في الحلقة الماضية استكملت تحليل حديث اللواء محمد صالح الحدي وخاصة ما يتعلق بالأحداث الداخلية في المنطقة الوسطى خلال عامي 1972م – 1973م فقط أما حديثه حول أو عن الفترة السابقة وتحديداً من أحداث 21أغسطس عام 1968م إلى أواخر عام 1971م فقد طرقتُ بضم التاء – معظمها في الحلقات السابقة وتحديداً من الحلقة السابعة الى الحلقة الثانية عشرة من هذا البحث ولا داعي لتكرارها .. لكن سيتم إيرادها في القادم إن شاء الله . أما حديث عمي محمد حول حرب عامي 1981م- 1982م بين السلطة والجبهة الوطنية فسيتم ذكره لاحقا في السياق التسلسلي للأحداث في هذا البحث مشروع الكتاب القادم علماَ ان الفندم محمد الحدي كان من أبرز أبطال الحرب والسلام في المناطق الوسطى خلال الفترة المذكورة . حيث كان يرأس فريق الجبهة الوطنية الديمقراطية المفاوض مع سلطة صنعاء خلال عامي 1981م – 1982م وقد اهتمت به السلطة أثناء المفاوضات وبعد أسبوع واحد بعد المفاوضات وفي أوقات لاحقة تعرض اللواء محمد صالح الحدي لعدة محاولات لاغتياله ..! ملاحظة : سمعنا ونحن كنا في الشطر الجنوبي من الوطن بان الرفيق محمد صالح الحدي تعرض خلال الفترة من أواخر عام 1982م الى منتصف عام 1983م الى ثلاث محاولات لاغتياله .. وقد ذكرتُ الفندم محمد الحدي بذلك قبل عدة شهور من عامنا الجاري 2019م فأجاب : إنها ليست ثلاث بل عشرات المحاولات لإغتيالي لكن بلطف من الله نجيتُ منها بأعجوبة « عودة الى الموضوع : ان المناضل / محمد صالح الحدي قد بذل جهوداً كبيرة خلال عامي 1981م – 1982م لإحلال السلام في المنطقة الوسطى أي أنه كان صادقاً مع السلطة حينذاك لكن السلطة لم تكن صادقة مع الجبهة الوطنية ولامع محمد صالح الحدي أحد القياديين الكبار فيها بل لقد حاولت السلطة عشرات المرات لاغتياله حسب إفادته . حول دور الحدي في المفاوضات بين الجبهة الوطنية الديمقراطية والسلطة الرجعية في صنعاء وما حصل من محاولات لتجنيب حياته واشياء اخرى سيتم توضيحها لاحقاً في السياق التسلسلي للاحداث في هذا البحث مشروع الكتاب القادم إن شاء الله الإعداد والتحضير للحملة التاسعة ضد المناطق الوسطى أوائل عام 1975م واسرار تنشر لأول مرة : الإعداد والتحضير لتوجه الحملة العسكرية والقبلية التاسعة الى المناطق الوسطى والتي كانت بفكرة وتخطيط وتمويل سعودي وتنفيذ يمني لم تكن وليدة أوائل عام 1975م بل قد سبقها محاولتان سعوديتان مع رئيس مجلس القيادة المقدم ابراهيم محمد الحمدي . الاولى كانت أواخر عام 1974م والمحاولة الثانية كانت أوائل عام 1975م كان ملخص أسباب توجه حملة الى المناطق الوسطى حسب أطروحات السعوديين هو «إخماد المد الشيوعي هناك المدعوم من النظام الشيوعي في عدن « وعدم التقارب مع الجنوب هذه الاطروحة قالها للحمدي الامير نائف بن عبدالعزيز آل سعود أواخر عام 1974م وكان رد الحمدي هو الرفض القاطع. ونفس الأطروحة قالها للحمدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وذلك أوائل عام 1975م.. لكن عندما لاحظ سلطان الامتعاض بائن على وجه الرئيس الحمدي والاعتراض واضح من هزة رأسه النافية.. حاول الامير السعودي سلطان بن عبدالعزيز ملاطفة الحمدي بكلمات رطيبة وهو تعبير متوسل بائن قائلاً له: يا «خوي» يا فخامة الرئيس إبراهيم «حنا» ما نريد لكم الا كل خير.. وأضاف وأنت تعرف ان «الشيوعية» وباء عليكم وعلينا وعلى كل الشعوب العربية والاسلامية والدول الرأسمالية أيضاً.. هذه القضايا والمخاطر والخطر الشيوعي» انت تدري بها اكثر مني يا فخامة الرئيس ثم سكت وكان منتظر رأي او رد الرئيس الحمدي لكن الشهيد الحي إبراهيم الحمدي صمت برهة وبدبلوماسيته المعهودة وأسلوبه الخلوق قال للأمير السعودي: يا سمو الامير سلطان ألحظ على محياك علامات التعب والإرهاق.. نكتفي بالحديث الآن.. وهيا تفضل وجبة غداء شعبية يمنية.. قال سلطان نجلس «شوي» قال الرئيس الحمدي: كفاية بالحديث الآن وتفضل وجبة يمنية بتعجبك.. نهض سلطان نحو المائدة قائلاً: أكيد أي شيء يمني يعجبني.. ...يتبع