اصدر الفاتيكان بيانا أوضح فيه أن البابا يشعر بالاسف لإساءة فهم تصريحاته والتي تم تفسيرها بشكل يسيء للمسلمين. واضاف البيان أن البابا يحترم كل من يؤمن بالعقيدة الأسلامية ويأمل من المسلمين فهم مغزى حديثه. وقد أثارت تصريحات البابا المسيئة للدين الإسلامي وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم ردود فعل غاضبة في الاوساط الإسلامية . فمن جانبها ، طالبت المملكة العربية السعودية الفاتيكان باصدار ما يعبر عن حقيقة موقفه من الإسلام وتعاليمه وإصدار توضيح جلي عن تلك التصريحات الصادرة التي أفضى بها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في المحاضرة التي ألقاها يوم 12 سبتمبر الماضى في جامعة ريجينسبرغ بالمانيا بعنوان "العقيدة والعقل وذكريات الجامعة وتأملاتها " وتناول فيها الإسلام وشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصفات الله في القرآن الكريم. وأعربت المملكة فى رسالة وجهها ،اليوم السبت، وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى وزير خارجية الفاتيكان - عن استيائها وألمها لما تحدث به البابا وشعورها بعميق الأسف للاقتباس الذي أورده عن سيرة الرسول الكريم وعما أسماه بنشر الإسلام بحد السيف وما تضمنته المحاضرة من منطق استخدم كمبرر للحروب الصليبية التي شنت على العالم الإسلامي في نفس الوقت الذي تسعى فيه الأمة الإسلامية جاهدة لفتح حوار حقيقي وفاعل بين الأديان والحضارات وعلى رأسها الديانة المسيحية. مؤكدة أن هذه الإشارات تأتي لتعطي الصورة الخطأ لقادة وشعوب هذه الأمة ، بينما استنكر مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العليمة والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ ما ذكره بابا الفاتيكان من مزاعم باطلة عن الدين الاسلامي والرسول الكريم . وفند مفتي المملكة في تصريح لصحيفة (الرياض) السعودية نشر اليوم ما جاء في محاضرة البابا بنديكيت ال 16 التي ألقاها بجامعة (ريكسيون) الالمانية . وقال ان ما ينادى به من تحقيق التوافق بين الأديان ونحوه هي دعوى يكذبها الواقع بسبب مزاعم هؤلاء الذين يهاجمون الاسلام ويكذبونه ويتطاولون على رسول الاسلام محمد عليه افضل الصلاة والسلام فكيف يظنون أن هناك توافقا وتقاربا وهم على الباطل من سب واستهزاء بالدين الاسلامي وبرسول الله. واضاف ال الشيخ "ان ديننا الاسلامي دين سماحة لا يرضى العنف والارهاب وما جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام للعالمين دينا يرفض العنف على المسلم وغير المسلم الظلم محرم في شريعتنا". وأوضح ال الشيخ أن الرسول عليه الصلاة والسلام جاء رحمة للعالمين لتنظيم حياة الناس التي اعتادوها قبل البعثة المحمدية والتي كان يسودها القتل والسبي والهلاك بين الناس حتى جاء الاسلام فرحم الخلق كله بهذه الشريعة السمحاء والتي جاءت بكل ما يحقق العدل والانصاف ويرسي دعائم الأمن والاستقرار في المجتمعات - وشدد مفتي المملكة على أن الاسلام بعيد عن الارهاب ولم ينتشر سوى بقناعة الشعوب الذين تبصروا فرأوا خيرالاسلام وعدالته وحسن نظمه فدخل الناس في دين الله أفواجا. وفند مزاعم بابا الفاتيكان بأن "المشيئة في الاسلام منقطعة عن العقل" وقال ان ذلك غير صحيح لأن الله عز وجل خاطب الأمة الاسلامية وسائر الأمم بعقولها اذ قال "ان في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" وأن الاسلام دين فطرة يؤمن به ذو عقل سليم ولا يتنافى مع النقل الصحيح فالشريعة الاسلامية جاءت بما تؤكده الفطرة والعقول لا بما تنافيه. وأكد أن موقف الدين الاسلامي من الأديان الأخرى التي جاءت بها الرسل يتمثل بالايمان بجميع الرسل وتصديقهم وتأكيد أنهم رسل الله حقا نصحوا أممهم وبلغوا رسالات الله وأقاموا حجة الله على أممهم مضيفا ان أمة النبي محمد هي الامة الوسط التي يستشهد بهم الأنبياء على أممهم يوم القيامة. ودعا ال الشيخ المؤسسات والمراكز والهيئات الاسلامية الى مضاعفة جهدها والقيام بدورها خير قيام من اجل تصحيح الصورة المغلوطة عن الاسلام والمسلمين في العالم الخارجي. وعلى صعيد متصل، اعرب وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي الشيخ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ عن الاستياء والأسف الشديدين لما صدر عن بابا الفاتيكان من اساءة للاسلام والمسلمين. وقال في تصريحات نشرت هنا اليوم ان مثل هذه المزاعم الباطلة تؤدي الى اثارة الضغائن واذكاء موجات الكراهية والبغضاء بين الناس في العالم مؤكدا رفض الشريعة الاسلامية العنف والدعوات الشريرة التي نسبها البابا للاسلام. وكانت الدول العربية والاسلامية والمنظمات الاسلامية قد دانت امس وبشدة تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للاسلام والنبي محمد صلى الله عليه واله سلم. وانتقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يشارك في قمة دول عدم الانحياز في العاصمة الكوبية هافانا تصريحات البابا بنيديكت السادس عشر بشأن الاسلام. وقال مشرف ان هناك " جهات شريرة تحاول ربط الاسلام بالارهاب" وهذا الامر ساعد في خلق "هوة بين العالم الاسلامي والغرب". واضاف مشرف اننا ضد محاولات ربط الاسلام بالارهاب والتمييز ضد المسلمين. كما انتقد رئيس وزراء ماليزيا عبد الله بدوي تصريحات البابا وطالبه بالعمل على تهدئة مشاعر المسلمين. وقال بدوي "لا يجب الاستخفاف بالمشاعر الغاضبة المنتشرة بين المسلمين وعلى الفاتيكان تحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المسألة واتخاذ الخطوات الضرورية لتصحيح الخطأ". اما في تركيا الدولة الاسلامية التي من المقرر ان يزورها البابا في شهر نوفمبر/تشرين ثاني القادم فقد تصاعدت الانتقادات لتصريحات البابا. ورغم انه لم تخرج سوى مظاهرات قليلة منددة بتصريحات البابا لكن هناك احساس عميق بالغضب بين الاتراك . ونقلت الانباء انزعاج البابا من الطريقة تم بها تفسير تصريحاته عن الاسلام. من جانبها دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل عن البابا بنيديكت السادس عشر واعتبرت تصريحاته عن الاسلام "دعوة للحوار بين الأديان أسيء فهمها". وقالت ميركيل أن البابا أكد على ضرورة ادانة جميع أشكال العنف المرتكب باسم الدين، وأضافت انها تتفق معه حول ضرورة الحوار بين الأديان. وقد نفى الفاتيكان أيضا أن يكون البابا بنيديكت السادس عشر قد قصد أي إهانة للدين الإسلامي، بعد خطاب تطرق فيه إلى الحديث عن مفهوم الجهاد. وخلال الخطاب الذي ألقاه في مسقط رأسه في ألمانيا، استشهد البابا بإمبراطور مسيحي من القرن الرابع عشر قال إن النبي محمد لم يأت إلى العالم إلا بأمور "شريرة ولاإنسانية". وقد أثارت التصريحات غضب رجال دين ومعلقين في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي. غير أن الفاتيكان قال إن البابا أراد أن يوضح رفضه للعنف بدافع الدين. وقال الفاتيكان إن البابا لم يقصد إهانة المسلمين. ولكن ايران حثت البابا من خلال تصريحات ادلى بها الناطق باسم وزارة الخارجية يوم السبت على الاعتذار للمسلمين "للخطأ العظيم" الذي ارتكبه بحقهم. وقال الناطق محمد علي حسيني إن التعليقات التي صدرت عن البابا "عبارة عن تفاسير سياسية بعيدة كل البعد عن المبادئ الالهية، ونحن ندينها." كما ادانت الحوزة العلمية في مدينة قم تصريحات البابا، حيث جاء في بيان اصدرته: "إن التعليقات اللامسؤولة التي ادلى بها البابا عن الاسلام والمسلمين تثير قلقا وحزنا شديدين، ونحن ندينها بقوة." ومضى البيان الى القول: "إن على البابا الاعتذار للخطأ الفادح الذي ارتكبه، فلعل بالاعتذار الرسمي يتمكن من تدارك جزء من الذنب العظيم الذي اقترفه باهانة الاسلام والمسلمين." وقال المتحدث بلسان الفاتيكان فيديريكو لومباردي في بيان "قطعا لم تكن نية البابا أن يضطلع بعملية تمحيص عميق لمفهوم الجهاد ولكيفية نظر المسلمين لهذا الأمر، ناهيك عن عدم نيته جرح مشاعر المسلمين المؤمنين". وتابع قائلا "من الواضح أن نية الأب المقدس هي تنمية موقف احترام وحوار نحو الديانات والثقافات الأخرى، وهو الذي يشمل بالطبع الإسلام. محيط: