مستجدات الاحداث المتسارعة بتحولاتها ومتغيراتها وعلى المستويين الإقليمي والدولي تنعكس سلباً وايجاباً على شعبنا اليمني العظيم الذي بصموده الأسطوري وعلى مدى سنوات الحرب العدوانية الظالمة والتي نقف على اعتاب عامها السابع ، استطاع فرض خياراته والانتصار لإرادته في الحرية والسيادة والاستقلال ومواجهة كافة التحديات والمخاطر رغم الحصار الجائر والشامل المفروض على اليمنيين من قبل تحالف العدوان بغية كسر هذه الإرادة التحررية الرافضة لكل أشكال الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية التي اعاقت نهوض وتطور اليمن وجعلت منه حديقة خلفية لعقود من زمن انظمته الخانعة العميلة المندثرة وحتى لا تكون له دولة قوية قادرة على النهوض بأوضاع الشعب من خلال استغلال مقدراته وثرواته الطبيعية وبما يمكن اليمانيون اللحاق بمسارات التقدم والازدهار الذي يشهده دول العالم . ومن هذا المنظور فإن شعبنا اليمني الذي قدم التضحيات الجسام وما زال مستمراً وسيبقى كذلك ، لم يكن يوماً معتدياً على جيرانه او مقلقاً لأمن واستقرار المنطقة ، بل كان بموقعه الاستراتيجي الحيوي الهام على مستوى المنطقة والعالم وبمورده البشري الكبير يشكل عمقاً استراتيجياً لأشقائه في السعودية والخليج وركيزة أساسية فاعله للأمن القومي العربي، ولكن قوى العدوان بقيادة واشنطن شنت حربها الهمجية على اليمنيين تحت ذرائع ومسميات وعناوين وترهات واهية بهدف الاستحواذ على ثرواته والهيمنة على موقعه الجغرافي الاستراتيجي المتميز . والنيل من وحدة اراضيه، وتمزيق نسيجه الاجتماعي ليكون هشاً ضعيفاً متناحراً ومناطقياً ومذهبياً وقبلياً وبما يخدم مصالح قوى الهيمنة والاستكبار ، وفي هذا السياق ، ومن أجل حاضر ومستقبل أجيال اليمن كان خيار شعبنا الصمود ومواجهة المعتدين والتغلب على ترسانتهم العسكرية المتطورة ومشاريعهم التآمرية القذرة ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وحكمة وحنكة قيادتنا الثورية والسياسية وشجاعة واقدام ابطال الجيش واللجان الشعبية ويقظة الأجهزة الأمنية وتلاحم الجبهة الداخلية تحققت الانتصارات الكبرى في مختلف الجبهات ، بل استطاع اليمانيون الاحرار بفرض عامل توازن قوى الردع على امتداد المسرح العملياتي للجمهورية اليمنية وفي عمق قوات العدو.. لتمضي معركة التحرر الوطني الشامل قدماً تستبق عمليات تحالف العدوان بخطوات ، وامام هذا المد الثوري التحرري الوطني الهادر ،والهزائم المتلاحقة لقوى الاحتلال ، وأذنابها المتلاحقة كان لابد للإرادة الامريكية الجديدة التي هي ذاتها في عهد الرئيس الأسبق (أوباما) أعلنت الحرب على اليمن واليمنيين بالوكالة ، ان تعيد النظر في حساباتها الخاطئة وتبحث عن مخرج ينقذ أدواتها التنفيذية في المنطقة بعد أن أصبحت غارقة في وحل حربها الاجرامية العبثية ، التي أدت الى أسوأ كارثة إنسانية في العالم ، دون ان تحقق أهدافها الاستراتيجية العسكرية على الأراضي اليمنية ، وأصبحت مشاريعها الاستعمارية في خبر كان . ولهذا كله فأن التصريحات المعلنة للرئيس الأمريكي ((جو بايدن)) بشأن الحرب في اليمن ووقف مشاركة أمريكا فيها وتعيين ((ثيموثي ليندر كينغ)) ممثلاً له في هذا الجانب ، تبقى جميعها مجرد تصريحات للإستهلاك الإعلامي وذر الرماد على العيون ، إذا لم تتبعها خطوات عملية تبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وسحب قوى الاحتلال السعودي الاماراتي البريطاني الأمريكي من المحافظاتالمحتلة والمياة الإقليمية وسواحل الجزر اليمنية وفي مقدمتها جزيرتا سقطرى وميون وزقر وحنيش الكبرى ،وحينها فقط سيتحقق السلام الشامل والعادل والمشرف لليمن من أقصاه الى أقصاه وفق حوار يمني- يمني بعيداً عن التدخلات الخارجية. وفي هذا المنحنى يبقى التأكيد بان أبناء اليمن من شرقه الى غربه، ومن جنوبه الى شماله لم يراهنوا يوماً ان تأتيهم الحلول الجاهزة من وراء المحيطات والبحار ومن عدوهم الأول (أمريكا)، بل يراهنون على صمودهم وكفاحهم وتضحياتهم ليشيدوا دولة مستقلة موحدة عادلة مهابة لا تقبل المساس بسيادة اليمن ولا الرضوخ للمستعمرين الطغاة مهما كانت التضحيات .. فالإنتصارات في ميادين العزة والكرامة هي من تصنع السلام الحقيقي المشرف والمستدام ، وهنا تكمن أهمية مسارات معركة التحرر والاستقلال الشامل لليمن أرضاً وإنساناً!!