صادف يوم أمس الأحد الموافق 15 مايو 2022م مرور 74 عاماً على اغتصاب فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني بموجب قرار التقسيم الذي أصدره مجلس الأمن الدولي كمنتج بريطاني وإخراج أمريكي ومنذ ذلك التاريخ ما يجري ويدور ويحدث يوميا من ممارسات عدوانية إرهابية بشعة تقوم بها قوات الجيش الصهيوني في الأراضي العربية الفلسطينية لاسيما تهجير السكان من بيوتهم ومصادرتها لحساب مستوطنين صهاينة لايمكن وصفها سوى بالجنون بعينه ليس لكونها ارهاب دولة تفوق كل التصورات الانسانية في عدوانيتها وتتجاوز قيم وطبيعة الصراع في الأحداث مهما كانت شاكلتها وحجمها وحسب، بل ولأنها تفرض واقعا مأساويا مقترنا بالتساؤلات الأكثر إلحاحا عن طبيعة المترتبات العدوانية السافرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في ظل صمت عربي واضح وإلى أي مدى ستقود المنطقة بأكملها إلى إتون صراع دام لاسيما بعد التلويح الإسرائيلي باستعراض عضلات القوة واستمرار التفكير بالعقلية التدميرية والجنونية وغطرسة وعنجهية الحكومة المتطرفة برئاسة نيفتالي بينت، فهاهو الاحتلال الصهيوني يسلط متطرفيه لاقتحام باحات المسجد الأقصى بشكل يومي وأغتال الإعلامية شيرين أبو عاقلة بدم بارد غير آبه بما قد يترتب على ذلك من إدانات دولية ومحاكمته على فعله الشنيع، وكم هو مؤسف ان تمارس مثل هذه التصرفات الهوجاء ضد أبناء الشعب الفلسطيني في وقت تهرول فيه بعض الدول العربية الى التطبيع مع الكيان الصهيوني وفتح السفارات في تل أبيب وبعضها يتقرب لبني صهيون باعتقال الفلسطينيين ومحاكمتهم مثلما حدث في السعودية الوجه الآخر لدولة إسرائيل. وهنا يطرح السؤال نفسه هل يظل الصمت مخيما من قبل حكومات الدول العربية والإسلامية وقوى المجتمع الدولي الذي يرى ويسمع يوميا ابشع الممارسات الإرهابية ضد شعب أعزل من السلاح تنتهك حرماته وتسفك دماؤه بأحدث اسلحة الدمار الفتاكة فيما يتم الاكتفاء بالشجب والاستنكار وديباجات البيانات التي لم تثمر يوما عن موقف قوي ورادع للصلف الصهيوني لاسيما بيانات الجامعة العربية التي تحولت لهجتها في الفترة الأخيرة لتكون أقرب للتعاطف مع الكيان الصهيوني، على إن كل أشكال الإرهاب الإسرائيلي الجماعية والفردية قد استفحلت في تماديها بإتباع أساليب وطرائق الإرهاب المنظم والقائم على حسابات التخويف وإشاعة الرهبة في النفوس وكذا تبعياته التي تتخذ شكل الإرهاب السياسي من خلال استهداف وقتل الشخصيات السياسية الفلسطينية التي تمثل نبض وعقلية الشارع الفلسطيني وهاهو رئيس حكومة كيان العدو الإسرائيلي يهدد ويتوعد علنا في تصريحات له بقتل القيادات الفلسطينية في قطاع غزة وفي الخارج. إن السلوكيات العدوانية التي تنتهجها الحكومة الصهيونية المتطرفة جهارا نهارا في فلسطينالمحتلة دون أي رادع ودون أية اعتبارات حتى لاستنكارات ونداءات المجتمع الدولي وقراراته والتحركات الداعية لإحلال السلام في المنطقة قد جعلت عملية السلام في مأزق حقيقي بعد أن أستبد لت حكومة بينت المتطرفة في تل أبيب لغة السلام بلغة متغطرسة وتعنت وإرهاب وارتكاب جرائم هي الأكثر بشاعة في تاريخ الكيان الصهيوني الذي لم يسبق لحكوماته السابقة أن هجرت السكان الفلسطينيين الأصليين من بيوتهم ليحل محلهم مستوطنون قادمون من أوروبا ودول أخرى وهو ما قد يعود بالضرر الكبير على إسرائيل نفسها ليس لأنها تستعدي بسلوكياتها الجميع وكل من حولها سواء داخل الأرض المحتلة او في المحيط الجغرافي العربي برمته بل ولأن لغة العنف والإرهاب ومنطق القوة الصهيونية يقابل اليوم ببسالة ومقاومة بطولية ممثلة بانتفاضة أبناء الشعب العربي الفلسطيني في وجه هذا العدو الغاصب وهو ما سيقود حتما الى تعزيز وحدة كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة التي تدرك جميعها أن أمامها مهمة وطنية نضالية مشتركة وموحدة الأهداف العادلة والمشروعة لاستعادة الحقوق المسلوبة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعا صمتها القدس الشريف. إن الإرهاب الإسرائيلي ذو الوسائل المتعددة الذي يمارس ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني مستندا إلى تأييد الدول العربية المطبعة مع هذا الكيان وفي مقدمتها الامارات العربية والبحرين والسودان يجب أن يستفز الأمتين العربية والإسلامية بل ويستنفرهما للعمل على إيقاف دورات العنف الدموي ضد الفلسطينيين والطموح نحو تحقيق التقدم والسلام من خلال اجبار الكيان الصهيوني على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية وما اكثرها وكلها تدعو الى أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في توفير الأمن والحماية وحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني وإيقاف جرائم البطش والتنكيل والعنصرية التي تمارس وتزداد ضراوة يوما عن يوم ضد شعب يكافح منذ عقود طويلة من الزمن في حقه بالوجود الإنساني الكريم بعيدا عن عنصرية الكيان الصهيوني التي فاقت كل أشكال الوحشية والبشاعة منذ أن تم زرع هذا الكيان بمساعدة دولية في فلسطين في 15 مايو عام 1948م كخنجر مسموم غرس في جسد الأمة العربية لطعنها من الخلف وإضعافها وتشتيت قدراتها. بقي أن نقول في هذه المناسبة الأليمة إن ظلم ذوي القربى من العرب لأبناء الشعب الفلسطيني أشد وأنكأ من ظلم الاحتلال الصهيوني نفسه وخاصة ما تقوم به هذه الأيام بعض دول مجلس التعاون الخليجي الثرية من أعمال وتصرفات تجاهر بعدائها السافر للقضية الفلسطينية وتقف الى جانب كيان العدو الصهيوني بل وتدين مقاومة أبناء الشعب الفلسطيني المدافعون عن حقهم المشروع واستعادة أرضهم الفلسطينية المغتصبة وبناء دولتهم عليها.