قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب إن الاحتفال بثورة 14 من أكتوبر يظل احتفالا منقوصا مادام هناك جندي إماراتي أو سعودي أو أمريكي على تراب الوطن شماله وجنوبه ما يستدعي من كل القوى الثورية التحررية التحرك الجاد لتخليص الوطن من الغزاة والمحتلين الجدد. وأضاف البروفيسور الترب ان الأطماع الجديدة للمحتلين هي هي الأطماع القديمة ذاتها فقط تغيرت أدوات الإستعمار ونحن الان في شهر الثورة أكتوبر المجيد وللأسف فالوطن يعاني ومن ويلات المستعمرين وتأتي هذه المناسبة في وقت تشهد المناطق المحتلة وضعا مأساويا نتيجة الممارسات الإجرامية التي يقوم بها التحالف انعكس ذلك على الوضع المعيشي للمواطنين وغياب الخدمات الأساسية وتفشي الأوبئة والأمراض وكذا حجم الدمار الذي تعرضت له مؤسسات الدولة بمختلف قطاعتها. وأشار البروفيسور الترب الى ان الوقت قد حان لاعادة التوهج لثورة 14 إكتوبر فتكالب دول التحالف على المحافظات الجنوبية اليوم يأتي في إطار تسابق المستعمرين والغزاة على نهب ثروات البلد، غير مدركين أن عاقبة أطماعهم ستكون وبالا عليهم، وأن مصيرهم لن يختلف عن مصير من سبقهم من قوى الاستعمار القديم. وأضاف البروفيسور الترب ان ملامح الثورة الشعبية تتشكل اليوم في المحافظات الجنوبية المحتلة وكما احتفلنا بجلاء أخر جندي بريطاني سنحتفل بإذنه تعالى بجلاء آخر جندي إماراتي أو سعودي. وما بين 14 أكتوبر 1963م و14 أكتوبر 2023م لا زالت تحرك الأحرار في المحافظات الجنوبية المحتلة والرسائل الجماهيرية والشعبية الواضحة والساخنة إلى المحتل السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني البغيض، ليس بالأمر الغريب ولا ينفصل إطلاقا عن إرثهم التاريخي، فلو راجع غزاة اليوم الإرهاصات والمؤشرات التي سبقت تفجير ثورة أكتوبر المباركة لأدركوا أنهم اليوم يخطون نهاياتهم بأيديهم ولأخذوا العبرة وتراجعوا عن التمادي في غيهم وسياساتهم الاستعمارية القذرة، ولما وصل بهم الحال إلى ارتكاب كل هذه الجرائم وهذه الانتهاكات بحق شعبنا اليمني المظلوم والتي كان منها الاعتماد على سياسة التجويع والحرب الاقتصادية لإجبار شعبنا على القبول بهم كمستعمرين ومحتلين مقابل إعطاء بعض الخونة والمرتزقة فتات الموارد والمقدرات المستباحة. وقال الترب إن الممارسات الانتهازية للمحتلين الجدد في المحافظات الجنوبية كشفت الوجه الحقيقي لتلك القوى الطامعة في أراضي وثروات اليمن إضافة الى سعي الاحتلال لتكريس المناطقية وزع الضغائن في أوساط المجتمع خلال السنوات الماضية، جاعلا منها وسيلة لتحقيق أطماعه ومخططاته فالمرحلة الصعبة التي يعيشها اليمن تمثل مرحلة فارقة في نضالات أبنائه وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الحرية والاستقلال، وتتطلب من الجميع مزيدا من الوعي والإدراك وحشد الطاقات لمواجهة المحتل وأدواته بكل الوسائل الممكنة وإفشال مساعي مجرمي العصر وطواغيته لإركاع الشعب اليمني.