موجة وباء غير متوقعة يشهدها عالم القرن الواحد والعشرين فاقت فداحتها كل الأزمات والصراعات والحروب حيث عجزت عندها أحداث التقنيات الطبية واستسلم لها كل ذي قوة وتمكين شعوب رأت أمام أعينها كيف نزهق الأرواح فجأة دونما أي علة مسبقة أو حادث مسبب.. فيروس اخترق سياج الحدود البرية كما لو أنه يطير في الأجواء مباشرة, حالات خوف وفزع أدت إلى أن يعيش الوزير والحاكم ذات الحالة التي يعانيها أبسط مواطن دواعي سياسية تنامت في بداية الأمر على أن هناك من وقف خلف انتشار الفيروس ليصب ضمن أهداف اقتصادية بديلاً عن البندقية والصاروخ والطائرة وغيرها من الأسلحة التقليدية مقارنة بهذا السلاح الصامت الذي صارت إصاباته تغطي مناطق كبرى في مختلف قارات العالم وتنوع مصابيه وسرعان ما اختلف الأمر فيما بعد خصوصاً بعد تفشي حالات الإصابة أكثر في كل من كبريات الدول العظمى والتي صار المناخ السائد فيها هو ذاته موقع الدفاع عن مرماها من الهجوم الذي بات قابعاً داخل شباكها دون جدوى للحصول على العلاج الناجع والفعال حيث قدمت رؤى وبرامج دولية مشتركة أسفرت عن إفصاح المتجمع الدولي أن ذلك الوباء صار يشكل اكبر تحد لا يمكن مواجهته بالأمر السهل كونها قد عجزت هي الأولى عن مكافحته رغم إمكاناتها الهائلة والمتطورة ووعي شعوبها التام والتزامهم الكبير بطرق الوقاية حيث ترافق ذلك مع خفت أصوات الاتهام بدعوى أنه فيروس صيني أو صناعة أمريكية أو غيره كما نجم عنه تغيير سياسي واقتصادي في العلاقات الدولية ترتب على أثره زيادة كمية المعروض وانخفاض الطلب مع حظر الأجواء وإعلان حالة الطوارئ والذي بدوره أدى إلى شلل شبه كامل للحياة اليومية ولحركة الإنتاج المحلي مع تفشي ظاهرة الاحتكار لبعض السلع التي تباع في الأسواق العامة بسبب صعوبة توفيرها إلى المراكز الرئيسية للبيع بالطرق السهلة وهذا ما يعني استباق ملحوظ أن يظل الوضع البيئي والصحي رهن التحدي لمواجه الفيروس والذي قد تمتد فترات تفشيه أشهر وربما سنوات طائلة إن كانت الجهات الصحية ومنظمات الصحة العالمية قد يئست من القضاء عليه كلياً وتقلصت حينها دور الحملات الإعلامية للوقاية من مخاطره مع عدم وضع حد لعدم تفشيه بالصورة المهولة والسريعة وهذا لا يعني أن الدول التي لازالت خالية من الوباء كاليمن وغيرها بأنها ستكون بمعزل عنه فإلى جانب درجة الإيمان العالية التي يمتلكها أبناء الشعب في مواجهة الفيروس يستلزم كذلك ضرورة أخذ الاحتياط اللازمة لتشديد الحجر الصحي خصوصاً في المناطق التي ترزح تحت وطأة ما يسمى ب"الشرعية" نظراً لسهولة الذهاب والعودة لجنوده وعتاد التحالف والذي قد يسهل عليه أن يقوم بإرسال عناصر بشرية محملة بالوباء لاستهداف المحافظات المحررة.