وإرادة واحدة لإنجاح العملية التعليمية في يمننا الحبيب رغم كل التحديات والظروف القاهرة. وسوف تستمر العملية التعليمية ولن تتوقف مهما حاول العدوان الغاشم استخدام سبل التدمير والتعجيز أمام طلابنا لإيقاف التعليم. *نماذح صمود وتحدي في المدارس* أبرز نماذج صمود ووعي الطلاب في مواصلة تعليمهم؟ نحن لا نعلم أبنائنا الطلاب قضية الثبات والصمود بل هم من يعلموننا ذلك من خلال إذاعاتهم المدرسية واحتفالاتهم التعليمية واقامة المعارض والفعاليات وكلها رسائل عظيمة تعبر عن مدى الوعي والثقة والقوة والتفاعل التي وصل إليها طلابنا الذين يثبتون كل يوم وطنيتهم وعزتهم بحضورهم إلى محافل التعليم رغم غارات الطائرات التي تمر من فوق رؤوسهم. فكل يوم في إذاعاتنا المدرسية يقدم أبناؤنا الطلبة كوكتيلاً وطنياً من دروس الصمود والقوة دون توجيه منا متحدثين عن العدوان وجرائمه بحق هذا الشعب اليمني الأعزل وما سببه من قتل وتشريد للأبرياء واستهداف مختلف المنشآت التعليمية وكل مقدرات البلاد. *التعليم..جبهة صمود فعلية* هل أنتم راضون عن مستوی التعليم في ظل هذه التحديات والصعوبات؟ بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضها العدوان في ظل سياسة الحصار براً وجواً وبحراً وما ترتب عليها من توقف مرتبات موظفي الدولة إلا أن الكادر التعليمي ضرب أروع القيم حينما أصر على تقديم رسالته التعليمية بأمانة وكفاءة عالية مستشعرين روح المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه الأجيال الملتحقة بركب التعليم والتطلع للانطلاقة نحو المستقبل الواعد بالخير والعطاء. *دلالات الصمود* ماهي الرسالة التي تبلورت عن صمود القطاع التربوي خلال أكثر من أربعة أعوام؟ الشعب اليمني بشكل عام أثبت بصبره وثباته أنه مدرسة صمود أسطورية يقدمها للعالم الصامت والمتواطئ مع قوی الشر والاستكبار. الدلالات والخيارات هي الصمود والثبات والتماسك أمام قوى الاستكبار العالمية والشعب اليمني لم ينكسر وما زال يواجه دول العدوان ومرتزقته بقوة وبرباطة جأش فانتصر عسكريا بإمكانيات متواضعة وسياسيا بوصول قضيتنا ومظلوميتنا للمحافل الدولية وإعلاميا وتربويا بإمكانيات بسيطة واجتماعيا بالتماسك القبلي والشعبي والمجتمعي. وأوجه تحية إجلال للكوادر التربوية والتعليمية التي تعمل بجد ومثابرة وتفان واخلاص ولم تتوقف عن التعليم وهذا أعظم الصمود في هذا الظرف العصيب خلال مرحلة حساسة واستثنائية في تأريخ اليمن.