لن تنجح رهانات تحالف العدوان في تجزئة الوقت، فطريق السلام واضح ومعروف مسالكه ودروبه، ولايحتاج لعناء ومشقة زائدة في الاجتهاد، فهذا الملف كان فائضا في النقاشات المستفيضة على طاولات الحوارات في أكثر من مكان، وهو ما تذكر به القيادة في صنعاء مرارا من مبدأ الحقوق لا العطايا في مقاربة عادلة ومنطقية في الاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني. إن السلام يتطلب إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، ودفع رواتب الموظفين، وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار وصولا إلى استكمال ملف الأسرى، ودول تحالف العدوان السعودي هي المعنية بهذه الالتزامات، ولا قبول في هروبها من تحمل التبعات وتقديم المرتزقة كبديل ٍعلى الطاولة، فيما الممثل الأممي يغرد خارج سرب الواقع، وتصريحاته ليست إلاّ نسخة من البيانات الأمريكية البريطانية، وهو بذلك إنما يفرض مزيدًا من العراقيل أمام السلام، ولا يساعد في مقاربة وجهات النظر، حتى وإن تقاطعت الرؤى في كثير من القضايا، فلابد له من وجهة مغايرة، واشتراطات جديدة، تحمل في مضمونها نسف ما سبق الاتفاق عليه، لوضع العراقيل أمامها، في خلاصة لتكريس واقع استمرار العدوان والحصار، الذي يبقي هيمنة ونفوذ أمريكا بواسطة الوكلاء الاقليميين على حالة استمرار العدوان والحصار على اليمن. وبتعهد بايدن مجدداً حماية السعودية والإمارات ما يؤكدُ رغبة واشنطن في استمرار العدوان، وتعميق الأزمة الإنسانية، لتحقيق الأهداف والأطماع المتمثلة في إخضاع البلد وسلب قراره والتحكم بموقعه وثرواته السيادية، تحت غطاء شرعية الفنادق الغارقة في بحر من الفساد والنهب المنظم للعائدات والإيرادات، وهذا ما شهدت به الخارجية الأمريكية نفسها، وأبانت عنه حرب الفضائح بين العملاء والخونة، وفي جديدها وقوع أحد هوامير الفساد بكارثة إفلاس اقتصادي نتيجة ما أسماه فساد رئيس حكومة المرتزقة المتهم برهن قطاع الاتصالات لشركة إماراتية وبيعه حقوق نفطية لشركات أجنبية، وما خفي أعظم. وما تحقق من معادلة حماية الثروة الوطنية، أعاد تصويب البوصلة ووضع الولاياتالمتحدة في خانة البحث عن مصادر لتمويل المرتزقة. وقبل عام من الآن، كان إعلان الهدنة الأممية.. نصفها مضى دون اتفاق على التمديد، لقد كانت فترة مفتوحة على خيار العودة إلى الحرب، لكنها شهدت خفضًا للتصعيد، على أن قيادة صنعاء رأت في الحصار حربًا، ورسمت خطاً أحمر أمام نهب الثروة، فقطعت بذلك أيدي اللصوص، وحمت الثروة الوطنية، حتى لا تذهب عائداتها لتجار الحروب، بينما يعيش اليمنيون أزمة إنسانية متصاعدة. ومع دخول عام جديد، تزداد احتمالات العودة إلى التصعيد، نتيجة المماطلة في تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية، مع تفاقم الحصار الذي يزيد من معاناة اليمنيين. وبهذا الخصوص وجهت صنعاء رسائلها للتحالف بشكل واضح في شروط صنعاء للسلام، ومؤخرا حذر متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع من مغبة ارتكاب أي حماقات سيكون ردها قاسيا جاء ذلك خلال حفل إقامته المنطقة العسكرية الخامسة باختتام الدورة التأهيلية للدفعة السادسة والثلاثين للعائدين إلى الصف الوطني "بأن العدوان خاسر، فالإمارات كانت الضربة التي اعاقتها هي ضربة صافر، ومنذ ذلك الحين استعاضت بضباط ارتباط، ولم يعد لها وجود في الميدان". وقال بأن "السعودية تخلت حتى عن حدودها واستبدلت المقاتلين على حدودها بيمنيين، "مرتزقة" كخط دفاع أول، وبعدهم السودانيين، ليكون الجنود السعوديين كخط دفاع ثالث". وأكد بأنه "لن يظل أي محتل في اليمن، ولابد من نقطة فاصلة، فبريطانيا احتلت جنوب الوطن 128 سنة، واضطرت للخروج ذليلة صاغرة". واضاف "العدوان إلى زوال، ونحن في القوات المسلحة عازمين، ومتوكلين على الله لإخراج كل محتل من بلادنا. ووجه رسالة لتحالف العدوان وقال :" رسالتنا لدول العدوان الذي لم تجنوه في الثمان سنوات لن تجدوه في غيرها، وفي حال ارتكاب أي حماقة، ستكون هناك مفاجآت وضربات كبيرة سيكون تأثيرها على المنطقة بأكملها.