من يقرأ القرآن الكريم ويتأمل في آياته جيدا سيعرف طبيعة السياسة الفرعونية التي انتهت بفرعون إلى الغرق وهي نفسها السياسة بما فيها من غطرسة وجبروت وتكبر التي يتبعها حكام النظام السعودي اليوم ويعتقدون أنهم بهذا السلوك سيحققون أهدافهم للسيطرة على دول المنطقة غير مدركين أن أموال شعب نجد والحجاز التي يبعثرونها هنا وهناك لتصدير الفتن والحروب إلى الشعوب الأخرى خدمة لسيدتهم أمريكا وسيدتهم بريطانيا ستقيهم وتحميهم من الوقوع في المصير المحتوم المنتظر لهم عندما يجعل الله نهايتهم ونهاية نظامهم على أيدي من تسببوا في ظلمهم ودمروا بلدانهم وقتلوا شيوخهم ونساءهم وأطفالهم، وهم بهذا السلوك المشين والتفكير السيئ يسيرون في الطريق الخطأ وما يحدث في اليمن وسوريا والعراق ولبنان ودول أخرى بسبب أفعالهم الشريرة إلا أنموذجا بدأ يرتد كسهم ملتهب يخترق صدورهم. لم يكن حكام النظام السعودي يتوقعون أبدا بأنه سيأتي يوم يستطيع فيه اليمنيون أن يخرجوا بلدهم اليمن من عنق الزجاجة التي حشره بني سعود فيها منذ أكثر من خمسة عقود حيث استطاعوا بأموالهم أن يشتروا ضعفاء النفوس ويسيطروا على القرار السياسي اليمني ويجعلوا من حكام اليمن المتعاقبين عبيداً لهم ورهن إرادتهم، وبذلك ظنوا أنهم قد جعلوا من اليمن مقاطعة خاضعة لسيطرتهم يتحكمون فيها كيفما يشاءون لاسيما بعد أن تمكنوا من إشاعة وتعميم ثقافة الحقد والكراهية المستمدة من السياسة الاستعمارية: فرق تسد وغلفوها في ظاهرها بالطابع المذهبي والعنصري والطائفي بحيث يضمنوا تقسيم اليمن إلى كانتونات ضعيفة تسهل السيطرة عليها وتوجيه من وقعوا في شرك هذه السياسة الملعونة بالريموت لتنفيذ أجندتهم التي رسمت عقب اعتراف النظام السعودي بالنظام الجمهوري في اليمن في شهر يوليو عام 1970م من القرن الماضي وقد نجحوا من خلال من نصبوهم وكلاء عنهم من العملاء والمرتزقة في تحقيق هدفهم الخبيث الذي وقف حائلا دون بناء دولة حديثة قوية وعادلة تستقل بقرارها وقد كشف القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري الأسبق في مذكراته – الجزء الثالث – حقيقة ما كان يقوم به النظام السعودي في اليمن بالتفصيل وكيف كان يجند العملاء والمرتزقة، وكلما حاول اليمنيون على استحياء استعطاف بني سعود بالكف عن التدخل في الشأن اليمني الداخلي ازدادوا عتواً ونفوراً واختلقوا الذرائع والحجج لمضاعفة تدخلهم إلى درجة جعلت أبناء اليمن يتقاتلون مع بعضهم البعض سواءً على مستوى الشطرين سابقا أو بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م التي لم يهنأ اليمنيون بفرحتهم بتحقيق هذا المنجز الوطني العظيم حتى أشعلوها حربا بهدف إعادة الأوضاع إلى ما قبل 22 مايو 1990م وكادوا أن ينجحوا في تحقيق هدفهم عام 1994م لولا اصطدامهم بإرادة الشعب اليمني الحرة الذي أبى أن يفرط في وحدته. لكنهم لم ييأسوا فقد استخدموا أساليب أخرى لشق الصف الوطني وظلوا يلعبون بها لإشغال أبناء الشعب اليمني عن بناء دولتهم حتى وجدوا بغيتهم في الدمية عبد ربه منصور هادي الذي خدمته الظروف وقفز إلى السلطة بدعم أمريكي سعودي ليخرب في عامين ما بناه اليمنيون خلال مائة عام ثم أتاح الفرصة لتمكين أمريكا والسعودية وإسرائيل من شن عدوان ظالم على اليمن بحجة أن اليمنيين طالبوا برفع الوصاية الخارجية عن قرارهم السياسي ورفعوا شعار بناء الدولة المستقلة التي حرموا منها عدة عقود من الزمن وهي مطالب مشروعة من حق أي شعب أن يحققها ولكنهم عوقبوا عقابا شديدا فتعرضوا لظلم عظيم لم يسبق لأي شعب عبر التاريخ أن تعرض لمثله في ظل صمت دولي تم شراؤه بأموال حكام النظام السعودي الذي بلا شك سيكون مصيره إلى زوال قريبا بإذن الله تعالى، ورغم ما قدم لهم المعتوه عبد ربه منصور من تسهيلات لتحقيق أهدافهم الشريرة في اليمن فقد انقلبوا عليه واستبدلوه بالأضلاع الثمانية ليواصلوا من خلالها ارتكاب المظالم في اليمن. وإذا كان هذا النظام السعودي المتعجرف الذي أيقن بأنه من خلال عملائه ومرتزقته المزروعين بأمواله في أوساط الشعب اليمني يعتقد أن الزمام قد أصبح في يده فإنه واهم ونسي إنه في كل محاولاته التآمرية سواء في الماضي أو الحاضر يراهن دون شك على حصان خاسر لأن الشعب اليمني يدرك أبعاد المؤامرة والعداوة التاريخية التي يضمرها بنو سعود لليمن والتي تستهدف أعز وأنبل مكتسباته المتمثلة في إعادة تحقيق وحدته واكتشاف خيرات الأرض اليمنية من النفط والغاز التي ستعود بالخير العميم على اليمن بأكمله ويستغني عن المساعدات الملغمة التي يقدمها النظام السعودي على استحياء ويتبعها بالمن والأذى.