حسب المعلومات المتداولة بأن الإمارات العربية المتحدة كانت وراء الدعوة التي أطلقتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي للحوار بين الأطراف اليمنية واختارت الرياض لتكون المكان الذي يجلس فيه المتحاورون تحت رعاية سعودية والهدف الأساس من وراء هذه الدعوة الملغومة هو إخراج السعودية من تورطها في العدوان على اليمن كطرف أساسي في هذا العدوان الظالم معتقدا النظام السعودي إنه سينجح في تمرير هذه الخدعة كما نجح مع القادة الجمهوريين عام 1970م عندما وجه الدعوة لمائة شخصية يمنية ذهبت إلى جدة برئاسة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري القائد العام للقوات المسلحة ومعه رئيس الحكومة آنذاك الأستاذ محسن العيني رحمهما الله وقد انطلت على القادة الجمهوريين حديثي التجربة في السياسة حيلة النظام السعودي الذي اخرج نفسه من طرف مشارك في العدوان ضد ثورة 26 سبتمبر الى وسيط يفرض شروطه عليهم، فكانت النتيجة أن وقعوا اتفاقية معه ما تزال بنودها سرية حتى اليوم إلا ما تسرب منها وافقوا فيها على رهن اليمن وقراره السياسي للسعودية في مقابل اعترافها بالنظام الجمهوري في صنعاء واستبعاد أسرة بيت حميد الدين من الحكم أو المشاركة فيما عرف بالمصالحة الوطنية، وكذلك تحاول القيادة الإماراتية من وراء هذه الدعوة التي تبنتها اخراج نفسها أيضا كطرف مؤثر في تحالف العدوان يستحق إحالته بسبب جرائم الحرب التي يرتكبها في اليمن الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته، ومن المفارقات العجيبة أن السعودية تصنف أنصار الله والقوى الوطنية في صنعاء كجماعة إرهابية ثم توجه لهم الدعوة للمشاركة في الحوار المنتظر بالرياض بينما الخطوة الصحيحة هو أن يكون الحوار بين القوى الوطنية في صنعاء والسعودية كدولة معتدية في دولة محايدة وإن كنا نعتبر هذه الدعوة الملغومة أيا كان الهدف منها بمثابة هزيمة مدوية لتحالف العدوان وتحديدا السعودية والإمارات وقد جاء الرد عاجلا على دعوتهم ولكسر حصارهم وعدوانهم الظالم حيث ذهب الطيران المسير والصواريخ اليمنية الى عقر دارهم لتحاورهم باللغة التي يفهمونها. وعليه فقد سبق وأكدنا في أكثر من مناسبة بأن اليمنيين قد تعلموا من الدروس السابقة فيما يتعلق بمخادعة تحالف العدوان وان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين لأن ما يقال ويشاع حول وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على اليمن والجلوس إلى مائدة الحوار لن يتحقق أبدا إلا عن طريق سواعد الرجال الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية وليس من خلال المشاورات والهدن المزعومة التي يتخذ منها تحالف العدوان ومرتزقته راحة لالتقاط الأنفاس ثم يعاودون عدوانهم البربري على اليمن وشعبه العظيم بوتيرة أشد وهو ما يؤكد استمرارهم في نفث سمومهم وحقدهم على اليمن وشعبه ولن يتوقفوا أبدا من ذات أنفسهم لأن هدفهم الأساس هو تدمير كل شيء وجعل اليمن خرابا وبلدا مقسما ومجزأ وما يحدث في المحافظات الجنوبية على أيدي الإماراتيين أنموذجا . وبما إن الإمارات تلعب دورا خبيثا في اليمن دون سبب يمكن أن تتخذ منه مبررا لمشاركتها في العدوان على اليمن واحتلال أجزاء من أراضيه وعددا من جزره لاسيما جزيرة سقطرى التي ربطتها مباشرة بمشيخة الإمارات وهجرت سكانها بل وتحرض أهلها للمطالبة بالانفصال عن اليمن ولذلك لابد أن نتساءل هنا ونقول: بأي عقل أو فكر عسكري يقدم الإماراتيون رواد الفنادق والرقص الغربي والشرقي ومروجو العهر الدولي على قيادة معارك ضد مقاتلين أصلاء بالفطرة مدافعين عن وطنهم وسيادته واستقلاله؟ ولا ندري كيف تم الدفع بهم من بارات الرقص ومن مدن المجون والخلاعة والارتخاء بكل معانيه ليقدموا إلى ارض الإيمان والحكمة منفوخين بأموالهم القذرة ونفوسهم الأقذر ليقودوا حروبا ليسوا أهلا لها وعليه نؤكد القول لهم: الم يكن خليق بكم أن تكافحوا وتناضلوا لإخراج جزركم الثلاث المحتلة من إيران: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبي موسى بدلا من هرولتكم إلى اليمن طالما أنكم تجدون في أنفسكم الروح العسكرية والمقدرة على الضرب والقتل ألا يكفيكم يا أبناء مشيخات الإمارات ما تجرعتم من هزائم طيلة تواجدكم في اليمن فضحتكم أمام العالم وأثبتت أنكم أشباه رجال. وما جرى لكم في العديد من المناطق حيث كنتم أول الفارين أمام رجال الرجال الذين حولوا آلياتكم العسكرية الحديثة إلى ما يشبه لعب الأطفال ولكنكم لم تستوعبوا الدرس جيدا خاصة بعد أن عرفتم من تواجهون في ميادين القتال والدفاع عن الأوطان وكذلك بعد وصول صواريخ اليمن وطيرانه المسير إلى عقر داركم وهو ما جعلكم تصرخون وتبكون وتستنجدون بأسيادكم في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لحمايتكم، وهناك أسئلة كثيرة نحتفظ بها يمكن أن نوجهها لكم كأغبياء تم الدفع بكم إلى اليمن لتكون مقبرة لكم ولن تستطيعوا الإجابة عليها بسبب الحقد الأعمى الذي تكنونه لليمن وشعبه العظيم وحجب عنكم حقيقة ان الشعب اليمني الحر قادر أن يدافع عن نفسه وعن أرضه ولن يقبل بأي غاز مهما أمتلك من أسباب القوة والمال والتجبر ليحتل أرضه ويفرض عليه الوصاية، إن يمن اليوم أصبح بجيله الجديد وبفضل رجاله العظام المدافعين عنه ممثلين في الجيش واللجان الشعبية والمسنودين بأكثر من ثلاثين مليونا من البشر هم مجموع سكان اليمن قويا ومتماسكا ولن تزيده المؤامرات وشن الحروب عليه إلا أن يكون أكثر صلابة وتحديا لكل من يعاديه، وقد جرب ذلك أعداء اليمن ووحدته وتقدمه في أكثر من موقف تاريخي ونعتقد جازمين بأن العدوان الظالم على اليمن الذي مضى عليه سبعة أعوام قد جاء ليخرج إلى العلن كل فضائح النظام العائلي في السعودية والنظام المشيخي في الإمارات ولكن المكابرة والغرور جعلتهم لا يعتبرون ويعترفون بخطأ تقديراتهم وسيظلون على موقفهم هذا حتى يجدون أنفسهم مشرفين على الغرق كما حدث لفرعون وقومه.