منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفاقم خطر فيروس كورونا وتصنيفه بوباء عالمي، فمعظم شعوب العالم أنتابهم قلق شديد، وكل يوم تحملق عيونهم بذهول على ما تعرضه القنوات الفضائية من أرقام مخيفة للوفيات والذي بلغ عددهم ما يقارب من الثلاثين الف والمصابين الذي فاق عددهم النصف مليون. فهذا الفيروس المستجد والضئيل قد شن حربا ضروس على بعض شعوب العالم فهو يقضي في كل يوم على المئات من الأرواح وفي دول كبرى بعد الصين التي تعتبر بلد المنشأ له، مثل ايطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وامريكا فتلك الدول التي تمتلك أفتك أسلحة الدمار وأحدث التقنيات الطبية، وأكبر المصانع، ومع كل ذلك وقفت عاجزةً أمام قدرات فيروس كوفيد 19 المستجد. وقد كشف هذا الوباء عن هشاشة تلك الدول الكبرى، ليس فقط في إيجاد علاج شاف أو إنتاج لقاح سريع بل في الحد من تفشيه وتطويقه من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ومدروسة لعزله وإيقاف عداده السريع الذي يرصد ويسجل الإصابات الجديدة أو على الأ قل تخفيض سرعة جريانه، وكما فضح خطر هذا الوباء تلك الدول التي تعتبر من الدول المتطورة في الجانب الصحي وبيّن عجزها عن توفير عدد كاف من أجهزة التنفس المساعدة للمصابين في الحجر الصحي، وعن عدم قدرتها بتزويد مواطنيها وطواقمها الطبية بكافة معدات الوقاية كالكمامات وغيره والذي تحد من انتقاله. وايضا كشف بعض الضعف في توفير رعاية صحية كاملة للمصابين، وتزويد الطواقم الطبية بتجهيزات الحماية من تسرب هذا الفيروس إليهم، هولاء الجنود الذين اثبتوا بأنهم أحق بالتصفيق من القادة والسياسيين، فهم يخوضون معركة حقيقية مع هذا الفيروس في جميع ساحات المشافي والمحاجر الصحية وببسالة وأقتدار ويقدمون تضحيات لا تقل عما يقدمه المحارب في جبهات القتال. أما بلادنا إلى غاية اليوم لم تعلن عن وجود أي حالة مصابة بهذا الفيروس الخطير والحمد لله، فندعو الله أن يصرف عنها شر هذا الوباء، ولكن وفي فرضية الكشف عن وجود إصابات بهذا الوباء لا ندري عن مدى إستعداد السلطة لمواجهة خطورته ومن أين ستبدأ في تقديمها الرعاية الصحية للمصابين، وإلى أي مآل ستؤول محاولات تطويق انتشاره ومنع تفشيه فهذا الفيروس سريع الإنتشار. بينما البلاد تعيش في وضع مزري أفرزته الحرب الطويلة، وهناك شلل حكومي وتشتت سياسي وتنافر أمني وخدمات صحية هشة، وفي ظل كل ذلك لا بد أن يكون حال البلاد والعباد مأساوي بكل معنى الكلمة، إذا لا سمح الله انتشر هذا الوباء الخبيث، لذا يتوجب على قيادة دول التحالف تسخير إمكانيات كبيرة لتقديم الدعم وتحقيق عزل كامل للبلاد من خلال أغلاق الحدود وجميع منافذ البلاد، البرية والبحرية، والجوية، وذلك من أجل ضمان عدم تسرب هذا الفيروس إلى أراضي البلاد وإستشعارا منها بمدى خطورة الوضع في حال تسربه مع ظرف البلاد المعقد والقاسي والذي يعكس مدى صعوبة تطويق وحصر الوباء القاتل وعجز قدرات الدولة وضعف إمكانياتها في تقديم رعاية صحية سليمة للمصابين في حال إنتشار هذه الجائحة، والعياذ بالله منها،، وربنا يكون في عون الجميع.