الندوة التي نظمتها صحيفة “26سبتمبر” الموسومة: واقع ومستقبل الأمن الغذائي في اليمن والتي استمرت يومي 15 و16 أكتوبر المنصرم 2019م هي من الندوات القليلة التي حالفها نجاح باهر يستحق الإشادة والتقييم من المتخصصين في هذا الشأن. أهمية الندوة: لربط مادة هذه الحلقة وهي الثانية بالحلقة السابقة وهي الاستهلالية الأولى- ذات صبغة خبرية نسبية- أقول أن أهمية الندوة ينبع من موضوعها الهام “واقع ومستقبل الأمن الغذائي في اليمن” خاصة أن بلادنا اليمن في الوقت الحاضر أفقر دولة في العالم بنسبة 91 % تقريباً من السكان يقبعون تحت مستوى خط الفقر + 5 % تقريباً في مستوى خط الفقر وهذه النسبة ال 5 % هي ممن كانوا طبقة وسطى قبل خمس سنوات ومن نفس الطبقة الوسطى التي كانت وسطى قد أنضم أغلبها مكرهين الى مستوى تحت خط الفقر والذين كانوا قبل خمس سنوات في مستوى خط الفقر هم الآن في حالة فقر مدقع لا يملكون شيئاً ويعيشون للأسف من الهبات والصدقات الداخلية والخارجية.. والأرقام المذكورة هي – حقاً- مخيفة وتعبر عن واقع مأساوي.. الله لا دامه علينا..إن موضوع الأمن الغذائي في اليمن يكتسب أهمية كبرى، فالأمن الغذائي يوازي الأمن العام إن لم يكن الأمن الغذائي أهم من نظيره.. ويزداد أهمية موضوع الأمن الغذائي لسكان بلادنا في الوقت الراهن في ظل حصار جائر وعدوان ظالم في واقع عالمي مخزي يسيره الدفع المسبق من مال شعوب ممالك النفط وتحت مرأى ومسمع أنظمة عربية أغلبيتها متخاذلة.. وفي ظل استمرار الحصار الجائر والعدوان الظالم على بلادنا واستشراء مزيد من الفساد ومزيد من حالات الفقر الذي يحمل في طياته انعكاسات سلبية بل وانعكاسات سلبية وخطيرة على مجمل مجالات الحياة والذي يسببها بشكل رئيسي استمرار الحصار والعدوان، ينبغي شحذ الهمم وتحكيم المنطق وعودة النخب السياسية خارج الوطن الى جادة الصواب وعودتهم الفعلية الى حضن الوطن بعد أن أنكشف المستور من أهداف السعودية والإمارات وهي معروفة..إن دول العدوان وعلى رأسهم السعودية والإمارات وداعميهم بالسلاح أمريكا وبريطانيا هم السبب الرئيسي لما نحن فيه من مصاعب جمة وانعدام الأمن الغذائي والسبب الآخر هو العامل الذاتي المتمثل بنا نحن- اليمنيين - كغياب الخطط التنموية واستشراء حالات الفساد الذي يزيد الطين بلة.. خلاصة القول عن أهمية ندوة “واقع ومستقبل الأمن الغذائي في اليمن” هو استقطاب نخبة متخصصة قدموا أوراق عمل ذات قيمة علمية مرتفعة دعت في مجملها الى: } التفاف جميع اليمنيين حول الرؤية الوطنية لبناء الدولة. } تبني تطوير الزراعة وترشيد استهلاك المياه وتشجيع الإنتاج المحلي والعمل على تحسينه. } دعم المزارعين الذين يزرعون محاصيل الأمن الغذائي والحد من زراعة القات الذي ينهب أو يسلب ما يوازي 36% من الموارد المائية وغيرها من التوصيات الجيدة التي تعتبر الخطوة الأولى من خطوات الألف ميل الذي سيوصلنا الى أمن غذائي حقيقي.. فاذا وصلنا الى أمن غذائي حقيقي سنصل الى أمن واستقرار وحياة كريمة طال انتظارها.. يتبع الاحد القادم. } في الحلقة القادمة استقراء أوراق عمل الندوة وأفكار كبار المسؤولين الذين حضروها.