قالت صحيفة "ليكونوميست المغربية" إنه يجب على محمد بن سلمان أن يأسف بمرارة على "الأيام الخوالي" لدونالد ترامب الذي جعله تحت رعايته حتى اليوم الأخير من رئاسته. من الواضح أنها لم تكن حماية مجانية.. دعونا نتذكر رحلته إلى الرياض في عام 2017، والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.. وبعد أن رقص على رقصة السيف مع مضيفيه لم يكن لديه أدنى إحراج ليخبرهم أن ما يثير اهتمامه حقاً في علاقته بأحفاد ابن سعود كان المليارات من البترودولار ولا شيء غير ذلك. ومع ذلك لم يكن أمام هؤلاء أي خيار سوى إرضاء جشع ونهم الرئيس المفترس. وأكدت أن مخاوف السعودية بشأن المرشح جوزيف بايدن والمخاوف التي لم تكن مخفية في يوم انتخابه لم تستغرق وقتاً طويلاً حتى تتحقق.. لقد تم نشر تقرير وكالة المخابرات المركزية المتعلقة باغتيال الصحفي جمال خاشقجي على الملأ من قبل الرئيس بايدن في 26 شباط/ فبراير، والذي ظل سراً في عهد ترامب. وذكرت الصحيفة أن الصفحات الأربع من التقرير التي نشرت على الملأ تؤكد أصابع الاتهام لولي العهد السعودي من خلال الادعاء بأن " بن سلمان أمر رفاقه بعملية لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول. علاوة على ذلك أكد البيت الأبيض يوم الاثنين الموافق 1 آذار / مارس أنه يحتفظ بحقه في اتخاذ قرار بشأن العقوبات ضد محمد بن سلمان.. كما طالبت إدارة بايدن يوم الثلاثاء 2 آذار/ مارس السعودية ب حل وحدات قوات التدخل السريع" التابعة لمحمد بن سلمان المتهم باغتيال جمال خاشقجي في اسطنبول في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018..وطالبت أيضاً بالتوقف عن جميع الملاحقات القضائية ضد المعارضين السعوديين أما الذي في الخارج أو في السعودية. الصحيفة رأت أنه منذ بداية شهر مارس 2021، تواجه السعودية فيضانات من الأخبار السيئة، من شأنها تضع السعودية وبن سلمان في موقف حساس للغاية.. وما يزيد الطين بله وصف بايدن ولي العهد بأنه متسرع وعديم الخبرة وأنه اتخذ منذ عام 2015، سلسلة من القرارات التي عرضت مصالح بلاده للخطر وشوهت صورته وصورة السعودية بشكل خطير. بالأضافة إلى ذلك الحرب على اليمن التي استمرت ستة أعوام وخلقت "أسوء أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية هي بسبب بن سلمان..هو من قام أيضاً باستدعاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وخطفه الجسيم وإكراه استقالته.. هو الذي اعتقل المئات من رجال الأعمال والأمراء واخضعهم للابتزاز المالي.. هو الذي سوء إدارة الأزمة مع قطر .. السياسة المتشددة مثل تلك التي تتبعها إسرائيل تجاه إيران لا يزال هو نفسه.. اعتقال الناشطة لجين الهذلول وملاحقة الناشط رائف البدوي.. يضاف إلى هذه السلسلة من السياسات الكارثية التي قام بها بن سلمان الاغتيال الرهيب لخاشقجي الذي عاد إلى الظهور بعد عامين من الكسوف بانهيار. وكشفت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تريد إقامة علاقات مع محمد بن سلمان الذي يمكن أن يصبح ملكاً في أي وقت.. من هناك يمكن القول إن واشنطن تستعد للضغط من أجل تعيين ولي عهد آخر بدلاً من بن سلمان.