لن يتحقق السلام طالما ظلت التدخلات الأمريكية البريطانية، ومساعيهما السافرة، لإفشاله والإصرار على تعميق المأساة بصور وأشكال متعددة للحرب الاقتصادية، والاستئثار بثروات البلد النفطية والغازية لإدامة الصراع وتمويل المشاريع التآمرية في عموم المحافظات الجنوبية. رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط في لقائه، بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غرودنبرغ والوفد المرافق له أكد أن الوقائع أثبتت أن الولاياتالمتحدةوبريطانيا هما من يضعا العراقيل أمام كل محاولات إحلال السلام في اليمن، انطلاقًا من مصلحتهما الاقتصادية والسياسية، موضحًا أنه كلما تم الوصول إلى تفاهمات تسارع أمريكا إلى إرسال مبعوثها المشؤوم إلى المنطقة وتفشل كل الجهود. وأشار إلى أن دور أمريكا في العدوان والحصار وقطع المرتبات وصولًا إلى مساعي إفشال جهود السلام يؤكد أنها وراء المعاناة. وحذر من سعي أمريكاوبريطانيا للدفع باتجاه التصعيد، مؤكدًا أن العالم كله سيتضرر إذا عاد التصعيد في اليمن، مشددًا على عدم قبوله بدخول اليمن في تصعيد جديد، وتخرج أمريكاوبريطانيا منه بسلام. وجدد المشاط تأكيد صنعاء جهوزيتها للسلام بمثل جاهزيتها للحرب، مخيرًا دول العدوان في اختيار الطريق الذي تريده. ولفت إلى مبادرة إطلاق الأسير فيصل رجب، مؤكدًا أن اليمنيين قادرين على ترميم وضعهم الداخلي إذا غاب التدخل الخارجي، مشيرًا إلى أن كل الدعايات التي تروج لها أمريكاوبريطانيا ودعاة التقسيم تبخرت. من جانبه يؤكد مبعوث واشنطن لوسائل إعلام سعودية أن بلاده ترفض السلام، وذلك ليس جديداً، فأمريكا عدوة السلام، إنما ما لا ينبغي أن تغفله الرياض أن تراجع حساباتها قبل فوات الأوان. وكانت الحكومة قد أكدت على أن محاولة السعودية للتواري خلف عرقلة أمريكا لتنفيذ وعودها التي قطعتها لصنعاء لن تجدي نفعاً إذا ما قررت صنعاء إنهاء مسلسل التملص والمماطلة في تنفيذ ما التزمت به في الملف الإنساني. وقال الدكتور عبد العزيز بن حبتور أن صنعاء لم تلمس أثر الوعود التي قدمتها السعودية، بل أنها تحاول التملص من تنفيذ ما وعدت والتزمت به، مضيفاً بالقول: نحن مصرون على تنفيذ كل التفاهمات التي تم التوافق حولها. ولفت رئيس الحكومة إلى أن الشعب اليمني يئن يوميًّا، وأن صنعاء تعد صرف الرواتب، وما يتصل بالملف الإنساني، مفتاح الأمن والاستقرار إذا كان الطرف الآخر جاد. وكشف بن حبتور أن هناك لعب أدوار وليس تناقضاً حقيقياً بين دول التحالف وأن ما حصل من تمايز فهو هامشي، وليس تناقضاً رئيساً. وأشار إلى أن رسالة الرئيس المشاط عبر الممثل الأممي هي لتعرف كل الأطراف أين تضع قدمها أكان مجلس الأمن الدولي أم بريطانياوأمريكا الراعيتين للحرب على اليمن.