حين نتحدث عن الرجال الصادقين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه فالحديث مهما طال لم يوفهم حقهم، فكيف برجل قدم اثنين من أولاده شهداء ثم واصل المعركة دون أن يهتز أو يكل وصمد صمود الأوفياء وجعل من كل أولاده وأهله سيوفاً في سبيل الله، نعم إنه الشهيد العميد عبد الواحد عبد العزيز الوزير رجل تفتخر به قبيلته وقبائل نهم كافة فقد أصبح هذا الشهيد نموذجاً لكل الرجال في هذه القبائل. نشأته نشأ الشهيد في وادي ملح ودرس في نفس القرية التي ولد فيها وواصل دراسته الابتدائية والإعدادية ثم التحق بالسلك العسكري بعد الإعدادية 1985م وحصل على منحة دراسية إلى دولة العراق الشقيق ودرس ثلاث سنوات وحصل على درجة النجاح بتقدير ممتاز "الأول"، اتصف بالشجاعة والصبر وحسن الاخلاق وكان يحمل رؤية عسكرية كبيرة. مشوار حياته الجهادي في الحرب الرابعة طلب من العميد عبد الواحد الوزير المشاركة في الحرب ضد أبناء المسيرة القرآنية في محافظة صعدة لكنه رفض لمعرفته أنها حرب عبثية تستهدف أبناء الشعب اليمني وظل يعمل بصمت، حيث أفاد بعض من عرفوه أنه كان يؤيد المسيرة القرآنية وفي عام 2012م تحرك بشكل علني في الجانب العسكري مع المسيرة القرآنية، ومع بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن واستهدافه للحرث والنسل تحرك الشهيد مجاهداً في محافظة صرواح ولقن المنافقين والمخابراتالامريكية المسماة "قاعدة" دورساً قاسية وبعد استشهاد ولده "عثمان" في جبهة البيضاء انتقل الى محافظة البيضاء لملاحقة الخونة والمرتزقة، من ثم استشهد ولده الأخر "فخر الدين" في مديرية صرواح بمحافظة مأرب ولم يثنه ذلك عن مواصلة الجهاد وكان يتنقل من جبهة إلى أخرى ولم يهتز لاستشهاد ولديه إيماناً منه بعدالة القضية العظيمة التي خرج مجاهداً من أجلها. أعماله الجهادية تحرك الشهيد منذ 2006 حيث كان يبين للناس بأن الحرب على أبناء المسيرة القرآنية ظالمة ويقوم بتفعيل الشباب وتحريكهم للانضمام الى المجاهدين في صعدة. شارك في مختلف الجبهات منذ 2012م وحتى بدء العدوان وكان له دور في القضاء على العديد من البؤر الإرهابية وعناصر المخابراتالامريكية المسماة قاعدة. شارك في جبهات الحدود وكذا جبهتي مأربوالبيضاء, ثم تم تعيينه قائداً لأحد الألوية العسكرية في محافظة تعز وظل في ذلك المنصب حتى استشهد فرحمه الله رحمة الأبرار. شهادة أهله ورفاق دربه شهادة أهله: كان الشهيد ذا أخلاق عالية وكريمة يجود بما يملك ويساعد المحتاجين، كما كان يتصف بالصبر والتحمل, فكان كثيراً ما يتحمل المشاكل والمؤامرات التي كانت تحاك ضده من قبل السلطة في ذلك الوقت. شهادة رفاق دربه : يقول احد رفاق درب الشهيد: لم أر أشجع منه عندما تشتد المعارك فكان الرجل الأول في المقدمة وفي الصفوف الأولى، كما كان يعاملنا كأننا أبناؤه ويجود علينا بما لديه، بل كان يعطينا ويبقى بدون شيء حتى المدد كان يحمله على ظهره إلى المواقع التي كنا لا نستطيع الوصول إليها، فكان يهتم بالمؤمنين بشكل كبير جداً. قصة استشهاده كان الشهيد يخوض المعارك العنيفة في مديرية المخا الساحلية ويواجه أكبر جيوش العالم ومئات الغارات وقام هو ورفاقه بكسر عشرات الزحوفات ونكلوا بأعداء الله اشد تنكيل وأسقطوا المئات من المرتزقة بين قتيل وجريح، وبعد عجز التحالف عن التقدم شن غارات هستيرية استهدفت كل منطقة وكان يقصف مختلف المواقع والمناطق، فاستهدف الشهيد العميد الركن عبدالواحد الوزير ب 6 غارات أدت إلى استشهاده فسلام الله عليه وعلى أولاده. وصية الشهيد وصية الشهيد التي كتبها : " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله ، أما بعد فإني أوصي كل أولادي وإخواني وقبيلتي أن يجاهدوا وأن يلتحقوا بهذه المسيرة القرآنية, لأنها مسيرة الحق والطريق الصحيح، وأن يتولوا سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي وأن لا يتهاونوا مهما كانت الصعوبات حتى يلاقوا الله شهداء على درب الحسين".