الحروب عبر التاريخ تقوم عادة بين طرفين متصارعين أوتحالفين متضادين .. لكن أن تحدث حرب احد أطرافها تحالف دولي يمتلك كل أسباب القوة بمختلف مكوناتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية ضد شعب واحد طحنته المؤامرات الخارجية والداخلية وكان ينظر اليه بأنه من أضعف وأفقر دول العالم فهذا لم يحدث إلا مع الشعب اليمني الذي أذهل العالم بصموده ومقاومته للمعتدين عليه ممثلا في جيشه ولجانه الشعبية التي تكونت من شباب صغار السن ولكن أفعالهم أفعال الكبار .. ورغم مرور ستة أعوام بالتمام والكمال على شن تحالف العدوان حربه الظالمة ضد اليمن وشعبها العظيم مستخدما احدث ما أنتجته مصانع السلاح الغربية من تكنولوجيا عسكرية متطورة بما فيها أسلحة محرمة دوليا الا أن الجيش اليمني واللجان الشعبية قد أثبتوا في الميدان بفضل توكلهم على الله وبما يمتلكونه من إرادة قوية ومخلصة للدفاع عن الوطن وسيادته وحريته واستقلاله بأنهم أصحاب اليد الطولى وهو ما جعل الأكاديميات العسكرية العالمية تعيد نظرتها في إستراتيجية الحروب معتمدة على ما يحدث في اليمن من تكتيكات وخطط عسكرية لم تكن تخطر على بال أي قائد أو محلل عسكري وما يحدث في مختلف الجبهات المشتعلة وفيما وراء الحدود أنموذجا بل ومن المفارقات العجيبة أن السعودية التي أنشأت تحالفا قبل ستة أعوام لشن حرب على اليمن هي اليوم من تبحث عن تحالف يدافع عنها . ومع أن الرد على العدوان قد تأخر أربعين يوما عملا بحسن النية وعلى أمل أن يفيق المعتدي ويرتدع لكن استمرار العدوان جوا وبرا وبحرا على شعب مسالم لم يسبق له ان اعتدى على احد قد جعل أبناء الجيش واللجان الشعبية يردون بإمكانياتهم المتواضعة قياسا بما يمتلكه تحالف العدوان من عتاد عسكري متطور واستعانته بجيوش من المرتزقة من مختلف القارات فقلبوا المعادلة بعد امتصاصهم لكل الضربات الموجعة والتي تسببت في قتل الشيوخ والنساء والأطفال وتدمير البنية التحتية في كافة أنحاء اليمن محققين انتصارات عظيمة في الجبهات الداخلية وفيما وراء الحدود. وكلما حاول تحالف الشر ان يغير خططه ويكثف ضرباته الجوية والزحف على عدة محاور في آن واحد كما يحدث حاليا عله يحقق بعض المكاسب سرعان ما تتحطم كل محاولاته على صخرة مقاومة الجيش اليمني واللجان الشعبية .. وهذا الفشل الذريع للمعتدين قد جعلهم يبحثون عما يحفظ لهم ماء الوجه من خلال مطالبتهم بإنهاء العدوان , لكن بشروط مجحفة وان كان العملاء والمرتزقة الذين باعوا الوطن واستدعوا الخارج للاعتداء عليه ليس في مصلحتهم إنهاء العدوان وتحقيق السلام ,لأنهم متيقنين بأن الشعب اليمني قد لفظهم ولن يقبل بهم بعد اليوم أن يكونوا حكاما عليه يذلوه ويرهنوا قراره للخارج كما كانوا يفعلون قبل هروبهم من اليمن وإرتمائهم في أحضان جارة السوء السعودية والنظام الوضيع في الإمارات . اما اذا عدنا قليلا الى الوراء للوقوف أمام حقيقة التآمر على اليمن وشعبها العظيم فاننا سنجده قديما وليس وليد اليوم او الأمس - وقد أشرنا الى ذلك في مقالات سابقة - لأن أعداء اليمن صاروا ينظرون الى الشعب اليمني منذ قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014 م بعين مختلفة وخائفين منه فيما لو توافرت له قيادة حكيمة تقوده الى الأمام منطلقين من ان جدة وتطور الحالة التاريخية لأي بلد أوشعب انما تشهد به المنجزات والمكاسب الوطنية الشعبية التي تتحقق فيه .. واليمن قد شكلت حالة حضارية وتاريخية جديدة ومتطورة بل ومتقدمة بكل المقاييس لاسيما بعد قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014 م التي اسقطت رموز الفساد وقضت على مراكز النفوذ التي كانت تحول دون بناء دولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون ويعيش كل ابناء اليمن في ظل رايتها متساوون في الحقوق والواجبات .. وقبل ذلك كله دفنت ثورة 21 سبتمبرهوة الفتنة والضياع والغت مصيدة التناحر والصراع بهدف تصحيح مسار التاريخ ليلتئم الشعب اليمني في بيته الواحد وتحت رايتة الواحدة ولتكون له قيادته الوطنية الواحدة ويكون له دستوره الواحد وسلطات دولته الواحدة . وهي الحقائق التي حلت على اذهان وعقول وتفكير الأعداء وخاصة جارة السوء السعودية وعملائها في الداخل كانت بمثابة الصاعقة التي أتت على كل مؤامراتهم وخططهم الفاشلة والدنيئة .. ولم يتبق ليعبر عنها ويفضح بجلاء خلفياتها الحاقدة الا ما قاموا به من عدوان بربري على اليمن ارادوا من خلاله ان يدمروا كل شيء ويعودوا باليمن الى القرون الوسطى ولكن الله اراد للشعب اليمني غير ما يريده له الأعداء فنصر جيشه ولجانه الشعبية على اعتى قوة وأشر تحالف عدوان لم يعرف له التاريخ مثيل. واذا كان الاعلام المرتبط بالعدوان مباشرة لا يعترف بهذه الحقيقة ويصر على قلبها من خلال وقوفه مع الجلاد ضد الضحية فإننا نقول لمن يمثله في الداخل اليمني وهم كثرة استطاع الأعداء تجنيدهم : اتقوا الله في وطنكم وترفعوا عن كل الكتابات الهدامة والمجندة اصلا لأغراض عنصرية وطائفية ورجعية وعدائية موجهة بمشيئة أسيادكم ومموليكم ضد ماصارت اليوم تمثله اليمن للعالم العربي بل وللعالم من أهمية بعد أن أثبت جيشها المسنود باللجان الشعبية بأنه قادراً على ان يدافع عن الوطن اليمني ويحمي سيادته واستقلاله والذي أصبح أنموذجا فريدا يحتذى به في مختلف شعوب العالم .