العالم العربي والإسلامي يعيش اليوم مرحلةً زمنيةً فارقة في تاريخه المعاصر، وهذه الفجوات والشروخ سببها الصراعات العرقية والطائفية والجهوية والمذهبية التي أوصلت تلك الدول والشعوب إلى مرحلة الفوضى الخلاقة، والدولة الفاشلة.. فالعالم اليوم من أقصاه إلى أقصاه يمر بمرحلةٍ عصبيةٍ وخطيرةٍ للغاية قد تندلع في آية لحظةٍ انفجارات هنا أو هناك.. وهذا ما سيؤدي الى نشوب حرب عالمية ثالثة قد تُهلك الحرث والنسل.. فهناك تباينات رؤيوية بين الدول الكبرى، وكلها تصبٌ في السعي وراء امتصاص ثروات وخيرات تلك الدول النامية النائمة على بحيرات من النفط والغاز والمعادن.. فالسيناريوهات باتت واضحةً كما هو مشاهد في العراق وسوريا ولبنان والسودان واليمن والقادم أدهى وأنكى.. الغريب المريب أن معظم الشعارات، والتسويات والمعالجات التي يرفعها وينادي بها النظام العالمي الجديد، والمنظمات الدولية والأممية هي عبارة عن ذر الرماد على العيون، شعارات جوفاء تحمل في مضمونها السم النافع، لأن هدفها الهيمنة والسيطرة على مقدرات وثروات تلك الدول والشعوب، وإن تباينت رؤاها.. وسيناريوهاتها.. وأجنداتها كلها تصب في نهاية المطاف في مجرى الاحتلال وعسكرة تلك الدول والشعوب. لذا علينا أن نٌدرك خُطورة تلك السيناريوهات المموهة، والشعارات الزائفة التي تبث عبر أبواقها المسمومة لتخدير تلك الشعوب باسم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة، وصولاً إلى نشر سمومها ومجونها وفجورها حتى تتحكم بمصائر الشعوب ومقوماتها الثقافية والحضارية والاقتصادية.. فالشيطان الأكبر وأزلامه من الزعامات العربية والإسلامية يتلاعبون بأوراق الأزمات، وقضايا تلك الشعوب المغلوبة على أمرها.. لذا فليكن في علم الجميع أن تلك الشعارات المبطنة التي ينادي بها النظام العالمي الجديد، والصهيونية العالمية وعملاؤهم من الأعراب، هي عبارة عن مسكنات موضعية، لتنفيذ أجندة ماورائية لتفكيك وتدمير الأمة العربية والإسلامية وتشويه صورتها عالمياً.. لذا لابد أن نفهم كُنه وطبيعة ومقاصد تلك الشعارات والمناشدات من كافة جوانبها وأبعادها ومراميها الآنية والمستقبلية والإستشرافية خاصة في ظل المنازعات الدولية، والأطماع الماورائية لتلك الدول الكبرى.. هناك دول مازالت تعيش مرحلة الإسراف السياسي، والبذخ الثقافي والفكري، بكافة أطيافه وأنواعه، ونهايتها أوشكت على الاقتراب، لأن اقتصادها ممول ومدعوم بمافيا وهوامير الفساد والمجون والراقصات الكاسيات العاريات.. فما بني على جرفٍ هار فهو هالك لا محالة. صفوة القول: علنا أن نٌدرك أن الشعوب التي تعيش بلا قيم ومبادئ وأخلاق وعقيدة، نهايتها أوشكت على السقوط المروع، وهذه نظرية الحضارات قديماً وحديثاً، كلما ارتقت الشعوب حضارياً وثقافياً وعلمياً وتكنولوجياً وتناست قيمها وعقيدتها وأخلاقها وحضارتها وهويتها وتراثها وثقافتها انحدرت إلى سلم الانحطاط الاجتماعي والإفلاس القيمي والأخلاقي والديني وهنا تكمن الخطورة وتصبح تلك المجتمعات كوحوش ضارية، تفترس بعضها البعض فالعدو هو العدو وإن تدثر بأثواب الواعظين و تمسح بصكوك المساعدات والدعم الإنساني وخير مثال على ذلك التدخل والاحتلال الأمريكي- البريطاني والصهيوني في جنوب الوطن، فأهدافه باتت واضحة للعيان، استغلال ثروات ومقدرات وخيرات الوطن. فكل الشعارات والمناشدات التي كانت ترفع باسم حقوق الانسان والحريات العامة من قبل تلك الدول والمنظمات الدولية والأممية أصبحت هراء في هراء.. كان المقصد الرئيس من ورائها الاحتلال والهيمنة على ثروات ومقدرات الوطن.. وما احتلال سقطرى، والمهرة، وشبوة، وحضرموت من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والصهيونية وأزلامهم من الأعراب خير شاهد ودليل.. لذا علينا أن نُدرك خطورة تلك السيناريوهات التي تٌحاك ضد الوطن.. يكفي تلاعباً بأوراق الأزمة اليمنية فاليوم هنا.. وغداً هناك.. وماأدراك ما هناك.. أفيقوا يا أحرار العالم من سُباتكم العميق قبل أن تصبحوا نسياً منسياٍ..!! كلمات مضيئة: (( يا راكباً نجران بلغ نداماي إذا ما طلع النهار واقتحمت مدينة الموتى خيول النار وشط في المزار.. ((أن لا تلاقيا)) ولا لقاء.. غداً تسود الصحائف،. وتحمر السيوف..))