صنعاء ترد على تهديدات نتنياهو وكاتس    اليمن يتوعد الكيان المؤقت بما هو أشدّ وأنكى    ترامب يعلن تنفيذ ضربات "فتاكة" ضد تنظيم القاعدة بنيجيريا    بين حقّ الحركة وحفظ التوازن: المجلس الانتقالي في قلب المعادلة الإقليمية لا على هامشها    غدر في الهضبة وحسم في وادي نحب.. النخبة الحضرمية تفشل كمين بن حبريش وتسحق معسكر تمرده    ما بعد تحرير حضرموت ليس كما قبله    صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    الأحزاب ترحب بالبيان السعودي وتعتبر انسحاب الانتقالي جوهر المعالجة المطلوبة    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هستيريا دول العدوان من العملة المعدنية
نشر في 26 سبتمبر يوم 07 - 04 - 2024

أبدى العدوُّ الأمريكي البريطاني والدولُ الأُورُوبية الراعية للعدوان والحصار على اليمن انزعَاجا كَبيراً، من قيام البنك المركزي اليمني بإصدار عملة معدنية من فئة 100 ريال لاستبدال الأوراق النقدية التالفة؛.
الأمر الذي كشف بوضوح عن إيجابية هذه الخطوة في معالجة آثار الحرب الاقتصادية التي قادها رعاة العدوان وفي مقدمتهم الأمريكيون والبريطانيون على العملة المحلية منذ تسع سنوات، بما في ذلك طباعة تريليونات من الأوراق النقدية غير القانونية التي أَدَّت إلى انهيار تأريخي غير مسبوق لقيمة الريال اليمني في المناطق المحتلّة، كما كشف ذلك الانزعَاج عن وقوف أمريكا بشكل مباشر وراء قرار حكومة المرتزِقة الذي حاول ابتزاز البنوك المتواجدة في صنعاء وطالبها بنقل مراكزها الرئيسية من العاصمة، في خطوة اعتبرها مسؤولون أنها محاولة إضافية للضغط على صنعاء للتراجع عن موقفها المساند لغزة.
وأصدرت السفارةُ الأمريكية لدى حكومة المرتزِقة، الخميس، بيانًا قالت فيه إن الولايات المتحدة "تدين" قيام البنك المركزي في صنعاء بإصدار عملة جديدة ودعت إلى منع تداول هذه العملة في الأسواق، في موقف كشف عن انزعَاج هستيري من العملة المعدنية التي لا يمكن اعتبارها جديدة؛ لأَنَّها مُجَرّد بديل عن الأوراق النقدية التالفة.
وقد أصدرت السفارة البريطانية والسفارة الفرنسية، وبعثة الاتّحاد الأُورُوبي في اليمن، بيانات مشابهة.
وفيما عبر رئيس الوفد الوطني ناطق أنصار الله محمد عبد السلام عن استغرابه من هذه البيانات قائلًا: "إن طباعة عملة معدنية فئة مِئة ريال لم تكن عبثًا بل خطوة ضرورية تمت بديلًا عن عُملة ورقية تالفة، ونتساءل عن سبب امتعاض أمريكا ودول أُورُوبية جراء ما قام به البنك المركزي اليمني من معالجة جزئية لوضع العملة الوطنية التي تعرضت وتتعرض لحرب شعواء من قبل التحالف ومن قبل أمريكا نفسها"، فَإنَّ هذا الاستغراب نفسه أشار إلى الإجَابَة الأكثر وضوحًا عن أسباب الانزعَاج الأمريكي الغربي،.
وهي أن صنعاء بدأت بمعالجة آثار الحرب الاقتصادية التي اعتمد عليها الأمريكيون والغربيون كَثيراً كسلاح وكأدَاة ابتزاز لإخضاع الشعب اليمني ومعاقبته على مواقفه بلقمة العيش، وقد عبر السفير الأمريكي عن ذلك قبل سنوات في مفاوضات الكويت عندما هدّد الوفد الوطني بأن "العُملةَ اليمنية ستصبح أقل قيمة من الحبر الذي تُطبع به" إذَا لم توافق صنعاء على الإملاءات الأمريكية، وهو تهديد اتجهت الولايات المتحدة بعده مباشرة إلى نقل عمليات البنك المركزي إلى عدن والمباشرة بطباعة تريليونات من العُملة غير القانونية.
وبالتالي فقد كشفت بيانات التنديد الغربية، أن الولاياتِ المتحدة وحلفاءها يعتبرون معالجة آثار الحرب الاقتصادية خسارةً كبيرةً تهدّد مسارَ حربهم الاقتصادية على اليمن، والتي لا يخفى أنهم يعولون عليها كَثيراً في ظل فشل كُلّ الخيارات العسكرية والسياسية.
هذا أَيْضاً ما أكّده البنك المركزي اليمني في بيان، الجمعة، استنكر فيه "المواقف الصادرة عن السفارتين الأمريكية والبريطانية بشأن إصدار البنك للعملة المعدنية فئة 100 ريال" معتبرًا تلك المواقف "تدخلاً سافراً وغيرَ مشروع في شؤون الجمهورية اليمنية، واستمراراً لمسار الحرب الاقتصادية التي تقودها دول العدوان الأمريكي السعوديّ ضد الشعب اليمني منذ تسعة أعوام".
وَأَضَافَ البيان "وقوف الولايات المتحدة ضد خطوة إصدار العملة المعدنية وما لاقته من ارتياح شعبي واسع، ليس إلا دليلٌ آخر على الموقف العدائي الأمريكي للشعب اليمني، فقد قادت بشكل مباشر الحرب على الاقتصاد والعملة الوطنية" مؤكّداً أن البنك "لم يستغرب صدور تلك المواقف؛ كونها تؤكّد ما بات واضحًا للشعب اليمني من أن ما يسمى بالرباعية الدولية بقيادة أمريكا هي التي خططت وأدارت الحرب الاقتصادية على اليمن، منذ نقل وظائف البنك المركزي، واستهداف العملة الوطنية بالتزوير والتزييف والإصدار غير القانوني، واستخدمت في التنفيذ أدواتها الرخيصة من المرتزِقة والخونة".
وقال: إن "الانزعَاج الواضح الذي ظهر في تلك المواقف تجاه العملة المعدنية يكشف رفض دول العدوان الأمريكي السعوديّ ومن معهم لأية خطوة من شأنها تخفيف معاناة الشعب اليمني، وتحسُّن الوضع الاقتصادي والمعيشي؛ وهو ما يتسق تماماً مع كونها صانعَ ومخطّط تلك المعاناة"، مُشيراً إلى أن "تلك المواقف كشفت أَيْضاً تناقض دول ما يسمى بالرباعية الدولية بقيادة أمريكا التي انزعجت من إصدار العملة المعدنية كحلٍ بديلٍ للعملة التالفة، وهي التي خططت وأدارت طباعة ما يزيد عن خمسة تريليونات ريال يمني من العملة غير القانونية والمزورة، وما تسببت به من انهيار لقيمتها وما تبع ذلك من تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لأبناء الشعب اليمني، وخُصُوصاً في المناطق المحتلّة".
وفي إطار الهستيريا الأمريكية تجاه الخطوة الإيجابية لإنهاء مشكلة العملة التالفة، دفعت واشنطن بالبنك المركزي الخاضع لسيطرة المرتزِقة في عدن إلى اتِّخاذ قرار طالب البنوك التجارية بنقل مراكزها من صنعاء، وإلا سيتم معاقبتها بقوانين "تمويل الإرهاب"، وهو ما اعتبره عضو الوفد الوطني المفاوض عبدُالملك العجري: "خطوة تصعيدية تأتي ضمن خطوات تصعيدية أُخرى بدفع أمريكي واضح الهدفُ منه الضغطُ على موقف صنعاء من غزة".
وَأَضَافَ أنه "مع أنها محاولة أمريكية عبثية فَإنَّ حكومة المرتزِقة تجد فيها فرصة للهروب من استحقاقات السلام وتخريب خارطة الطريق" مؤكّداً أن "على الجهات الحريصة على السلام وخارطة الطريق وبالذات المملكة؛ باعتبارها الطرف الأَسَاسي فيها أن تضع حدًّا لهذا العبث الصبياني للمرتزِقة".
هذا أَيْضاً ما أوضحه نائب وزير الخارجية، حسين العزي، الذي قال بدوره: إن "تصعيد المرتزِقة غير المبرّر تجاه تبديل ال 100 ريال التالفة وإصرارهم على هدم ما بنيناه مع الجوار يأتي بدفع أمريكي؛ انتقامًا من موقف اليمن المناصر لغزة" مُشيراً إلى أن "أمريكا تأكل الثوم بفم المملكة؛ فالمرتزِقة ما زالوا مرتبطين بها كقيادة أولى لتحالف مارس، وعملا بحسن النوايا نتوقع من الرياض وضع حَدٍّ لهذا العبث".
وأظهرت هذه الردود حجم الارتباك الأمريكي في التعامل مع الإنجاز الذي حقّقته صنعاء في معالجة آثار الحرب الاقتصادية؛ إذ يبدو بوضوح أن واشنطن حاولت تعويض الإخفاق بتصعيد اقتصادي وسياسي معاكس، لكنه في الحقيقة لم يكن جديدًا، فقد حاول البنك المركزي الواقع تحت سيطرة المرتزِقة عدة مرات إجبارَ البنوك على نقل مراكزها من صنعاء، لكنها لم تستجب لذلك، كما أن محاولة تخريب مسار السلام من خلال هذه الخطوة لا تضيف شيئاً جديدًا، فالولايات المتحدة تعيق بالفعل التوقيع عن خارطة الطريق، بحسب ما تؤكّد القيادة الوطنية بشكل واضح، وبالتالي فَإنَّ هذا التصعيد لا يكشف إلا عن وصول واشنطن إلى طريق مسدود في مواجهة صنعاء التي لم تكتف برفض كُلّ الضغوط الاقتصادية والسياسية للتراجع عن موقفها المساند لغزة، بل توجّهت لمعالجة مشاكل العملة أَيْضاً لسحب أوراق الابتزاز والضغط من يد الأعداء، كما أن رسائل صنعاء المباشرة والصريحة للسعوديّة بضرورة وقف عبث مرتزِقتها تضع الولايات المتحدة أمام حقيقة أن واجهة المرتزِقة لن تفيد في التصعيد الاقتصادي، وأن واشنطن قد تجد نفسها وسط أزمة أوسع مع النظام السعوديّ الذي برغم استجابته للضغوط الأمريكية في ما يتعلق بخارطة الطريق، فَإنَّه لا يريد المخاطرة بفقدانها تماماً؛ لأَنَّها الخيار الوحيد الذي يصب في مصلحته الحقيقية.
وقد أشار بيان البنك المركزي إلى هذه النقطة، حَيثُ أكّد أنه سيواصل خطواته معالجة كُلّ ما يمكن معالجته وسيواجه كُلّ المؤامرات على البلد في ظل استمرار تعطيل وعرقلة خطوات السلام، مُضيفاً أن "من يدعي حرصه على الشعب اليمني فعليه الانتقال من التهدئة وإلى خطوات السلام والتي هي مصلحة الجميع بدلاً عن المماطلة وخلق العراقيل".
أبدى العدوُّ الأمريكي البريطاني والدولُ الأُورُوبية الراعية للعدوان والحصار على اليمن انزعَاجا كَبيراً، من قيام البنك المركزي اليمني بإصدار عملة معدنية من فئة 100 ريال لاستبدال الأوراق النقدية التالفة؛.
الأمر الذي كشف بوضوح عن إيجابية هذه الخطوة في معالجة آثار الحرب الاقتصادية التي قادها رعاة العدوان وفي مقدمتهم الأمريكيون والبريطانيون على العملة المحلية منذ تسع سنوات، بما في ذلك طباعة تريليونات من الأوراق النقدية غير القانونية التي أَدَّت إلى انهيار تأريخي غير مسبوق لقيمة الريال اليمني في المناطق المحتلّة، كما كشف ذلك الانزعَاج عن وقوف أمريكا بشكل مباشر وراء قرار حكومة المرتزِقة الذي حاول ابتزاز البنوك المتواجدة في صنعاء وطالبها بنقل مراكزها الرئيسية من العاصمة، في خطوة اعتبرها مسؤولون أنها محاولة إضافية للضغط على صنعاء للتراجع عن موقفها المساند لغزة.
وأصدرت السفارةُ الأمريكية لدى حكومة المرتزِقة، الخميس، بيانًا قالت فيه إن الولايات المتحدة "تدين" قيام البنك المركزي في صنعاء بإصدار عملة جديدة ودعت إلى منع تداول هذه العملة في الأسواق، في موقف كشف عن انزعَاج هستيري من العملة المعدنية التي لا يمكن اعتبارها جديدة؛ لأَنَّها مُجَرّد بديل عن الأوراق النقدية التالفة.
وقد أصدرت السفارة البريطانية والسفارة الفرنسية، وبعثة الاتّحاد الأُورُوبي في اليمن، بيانات مشابهة.
وفيما عبر رئيس الوفد الوطني ناطق أنصار الله محمد عبد السلام عن استغرابه من هذه البيانات قائلًا: "إن طباعة عملة معدنية فئة مِئة ريال لم تكن عبثًا بل خطوة ضرورية تمت بديلًا عن عُملة ورقية تالفة، ونتساءل عن سبب امتعاض أمريكا ودول أُورُوبية جراء ما قام به البنك المركزي اليمني من معالجة جزئية لوضع العملة الوطنية التي تعرضت وتتعرض لحرب شعواء من قبل التحالف ومن قبل أمريكا نفسها"، فَإنَّ هذا الاستغراب نفسه أشار إلى الإجَابَة الأكثر وضوحًا عن أسباب الانزعَاج الأمريكي الغربي،.
وهي أن صنعاء بدأت بمعالجة آثار الحرب الاقتصادية التي اعتمد عليها الأمريكيون والغربيون كَثيراً كسلاح وكأدَاة ابتزاز لإخضاع الشعب اليمني ومعاقبته على مواقفه بلقمة العيش، وقد عبر السفير الأمريكي عن ذلك قبل سنوات في مفاوضات الكويت عندما هدّد الوفد الوطني بأن "العُملةَ اليمنية ستصبح أقل قيمة من الحبر الذي تُطبع به" إذَا لم توافق صنعاء على الإملاءات الأمريكية، وهو تهديد اتجهت الولايات المتحدة بعده مباشرة إلى نقل عمليات البنك المركزي إلى عدن والمباشرة بطباعة تريليونات من العُملة غير القانونية.
وبالتالي فقد كشفت بيانات التنديد الغربية، أن الولاياتِ المتحدة وحلفاءها يعتبرون معالجة آثار الحرب الاقتصادية خسارةً كبيرةً تهدّد مسارَ حربهم الاقتصادية على اليمن، والتي لا يخفى أنهم يعولون عليها كَثيراً في ظل فشل كُلّ الخيارات العسكرية والسياسية.
هذا أَيْضاً ما أكّده البنك المركزي اليمني في بيان، الجمعة، استنكر فيه "المواقف الصادرة عن السفارتين الأمريكية والبريطانية بشأن إصدار البنك للعملة المعدنية فئة 100 ريال" معتبرًا تلك المواقف "تدخلاً سافراً وغيرَ مشروع في شؤون الجمهورية اليمنية، واستمراراً لمسار الحرب الاقتصادية التي تقودها دول العدوان الأمريكي السعوديّ ضد الشعب اليمني منذ تسعة أعوام".
وَأَضَافَ البيان "وقوف الولايات المتحدة ضد خطوة إصدار العملة المعدنية وما لاقته من ارتياح شعبي واسع، ليس إلا دليلٌ آخر على الموقف العدائي الأمريكي للشعب اليمني، فقد قادت بشكل مباشر الحرب على الاقتصاد والعملة الوطنية" مؤكّداً أن البنك "لم يستغرب صدور تلك المواقف؛ كونها تؤكّد ما بات واضحًا للشعب اليمني من أن ما يسمى بالرباعية الدولية بقيادة أمريكا هي التي خططت وأدارت الحرب الاقتصادية على اليمن، منذ نقل وظائف البنك المركزي، واستهداف العملة الوطنية بالتزوير والتزييف والإصدار غير القانوني، واستخدمت في التنفيذ أدواتها الرخيصة من المرتزِقة والخونة".
وقال: إن "الانزعَاج الواضح الذي ظهر في تلك المواقف تجاه العملة المعدنية يكشف رفض دول العدوان الأمريكي السعوديّ ومن معهم لأية خطوة من شأنها تخفيف معاناة الشعب اليمني، وتحسُّن الوضع الاقتصادي والمعيشي؛ وهو ما يتسق تماماً مع كونها صانعَ ومخطّط تلك المعاناة"، مُشيراً إلى أن "تلك المواقف كشفت أَيْضاً تناقض دول ما يسمى بالرباعية الدولية بقيادة أمريكا التي انزعجت من إصدار العملة المعدنية كحلٍ بديلٍ للعملة التالفة، وهي التي خططت وأدارت طباعة ما يزيد عن خمسة تريليونات ريال يمني من العملة غير القانونية والمزورة، وما تسببت به من انهيار لقيمتها وما تبع ذلك من تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لأبناء الشعب اليمني، وخُصُوصاً في المناطق المحتلّة".
وفي إطار الهستيريا الأمريكية تجاه الخطوة الإيجابية لإنهاء مشكلة العملة التالفة، دفعت واشنطن بالبنك المركزي الخاضع لسيطرة المرتزِقة في عدن إلى اتِّخاذ قرار طالب البنوك التجارية بنقل مراكزها من صنعاء، وإلا سيتم معاقبتها بقوانين "تمويل الإرهاب"، وهو ما اعتبره عضو الوفد الوطني المفاوض عبدُالملك العجري: "خطوة تصعيدية تأتي ضمن خطوات تصعيدية أُخرى بدفع أمريكي واضح الهدفُ منه الضغطُ على موقف صنعاء من غزة".
وَأَضَافَ أنه "مع أنها محاولة أمريكية عبثية فَإنَّ حكومة المرتزِقة تجد فيها فرصة للهروب من استحقاقات السلام وتخريب خارطة الطريق" مؤكّداً أن "على الجهات الحريصة على السلام وخارطة الطريق وبالذات المملكة؛ باعتبارها الطرف الأَسَاسي فيها أن تضع حدًّا لهذا العبث الصبياني للمرتزِقة".
هذا أَيْضاً ما أوضحه نائب وزير الخارجية، حسين العزي، الذي قال بدوره: إن "تصعيد المرتزِقة غير المبرّر تجاه تبديل ال 100 ريال التالفة وإصرارهم على هدم ما بنيناه مع الجوار يأتي بدفع أمريكي؛ انتقامًا من موقف اليمن المناصر لغزة" مُشيراً إلى أن "أمريكا تأكل الثوم بفم المملكة؛ فالمرتزِقة ما زالوا مرتبطين بها كقيادة أولى لتحالف مارس، وعملا بحسن النوايا نتوقع من الرياض وضع حَدٍّ لهذا العبث".
وأظهرت هذه الردود حجم الارتباك الأمريكي في التعامل مع الإنجاز الذي حقّقته صنعاء في معالجة آثار الحرب الاقتصادية؛ إذ يبدو بوضوح أن واشنطن حاولت تعويض الإخفاق بتصعيد اقتصادي وسياسي معاكس، لكنه في الحقيقة لم يكن جديدًا، فقد حاول البنك المركزي الواقع تحت سيطرة المرتزِقة عدة مرات إجبارَ البنوك على نقل مراكزها من صنعاء، لكنها لم تستجب لذلك، كما أن محاولة تخريب مسار السلام من خلال هذه الخطوة لا تضيف شيئاً جديدًا، فالولايات المتحدة تعيق بالفعل التوقيع عن خارطة الطريق، بحسب ما تؤكّد القيادة الوطنية بشكل واضح، وبالتالي فَإنَّ هذا التصعيد لا يكشف إلا عن وصول واشنطن إلى طريق مسدود في مواجهة صنعاء التي لم تكتف برفض كُلّ الضغوط الاقتصادية والسياسية للتراجع عن موقفها المساند لغزة، بل توجّهت لمعالجة مشاكل العملة أَيْضاً لسحب أوراق الابتزاز والضغط من يد الأعداء، كما أن رسائل صنعاء المباشرة والصريحة للسعوديّة بضرورة وقف عبث مرتزِقتها تضع الولايات المتحدة أمام حقيقة أن واجهة المرتزِقة لن تفيد في التصعيد الاقتصادي، وأن واشنطن قد تجد نفسها وسط أزمة أوسع مع النظام السعوديّ الذي برغم استجابته للضغوط الأمريكية في ما يتعلق بخارطة الطريق، فَإنَّه لا يريد المخاطرة بفقدانها تماماً؛ لأَنَّها الخيار الوحيد الذي يصب في مصلحته الحقيقية.
وقد أشار بيان البنك المركزي إلى هذه النقطة، حَيثُ أكّد أنه سيواصل خطواته معالجة كُلّ ما يمكن معالجته وسيواجه كُلّ المؤامرات على البلد في ظل استمرار تعطيل وعرقلة خطوات السلام، مُضيفاً أن "من يدعي حرصه على الشعب اليمني فعليه الانتقال من التهدئة وإلى خطوات السلام والتي هي مصلحة الجميع بدلاً عن المماطلة وخلق العراقيل".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.