بعد الخسائر الفادحة للإحتلال الإسرائيلي في حربه المفتوحة مع حزب الله وإثبات المقاومة الإسلامية صلابتها على الأرض رغم مرور ما يقرب من شهر على الفشل في تحقيق أهداف عدوانها على لبنان، قررت إسرائيل عزل عدد من قادة جيشها، أبرزهم قائد وحدة "جولاني" وقائد سلاح المظليين واللذان يُعَدّان من صفوة القوات الإسرائيلية. وجاءت هذه التغييرات المفاجئة على خلفية الخسائر البشرية التي تعرضت لها قوات الصفوة الإسرائيلية في الجنوب اللبناني على أيدي مقاتلي حزب الله، كما ذكر موقع "إسرائيل نيوز" الإخباري المعارض . وذكر موقع اسرائيل نيوز على الانترنت ان قيادة الجيش استغنت عن قائد القوات البرية ليحل محله العقيد يوسي بيكر الذي كان قائدا لفرقة المظليين. كما نقل العقيد جيكوتامير من قيادة لواء غولاني الى قيادة غزة فيما ابعد معاونه العقيد كوخاوي عن منصبه. وأقر الجنرال يوسي وبرفاسر بان حزب الله لم ولن يهزم بعد شهر من الهجمات الجوية والبحرية والبرية ضد مقاتليه. وقال: ان سحق حزب الله ليس بالامر السهل فهو لا يزال يمتلك الاف الصواريخ، ملمحا الى ان اعتبارات سياسية ساهمت في فشل توجيه ضربة أشد للحزب. وأوضح "إسرائيل نيوز" أن الموافقة على هذه التغييرات جاءت خلال اجتماع طارئ عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس الإثنين مع كبار القادة العسكريين بالجيش ومسئولي هيئة الأركان العسكرية، وعدد من كبار الضباط في المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك) ونظيرتها الخارجية (الموساد). وتتردد الأنباء عن احتمال صدور قرار جديد بتعيين قائد جديد لهيئة الأركان بدلاً من الجنرال دان حالوتس المريض والذي يتهمه الشارع الإسرائيلي السياسي والشعبي، بالمسئولية عن النزيف المستمر الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي في لبنان. وقد ألمح راديو الجيش الإسرائيلي إلى أن أولمرت رفض الحديث عن أزمة حالوتس الصحية، خلال اجتماع . من جهتها واصلت آلة الحرب الصهيونية اعتدءاتها العسكرية الغاشمة لليوم التاسع والعشرين على التوالي بالرغم من المساعي السياسية التي تهدف لوقف إطلاق النار وكأن جيش الاحتلال يسابق الزمن في إحداث أكبر الخسائر بالبشر والبنية التحتية قبل التوصل لوقف القتال بين الجانبين . وقد بدأ اليوم ال28 للحرب بخسائر فادحة بين صفوف قوات الاحتلال بعد الإشتباكات الضارية مع مجاهدى حزب الله بعد إعلان الجيش مقتل أحد جنوده وإصابة 9 آخرين في بلدة دبل في الجنوب اللبناني وتدمير دبابتين وجرافتين وبذلك ترتفع خسائر الاحتلال خلال الساعات القليلة إلى مقتل 9 وإصابة العشرات، وكان جيش الاحتلال أعترف بمقتل ثلاثة جنود في بنت جبيل. وهاجمت المقاومة الاسلامية فجر اليوم الثلاثاء، موقع (جل العلم) شرق بلدة الناقورة الحدودية في الجنوب اللبناني، حيث أسفر الهجوم عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال الاسرائيلي.وفي تطور جديد، اعلنت المقاومة الاسلامية عن تدميرها دبابة في عيناتا، جنوبي لبنان واصابة طاقمها بين قتيل وجريح. من جهته واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على بلدات الجنوب اللبناني وقالت إنها نفذت حوالي 80 غارة جوية خلال ساعات ليل الإثنين-الثلاثاء، مستهدفة "مبان لحزب الله ومنصات صواريخ." من جهة أخري وعلى صعيد التحركات السياسية لوقف العمليات العسكرية الغاشمة على لبنان قرَّر مجلس الوزراء اللبناني إرسالَ 15 ألف جندي لبناني إلى الجنوب شريطةَ انسحاب القواتِ الصهيونية، مع الاستعانةِ بقوات حفظ السلام الدولية، وأكَّد وزير الإعلام غازي العريضي أن هناك اتفاقًا من كل القوى اللبنانية على هذا القرار، مؤكدًا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس الوزراء اللبناني أن وزير الدفاع اللبناني أكد قدرةَ الجيش على الانتشار في الجنوب، موضحًا أن الحكومةَ لا ترسل الجيشَ في الجنوب لتدميرِ الانتصار وتفتيته وإنما لتشجيعِه وتقويتِه؛ لأن الجيش شريكٌ فيه، باعتباره جزءًا من لبنان، وأوضح أن الأخوة في حركة أمل وفي المقاومة بحزب الله متفقون على ذلك. من جانبه أعلن حزب الله موافقته على القرار شرطَ الانسحاب الصهيوني من الجنوب، وأكدت مصادرُ لبنانيةٌ أن قياداتٍ من الحزب نسقت هذه الخطوة مع مسئولين في الحكومة، كما أعلن الرئيس اللبناني إميل لحود موافقتَه على القرار شريطةَ الانسحاب الصهيوني، وفي ظلِّ التحرك الآخر التقى سعد الحريري مع العاهل السعودي، وأطلعه على القرار، كما أجرى اتصالاً بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وناقشَ معه القرار، وهو ما دفع فرنسا إلى طلبها من مجلس الأمن سحبَ المشروع الذي قدَّمته بالتعاون مع الولاياتالمتحدة لإجراءِ تعديلات عليه بما يضمن وقفَ إطلاق النار، وانسحابَ الجيش الصهيوني من كافة الأراضي اللبنانية. محيط
