هناك خاطرة سرية لا يدركها إلا القليل من الناس وهى (لماذا تكون الغلبة والنصر في المعارك للفئة الأقل؟؟؟) أتعرفون لماذا بكل بساطة ألم يذكر البيان الإلهي أن المؤمن لكي يحتويه ويحالفه النصر والغلبة يجب أن يتولى الله ورسوله والمؤمنون (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا).. وحتى بالفطرة الكونية للإنسان وأسباب الأرض فإذا كنا نعرف معنى وكيف نتولى الله ورسوله.. فإن الأغلب لم يستوعب التولي للمؤمنين ولكي لا نشرد بذهن القارئ الكريم فإن التولي للمؤمنين هو ذلك الجندي او المقاتل أو المجاهد الذي يذهب ليقدم أغلى ما يملك وهو يتولى قائده ويؤمن بمبادئه ويحبه فيسري فيه أخلاق ذلك القائد.. فعندما تكون صفات القائد وأخلاقه رفيعة وموازية لأخلاق القرآن فمن البدهي ان يكون ذلك الجندي مشحونا بأخلاق قائده وصفاته وحتى شجاعته.. فيتحرك وكأنه نسخة من قائده وقدوته.. لكن بالمقابل ذلك الجندي والمقاتل والمجاهد الذي يتولى قائدا أغلب صفاته الاستكبار والغرور وعدم تنفيذ أوامر الله ونواهيه.. فتسري في كيان المقاتل صفات القائد نفسها الذل والمهانة وبيع أي شيء حتى سيادة وطنه.. بينما قانون الأرض والسماء سيكون بلا شك مع الصفات الرفيعة.. فتتحرك حتى ذهنية المجاهد وتخطيطاته بتوفيق وسداد من رب هذا الكون ويتحقق النصر.. بينما الخزي والذل ينمو بداخل الطرف الآخر حتى تتحقق فرص الفشل أكثر ويصل إلى أن يشعر بسعادة الهزيمة ليحصل على قوته الذليل أو حطام فانٍ من الدنيا.. (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله). أما الخاطرة الثانية: في هذا المقال فهي حكمة قائد المسيرة القرآنية في إدارة المعركة بعيون ثاقبة ومتأملة.. فهو ينافى مع إصدار التوجيهات باجتياح بعض المحافظات التي ركع زعماؤها لأذناب الشيطان.. فينتظر حتى تدرك الحاضنة الشعبية غلظة تلك الجماعات وانحرافها حتى عن العشق الفطري لسيادة الوطن وبعد فترة من الزمن تصبح تلك الحاضنة الشعبية هي من تطلب ذلك الحق وتناشده قبول اعتذارها وتوبتها السياسية والعسكرية وتجد سعادة في اختيارها رمحا قويا بيد الحق ورجاله وهى بذلك تعود لمنهج الفطرة التي فطرها الله عليها.. غير آبهة بما سيترتب على ذلك من انتقام على أيدي مولاها الأول الذي أذاقها الذل والخزي والعار. لكن هناك خاطرة الآن وردت وهى اننا قد نكون بمشارف دخولنا بوابة البيانات القوية والمفاجئة والتي ستذكر المؤمنين والمجاهدين بشكل عام بذلك البيان النادر والأول للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي التي تحكى سطوره معنى الإخلاص لله ولرسوله وللمؤمنين والتي جعلت من القدرات الذاتية والبسيطة منهج من القوة والانتصار التي لم تكن موجودة إلا في المعارك الأولى بين الحق والباطل في صدر الإسلام.. فنسخها الله بقدرته في هذا الزمان لتكون حجة وبيانا للمعاندين والمستكبرين والمرجفين.. لذلك يجبرنا الموقف شرح البيان الأول للشهيد القائد في الإصدار القادم.. والله يرعاكم.