قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن بدأت بالفعل الاستفادة من موقعها الجغرافي في مناصرة القضايا القومية العربية والإسلامية بعد ان كان غائبا لعقود رغم أهميته فالتحرك اليمني وما أفرزته أحداث البحر الأحمر في إعادة الاعتبار لليمن كدولة بحرية تتميز بموقعها المتحكم بواحد من أهم ممرات التجارة الدولية، وموقعها المطل على بحرين، تعد دولة بحرية تحظى بأهمية جيواستراتيجية وجيوبولتيكية، خاصة عند احتدام الصراع الدولي، الأمر الذي يحتم على أمريكا أن تراجع حساباتها في التهور وشن الحرب على اليمن. وأضاف البروفيسور الترب ان اليمن اختلقت الذرائع لعدوانها الهمجي المتواصل على اليمن ولن تحقق بذلك شي كون اليمن اصبح اليوم عصيا على المؤامرات فقد كسر بموقفه الاستثنائي في التحرك المواكب لعمليات نصرة الشعب الفلسطيني، حاجز الخوف والرهبة من مواجهة النفوذ الأمريكي ورفض تدخلاته القائمة على تكريس الصراع بدول المنطقة التي تعاني من ارتهان الأنظمة للسياسة الأمريكية وانجرارها لتنفيذ ما يملى عليها من أجندات. وأشار البروفيسور الترب ان اليمن اليوم اصبح قوة لا يستهان بها في المنطقة ولديه من الفرص ما يغير المعادلة ويهابه الجميع فموقفه المشرف من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي لم يجرؤ على فعله أحدا من حكام وأمراء وزعماء ورؤساء الدول العربية المنبطحين في رمال العار والتطبيع والذل، أعاد للشعوب العربية التواقة للحرية والمجد الأمل بالخروج من ثكنات الوصاية والانهزام. وأضاف البروفيسور الترب ان الأيام الماضية وخاصة منذ 7أكتوبر من بداية معركة طوفان الأقصى كانت كافية ان يتردد اسم اليمن عاليا على المستوى الإقليمي والدولي فقد مثّل موقفه وتحركه الشجاع المواكب لعملية طوفان الأقصى من خلال العمليات التي تنفذها القوات المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني، عامل إرباك للإدارة الامريكية وضاعف من تخبط قرارها السياسي وانحيازها الفج للجرائم الارهابية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة كما كشف بجلاء حقيقة الموقف الامريكي في علاقته بالمنطقة العربية وبالتالي فأن السياسات الأمريكية لن تردع حركة الشعوب الحرة من التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وأوضح البروفيسور الترب ان القيادة الثورية والسياسية في اليمن عازمة على مناصرة القضايا المصيرية مهما كان الثمن واكد قائد الثورة في خطاباته الأخيرة ان الضربات لن تؤثر على موقفنا المتمثل في الوقوف مع أهلنا في غزة وفلسطين ..وبالتالي نحن اليوم امام مرحلة مفصلية من العزم والبناء والسلام ..اليمن دائما مع السلام المشرف ونهجها دائما هو السلام لم يسالمها ولكن اليد أيضا على الزناد لمن يعاديها..المرحلة اليوم تتطلب العزم في اجراء الإصلاحات والتغييرات الجذرية الشاملة والاستفادة من الخبرات الإدارية لدى القيادات المخلصة كون اليمن يتسع للجميع.