عندما أعلن جو بايدن من تل أبيب بأن أمريكا ملتزمة بأمن إسرائيل والدفاع عنها وقال إنه فخور كأول رئيس أمريكي يقوم برحلة مباشرة من إسرائيل إلى السعودية التي فتحت المجال الجوي أمام الرحلات القادمة من كيان العدو الى المنطقة فذلك ليس بجديد ولا يدخل في قائمة الظواهر الغريبة فإسرائيل والسعودية وجهان لعملة واحدة وإن كانت طباعتها بريطانية بتغطية أمريكية وأيا كانت النتائج التي تمخضت عنها زيارة بايدن لإسرائيل والسعودية فإنها فقط تكشف للعالم ما كان مستورا وكيف إن السعودية مثل إسرائيل لا تستغني عن الحماية الأمريكية والدفاع عنها والالتزام بأمنها.. وهذه الحقيقة أكد عليها وتضمنها البيان المشترك الذي صدر عقب اجتماع بايدن وابن سلمان كونها عاجزة عن حماية نفسها رغم ما تمتلكه من إمكانيات مختلفة، أما المفارقة الوحيدة في هذه الزيارة فقد تمثلت في أن جوبايدن تراجع عن تهديده الذي أطلقه أثناء حملته الانتخابية وبعد تسلمه الرئاسة بأنه سيجعل من السعودية دولة منبوذة ولا يمكن أن يزورها ويلتقي بولي عهدها محمد بن سلمان، لا نريد أن نسترسل كثيرا في هذا الجانب لافتقاده لأي جديد يمكن أن نتحدث عنه ماعدا ما أشرنا اليه حول تراجع بايدن عن تهديده، فما يهمنا هنا هو كشف جانب من حقيقة هذه الأسرة السعودية التي من الراجح أنها ظهرت في نجد قبل اكثر من مائتي عام وأمتد نفوذها الى الحجاز بمساعدة بريطانيا منذ تسعين عاماً هي عبارة عن سلالة بعير ضالة في الصحراء وما امتطاء الغرب لظهور هذه الأسرة والغباء الطافح من عيونهم وتطاولهم بعنق أجرب طويل أعوج على اليمن وشعبه والتدخل في شؤونه منذ اول يوم تم فيه تأسيس مملكة الفضائح في 23 سبتمبر عام 1932م والحقد الدفين على الشعب اليمني لا يمثل إلا صفات اتصفت بها الجمال والنوق دون غيرها من الخلائق، ورغم ذلك يعتقد آل سعود أن البلاد التي يحكمونها هي بلادهم ونقصد بذلك نجد والحجاز فألحقوها باسمهم حيث اطلقوا عليها اسم: السعودية انتسابا إلى أسرتهم وبدلوا الشورى القديمة بوراثة بغيضة مع إن رؤوسهم خاوية إلا من العقال، وقد اشتد الشطط بهم فأضافوا الشعب نفسه في نجد والحجاز لقائمة ممتلكاتهم الخاصة وجعلوه رهينة بين ايديهم لا حول له ولا قوة وكأن ريع ثروات البحر والأرض هي مصروفات خاصة جدا بهم يتقاسمونها دون مشاركة احد سوى الأسياد الممتطين ظهورهم. وهنا يحضرني تعليق مواطن عربي ظريف حيث قال: (لا يهمني ما صرفه ويصرفه أمراء مملكة الفضائح في النوادي الليلية وموائد القمار ولكن تغيظني الملايين التي ينسونها تحت الوسائد والأسرة في الفنادق فلو وزعوها على فقراء العرب والمسلمين لتبدل حال الأمة) لقد شن النظام السعودي وحلفاؤه عدوانهم البربري على اليمن وشعبه العظيم يوم 26 مارس 2015م بعد أن كال هذا النظام من قاموس البذاءة والشتائم والافتراءات ما يريد في هالته الإعلامية التي اشتراها بإمبراطوريته المالية لتزين وجهه القبيح وتحسن من صورته المشوهة ، لكنه سرعان ما أدرك أن حملات إعلامه المضلل الممجد لعدوانه لم يزد الشعب اليمني إلا صمودا ًوصلابة في مواجهات كل مخططات التآمر والعداوة التاريخية التي اختزنها نظام آل سعود بهدف تركيع الشعب اليمني ومحاربة انطلاقته على درب التقدم والنهوض ، ذلك إن الإعلام السعودي والمناصر له الذي تركزت مضامينه السخيفة الممجوجة على اليمن وشعبه والاستعلاء عليه وتحقيره وتذكيره في كل حين بعطايا آل سعود وخيرهم مستخدما في ذلك بعض المرتزقة والمأجورين من الكتّاب والعملاء الخونة والجثث المحنطة من بقايا قوى سياسية شاخت وانتهى دورها قد جعل اليمنيين أكثر قناعة وتشبثاً بنهجهم الجديد السائر على درب البناء السياسي والديمقراطي والتنموي غير آبهين بكل تلك المخططات التآمرية التي أخذت أشكالاً مختلفة تارة بالتخريب الاقتصادي عن طريق سحب العملات او إدخال كميات من العملات المزيفة كما يحدث اليوم حيث يتم تزويد مرتزقتهم بها، وكذلك تضييق الخناق على المواطن اليمني في عيشه ومصدر رزقه من خلال فرض الحصار الجائر عليه بالقوة بحراً وجواً وبراً، وتارة بشن الحملات الدعائية والتعبئة الخاطئة المضادة والمكشوفة للشعب اليمني داخل السعودية وغير ذلك من أساليب العداء التاريخي المستحكمة عقدته في صدور آل سعود الذي عادةً ما يظهر عندما يحقق الشعب اليمني نقلة نوعية جديدة في حياته يتغلب بها على واقعه الممزق بفعل ظروف وأوضاع سابقة كانوا هم السبب في إيجادها. لقد عُرف النظام السعودي بمؤامراته ضد اليمن وشعبه سواء في الماضي او الحاضر بمراهنته- دون شك- على حصان خاسر يتمثل في العملاء والمرتزقة لتنفيذ أجنداته الخبيثة وقد أدرك شعبنا اليمني أبعاد المؤامرة والعداوة التاريخية التي يضمرها نظام آل سعود لليمن وشعبه والتي تستهدف في الأساس أعز وأغلى مكتسبات الشعب اليمني المتمثلة في اعادة تحقيق وحدته واكتشاف خيرات الأرض اليمنية من النفط والغاز والمعادن التي ستعود بالخير الوفير على اليمن كله، ومع ذلك يظل الشعب اليمني صامداً وشامخاً وماسكاً بزمام المبادرة ليكون النصر حليفه في النهاية بإذن الله كونه صاحب حق يواجه باطل وتعرض لمظلومية لا لشيء وإنما لأن الشعب اليمني اراد ان يبني دولته الحديثة ويحرر قراره السياسي من الوصاية الخارجية ليعيش كغيره من الشعوب حراً كريما معتمداً على نفسه والاستفادة من خيرات ارضه التي منعوه من استخراجها.