يعتقد البعض أنهم يعانون من الاكتئاب حين يشعرون بمشاعر سلبية كالحزن والإحباط والميل للوحدة، لكن لا يمكننا الجزم لمجرد تشابه الأعراض مع اعراض الاكتئاب. قد تكون هذه الأعراض مشاعر طبيعية مثل التي يعيشها الإنسان في مراحل مختلفة من حياته؛ نتيجة تعرضه للفشل أو الخذلان أو فقد شخص عزيز؛ ويستطيع الإنسان السليم التغلب على هذه المشاعر السلبية بعد وقت قصير، وتمر دون أن تؤثر على عمله وممارسة حياته بشكل طبيعي. بينما في بعض الأحيان يدخل الفرد في هذه الحالة السيئة، ويفقد معها القدرة على استعادة حياته بشكل سليم، وينجرف في دوامة من الحزن والغضب والشعور بالضياع وقلة الأهمية، وقد تستمر هذه الأعراض لأسابيع وشهور ومن الممكن أن تستمر لسنوات فيما يعرف بمرض الاكتئاب. اعراض الاكتئاب التي تظهر على الشخص ويعتمد عليها الطبيب لتشخيص المرض؟ * يؤثر على الحالة المزاجية؛ مما يؤدي للشعور بالغضب والعصبية والعنف. * يؤثر على مشاعر الفرد، ويفرض عليه شعورا بالحزن والوحدة وانعدام القيمة، وقلة الثقة بالنفس، والشعور الدائم بالذنب. * على الجانب السلوكي يشعر الفرد بانعدام الرغبة في القيام بأي عمل، وقد يجعله يميل لتناول المواد المخدرة، وقد تتطور المشاعر السلبية وتصل للتفكير في إيذاء النفس، أو الإقدام على الانتحار للتخلص من الحياة. * كذلك يؤثر الاكتئاب بالسلب على الرغبة الجنسية عند المريض. * صعوبة في التركيز والتواصل مع الآخرين وإنجاز المهام. * اضطرابات في النوم، فالبعض يعاني من الأرق والإرهاق البدني الشديد عند الاستيقاظ، بينما يعاني بعض مرضى الاكتئاب من النوم لفترات طويلة. * تغير في شهية الفرد؛ فالبعض يعاني نقصا ملحوظا في الشهية ويصاحبها بالطبع نقص في الوزن مع مشكلات سوء التغذية وفقر الدم، بينما يعاني البعض الآخر من زيادة الشهية مما يؤدي لحدوث مشكلات السمنة. * كذلك يظهر أيضا تأثير الاكتئاب على الصحة العامة؛ فيسبب الشعور بالألم في أماكن مختلفة من الجسم، والصداع والإرهاق العام، ويسبب مشكلات بالجهاز الهضمي. * يصاب الأطفال أيضا بالاكتئاب، وتتشابه الأعراض مع اعراض الاكتئاب عند البالغين. وقد يرفض الطفل الذهاب للمدرسة ويظهر عليه الانطواء، ونوبات البكاء الشديدة، والبعد عن الأصدقاء، والتأخر الدراسي وقلة التحصيل. علاج الاكتئاب : تختلف خطة العلاج تبعا لنوع الاكتئاب الذي يعاني منه الشخص، والمرحلة المرضية الواصل لها. يحتاج البعض إلى جلسات العلاج النفسي أو كما يسمى العلاج بالتحدث (talking therapies)، والبعض الآخر يكون بحاجة إلى تناول الأدوية، وهناك العديد من الحالات التي تستدعي الدمج بين العلاج النفسي والدوائي. في حالات الاكتئاب البسيطة والمتوسطة ينصح الطبيب بممارسة الرياضة مع بدء جلسات علاج نفسية، ومتابعة حالة المريض بعد مرور أسبوعين لملاحظة تحسن الحالة أو ازديادها سوءا. وفي حالة عدم استجابة المريض بشكل كبير للعلاج النفسي، أو إذا كان المريض يعاني من اكتئاب مزمن، فإن المريض يكون بحاجة إلى تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، بالاضافة للعلاج النفسي.
