الندوة التي نظمتها صحيفة “26سبتمبر” الموسومة واقع ومستقبل الأمن الغذائي في اليمن والتي استمرت يومي 15و16 اكتوبر المنصرم 2019م هي من الندوات القليلة التي حالفها نجاح باهر يستحق الاشادة والتقييم من المتخصصين في هذا الشأن. افكار كبار المسؤولين الذين حضروا الندوة: افتتح الندوة الاستاذ/ محمد صالح النعيمي عضو المجلس السياسي الأعلى.. ومن ضمن كلمته الافتتاحية اوضح منهجية الرؤية الوطنية التي تم انجازها مؤخراً والمتضمنة التخطيط ومراحل التنفيذ المزمنة واهدافها المتعلقة بالامن الغذائي في اليمن مشيراً الى ان دراسات ستنفذ قريباً لحجم الاستيراد وتقليصه وامكانية الاستثمار المحلي- السطور الواردة هي وجز الوجيز لافكار الاستاذ محمد صالح النعيمي.. الدكتور حسين مقبولي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية: اكد على اهمية الاهتمام بالامن الغذائي كونه مرتكزاً اساسياً للدولة والمتمثل في توفير الغذاء الامن للمواطنين.. مشيراً الى المعضلات التي تحد من توفره بسبب ندرة المياه الناجمة عن تقلبات المناخ. الاستاذ يحيى علي الحباري عضو مجلس الشورى الداعم المالي للندوة- قدم مداخلة اضافية ركزت على ترشيد الاستهلاك والتوسط وعدم الاسراف.. حيث استعرض في مستهلها معلومات رقمية لعام 2017م توضح ان اليمن استهلك حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون طن انتجت منها مائة الف طن اي 2.8% وهي نسبة ضئيلة جداً.. وقال :”يجب ان ندرك ان الفجوة بين حجم الانتاج والاستهلاك مرشحة للاتساع”. واستعرض الاستاذ يحيى الحباري :”السياسات المطلوبة والمتمثلة في المعالجات عبر سياسات فاعلة من قبل الحكومة الى جانب المبادرات المجتمعية في دعم هذه السياسات من خلال ترشيد الاستهلاك الذي هو الضد للاسراف والتبذير الذي يعانيه مجتمعنا رغم كل التحديات التي يعيشها ويواجهها.. وبينما ندعو الى ترشيد الاستهلاك لا يعني يذلك الحرمان لكنها دعوة الى التوسط وعدم الاسراف”. ودعاء الحباري الى ترشيد الاستهلاك والذي هو سلوك حضاري قويم يرتبط بحسن عبادة الانسان لربه وترشيد الاستهلاك على مستوى الممارسة العملية ادارية تبدأ بالفرد والاسرة وتنتهي بالبيت الكبير”اليمن” مؤكداً ان الدولة والمجتمع مطالبون بالمساهمة في تعميق ثقافة ترشيد الاستهلاك من اجل الوصول إلى المستوى الاقتصادي الامن.- اكتفي بما اختزلته من سطور او فقرات مداخلة الاستاذ يحيى علي الحباري الذي قدمها في الندوة. ملاحظات تقييمه حول مداخلة الاستاذ يحيى الحباري اوجز تقييم مداخلة الاستاذ يحيى علي الحباري المقدمة الى الندوة بالملاحظات التالية: الملاحظة الأولى: ان الاخ الاستاذ يحيى علي الحباري مدرك للطبيعة الاستهلاكية اليمنية وجذورها المترسخة من عادات الاسراف والتبذير وان ظروف المرحل الراهنة وما تعيشه بلادنا في ظل عدوان ظالم وحصار جائر تتطلب ترشيد الاستهلاك لهذه الاعتبارات كانت كلمات مداخلته تلح على ضرورة ترشيد الاستهلاك والتكيف مع ظروف المرحلة الراهنة.. الملاحظة الثانية: الارقام التي قارنت بين الانتاج والاستهلاك بينت البون الشاسع بين استهلاكنا الكبير وانتاجنا القليل.. ونبه الى مخاطره المتوقعة لا سمح الله. الملاحظة الثالثة: مطالبته للدولة والمجتمع بتعميق ثقافة ترشيد الاستهلاك وهو هدف آني لا يقبل التأجيل لما من شأنه التخفيف من حدة الفقر ومحاصرة آثاره كأجراء آني سديد من اجل الوصول إلى المستوى الاقتصادي الآمن. الملاحظة الرابعة: لم يقتصر دور الاخ يحيى علي الحباري رجل الاعمال المعروف على دعم الندوة مالياً فقط بل دعمها معنوياً بمداخلة تعد من افضل المداخلات المقدمة إلى الندوة ولعل اهميتها تكمن في موضوعها.. فإذا كان موضوع ترشيد الاستهلاك يعتبر موضوعاً مهماً في وقت السلم فإن اهميته تزداد في وقت الحرب. أما بشأن الدعم المالي للندوة فان ذلك ليس جديداً فأنا قد سمعت وشاهدت بعض اوجه الدعم المالي او المساهمة المالية او الهبات المالية التي قدمها وما زال يقدمها رجل الاعمال يحيى علي الحباري للاطر الرياضية والمجالات الصحية والخيرية وغيرها من المجالات .. وهذا الدعم كان وما زال نابعاً من حسن النية وصدقها نابع من روح الشعور بالمسؤولية الوطنية والذي يقدم بسخاء للوطن ومواطنيه. ولهذه الاعتبارات فان الاستاذ يحيى علي الحباري يستحق الشكر والاحترام والتقدير.