اللواء/ محمد صالح الحدي يكشف أهم الحقائق المغيبة في حروب المناطق الوسطى قبل الدخول الى تصريح اللواء محمد صالح الحدي الذي كشف أهم ما تبقى من الحقائق المغيبة في حروب المناطق الوسطى أود القول إن اختياري لسيادة اللواء محمد صالح الحدي ليكون مسك الختام في كشف بقية الحقائق المغيبة وبالذات الاحداث الداخلية خلال عامي 1972- 1973م تنطلق من ثلاثه اعتبارات وهي على النحو التالي: الاعتبار الاول موضوعي: وهو ان المناضل / محمد صالح الحدي قد عايش أول بأول وعلى مدى 13 عاماً كافة الحملات العسكرية والقبلية التي وجهتها السلطات المتعاقبة الى المنطقة الوسطى وكانت أولها عام 1970م وآخرها عامي 1981- 1982م وفي نفس عام 1982م كان محمد الحدي الابرز من صانعي السلام في المنطقة الوسطى بعد الاتفاق بين رئيسي الشطرين حينذاك على وقف القتال بين الجبهة الوطنية الديمقراطية كمعارضة مسلحة من جهة وحكومة صنعاء لما كان يسمى الشطر الشمالي من الوطن من جهة اخرى. واستطاع الرفيق محمد صالح الحدي وبمرونته السياسية وقراءته الرصينة للاوضاع حينذاك استطاع اقناع رفاقه من مقاتلي الجبهة الوطنية بالانسحاب حقناً للدماء.. على الرغم ان عناصر الجبهة كانوا مسيطرين على معظم مخاليف محافظة اب وعلى بعد 6 كم فقط من مدينة إب وبعض مناطق محافظة البيضاء بل وتوسعوا على عتمة والوصابين من محافظة ذمار ومناطق واسعة من جنوب محافظة تعز. تفاصيل ذلك ساوردها ضمن سياق البحث وفقاً لتسلسلها الزماني الذي يخص احداث عام 1982م. الاعتبار الثاني ذاتي: المناضل اللواء محمد صالح الحدي هامة كبيرة ورقم وطني كبير انه قائد سياسي عريق وقائد عسكري مخضرم واحد القادة العسكريين والسياسيين الافذاذ وشهرته لم تنبت من فراغ بل ترسخت من صميم ادواره النضالية والوطنية على مدى نصف قرن تقريباً وهو غني عن التعريف. الاعتبار الثالث: التأثير الشخصي: المناضل محمد صالح الحدي من القيادات التاريخية لمنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين من اوائل السبعينات الى عام 1977 ومن اواخر عام 1978 كان من ضمن القيادات التاريخية للجبهة الوطنية الديمقراطية ومعرفتي به اوائل السبعينات كانت بسيطة لكن من اواخر السبعينات وكنت من اعضاء الجبهة الوطنية في مخلاف عمار وكان حينذاك قائدنا غير المباشر وكان يشجعني اكثر من غيري من الشباب ويحثني على ربط التعليم بالعمل النضالي.. ويعد من ابرز اساتذتي في مجال العمل الوطني والسياسي خلال اواخر السبعينات. إن بقية الحقائق المغيبة تخص الاحداث الداخلية للمنطقة الوسطى خلال عامي 1972- 1973م وكنت شبه متأكد ان عمنا المناضل محمد الحدي هو من القلائل الذين يمتلكون اسرارها.. لذلك استعنت باستاذي اللواء محمد صالح الحدي خاصة وهو الملم اكثر من غيره بهذا الشأن وعايش ميدانياً وسياسياً كل حروب المناطق الوسطى من بدايتها عام 1970م الى نهايتها عام 1982م كما اسلفت وقد طرحت اول سؤال على اللواء محمد صالح عبدالله الحدي يخص عما يعرفه شخصياً عن مقتل بعض مشايخ المنطقة الوسطى بشكل عام خلال الفترة 72-73م كما طرحت عدة تساؤلات واستفسارات عن قضايا اخرى تخص المنطقة الوسطى وبالذات ما اعتمل خلال توجه الحملات العسكرية والقبلية الى المناطق الوسطى خلال تلك الفترة.. اجاب سيادة اللواء محمد صالح الحدي على السؤال الاول قائلاً: بعد اقصاء الموظفين عسكريين ومدنيين من ذوي الاتجاه اليساري ومعظمهم من ابناء المناطق الوسطى من مخاليف عمار وخبان والعود والحبيشية والرياشية وغيرها من المناطق من قبل سلطة 5 نوفمبر 1967 الرجعي وبأمر وبايعاز سعودي والذي جاء هذا الاقصاء بعد احداث مؤسفة جرت في اغسطس عام 1968م وقد سبق ذلك سلسلة من الاجراءات الاستهدافية ضد المقاومة الشعبية وهم من المناضلين في حرب فك الحصار عن العاصمة صنعاء من 1 ديسمبر 1967 الى فبراير 1968م والمعروف بحرب السبعين يوماً الشهيرة واضاف الفندم محمد قائلاً: ولم تكتف سلطة 5نوفمبر بالاقصاء والاستهداف لمن ذكرتهم بل عملت باسلوب الدس والوقيعة بين بعض اليساريين وبعض عناصر المقاومة الشعبية واوجدت حججاً ومبررات واهية وتعبئة خاطئة وحرضت سلطة نوفمبر بخبث عناصر ضد عناصر اخرى من نفس المناطق الوسطى وادى ذلك التحريض “ الخبيث والتعبئة الخاطئة إلى ردود أفعال سلبية أو متشنجة أو متسرعة أدت إلى مقتل العديد من الأبرياء من أبناء المنطقة الوسطى بشكل عام وبينهم بعض المشايخ من أبناء المنطقة الوسطى نفسها”. وحول ما جرى خلال توجه الحملات العسكرية والقبلية من قبل سلطة 5نوفمبر الرجعية إلى المناطق الوسطى؟ قال: أن الأوضاع التي كانت سائدة حينذاك من جراء الحملات العسكرية والقبلية على المنطقة ألقت بظلالها الكئيبة على المنطقة الوسطى بشكل خاص وبقية مناطق اليمن بشكل عام. وأضاف الحدي: إن الحملات العسكرية والقبلية لم تحل أي مشكلة كما ظنت السلطة بل على العكس أوجدت عدة مشاكل كانت مغيبة من قبل سلطتي الشطرين حينذاك. كما بين المناضل اللواء محمد صالح الحدي عدة قضايا بعضها قد وردت في الحلقات الماضية من هذا البحث وسيتم الإستفادة من بعضها للكتاب القادم وبعضها تخص حرب عامي 1981-1982م بين السلطة والجبهة الوطنية سيتم ذكرها في حلقات لاحقة من هذا البحث وبحسب التسلسل الزمني للأحداث .. يتبع عدد الأربعاء القادم تحليل حديث اللواء محمد صالح الحدي - الله يحفظه.