احتضنت قاعة فلسطين بجامعة ذمار أمس الأحد أعمال الندوة الثقافية والفكرية عن "طبيعة الصراع مع العدو الاسرائيلي" بالتعاون مع جامعة البيضاء، وبمشاركة كوكبة من الباحثين الأكاديمين المختصين، ضمن فعالية الحملة الوطنية لنصرة الأقصى "لستم وحدكم". في افتتاح أعمال الندوة التي حضرها وكيل محافظة ذمار أحمد الضوراني، ومستشار رئيس الوزراء لشئون الاعلام علي الاسدي، أكد رئيس جامعة ذمار الدكتور محمد محمد الحيفي أهمية اقامة الندوات العلمية لفهم الشباب وكوادر الجامعات وطلابها واطلاعهم المعرفي على تاريخ المؤامرات التي تحاك ضد الأمة الإسلامية، وكيفية التصدي لها وافشالها. وأشاد الدكتور الحيفي بمحاور الندوة التي استعرضت طبيعة الصراع العربي الإسلامي مع العدو الاسرائيلي، مقدما شكره للجهود التي بذلتها لجان تنظيم الندوة. نشأة الصهيونية وناقشت الندوة بحضور نواب رئيس جامعة ذمار للدراسات العليا والبحث العلمي ا.دعبدالكريم زبيبة، وللشئون الاكاديمية ا.دعادل العنسي، ولشئون الطلاب أ.د عبدالكافي الرفاعي، وامين عام الجامعة د.محمد حطرم، ومستشار رئيس الجامعة للشئون الثقافية حسن الموشكي، ثلاث أوراق عمل رئيسية، استعرض خلالها رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي، ورقة العمل الأولى "نشأة الصهيونية وسيطرتها على المسيحيين" أربع مراحل اساسية، تناولت المرحلة الأولى تحول نظرة المسيحيين لليهودرخلال الفترة (1523-1611) حيث ظل "اليهود" في نظر العالم المسيحي "ملعونين" لمدة 1500 سنة، لأنهم في اعتقاد المسيحيين قتلة السيد المسيح، حتى القرن السادس عشر الميلادي حدثت تحولات عميقة في المسيحية الغربية مع ما عرف بحركة الإصلاح، وما نتج عنها من انشقاق سياسي وعقائدي داخل المسيحية بشكل عام، والكاثوليكية بشكل خاص، ومن نتائج تلك التحولات أصبحت المسيحية الجديدة التي عُرفت باسم البروتستانتية ربيبة لليهودية. واشارالدكتور العرامي إلى أن المرحلة الثانية من تقديس اليهود في أوروبا أمتدت خلال الفترة (1611م - 1781م) وأدى ذلك إلى طبع نسخة الملك جيمس في 1611 ، إلى اكتمال التبني، وأصبح "الكتاب المقدس" جزءًا لا يتجزأ من إنجلترا واصدار مطبوعات تمجد اليهود، وتطالب بإعادتهم إلى إنجلترا، مبينا أن المرحلة الثالثة جاءت إثر تغلغل الصهيونية في أوروبا خلال الفترة (1781-1897) ليظهر خلالها مصطلح "الشعوب السامية" التي اختصرت فيما بعد على اليهود، وصولا للمرحلة الرابعة في تنفيذ المشاريع الصهيونية (1902م - 1917م) من خلال التقاء مؤسس الصهيونية "ثيودور" هيرتزل" عام 1902م برئيس الوزراء البريطاني جوزيف تشمبر لن سنة 1902 ، قال له "هرتزل": إن قاعدتنا يجب أن تكون في فلسطين التي يمكن أن تكون حاجز يؤمن المصالح البريطانية". وتطرق الدكتور العرامي إلى ما لحق ذلك اللقاء من المؤاتمرات والاتفاقيات التي اسست لتوطين الصهيونية في فلسطين منها "وعد بلفور سنة 1917 ، الذي تم بموجبه سنة 1948 زرع الكيان الصهيوني (إسرائيل) في قلب الأمة العربية. وأشاد العرامي بالعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في ايقاف الملاحة الإسرائيلية بالبحار دعما واسنادا لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة عقب طوفان الاقصى في 7 أكتوبر الماضي وكذلك الدور الشعبي في حملة المقاطعة للمنتجات الأمريكية والأوروبية الداعمة للكيان الصهيوني، والخروج المليوني الاسبوعي في مختلف الساحات اليمنية. اليمن واسرائيل في البحر الأحمر من جهته أكد نائب عميد المعهد المستمر بالجامعة الدكتور صلاح القوسي في الورقة البحثية الثانية بعنوان "دور اليمن في ضرب استخبارات العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر" ، الدور اليمني في ضرب استخبارات العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر منذ خمسينيات القرن الماضي في شرق افريقيا وعدن. وذكر الدور الاسرائيلي في انشاء وتاسيس القواعد العسكريه الاسرائيلية بالجزر الارتيريه جنوبالبحر الاحمر ، واتساع عمليات التجسس في اليمن لجمع المعلومات التي تحتاجها اسرائيل. واستخلص القوسي في ورقته البحثية عدد من النتائج منها محاولة اسرائيل منذ فترة طويله فشل الوصول الاسرائيلي الى السواحل اليمنيه، وقيام اليمن بضرب الاستراتيجية الصهيونية في البحر الأحمر عدة مرات. ولفت الى ان ما تقوم به اليمن اليوم من عمليات عسكرية في استهداف السفن الاسرائلية في البحرين الأحمر والعربي وصولا إلى المحيط الهندي والبحر المتوسط الداعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة امتدادا لدوره المشرف منذ منتصف القرن الماضي في البحر الأحمر. المقاطعة الاقتصادقة وقدم الباحث في مركز الدراسات والاستشارات الاقتصادية والتدريب الاداري بجامعة ذمار جمال البحري ورقة العمل الثالثة من الندوة الذي رأسها الدكتور عصام واصل رئيس دائرة المكتبات والطباعة والنشر بالجامعة، "استخدام المقاطعة الاقتصادية كأداة سياسية وعسكرية - دراسة حالة مقاطعة الشركات الأمريكية والإسرائيلية" نبذة تاريخية عن المقاطعة الاقتصادية عبر العصور، مع استعراض أبرز حالات المقاطعة في التاريخ وأسبابها تطرق لموقف الإسلام من المقاطعة الاقتصادية للعدو ومدى التأصيل الديني لمفهوم مقاطعة العدو. وأكد الباحث البحري أهمية المقاطعة الاقتصادية ضمن الأبعاد الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والدينية، ومدى استخدامها في النزاعات الإقليمية والدولية من خلال الإطار القانوني الذي وفرته الشرائع والاتفاقات والمواثيق الدولية لاستخدام المقاطعة في النازعات والحروب. وشدد البحري على اهمية مقاطعة الشركات الأمريكية والإسرائيلية، وتحديد أبرز الشركات التي يجب مقاطعتها، وتحليل أسباب ودوافع المقاطعة وتقييم مدى فاعليتها. واستنتج الباحث البحري عدد من التوصيات في اهمية المقاطعة والعوائد الايجابية على بلادنا والامة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وواجب ديني واخلاقي وانساني ملزم لارخصة ولا استثناء فيه لكل شعوب العالم والأمة الاسلامية على وجه الخصوص. حضر الندوة عدد من عمداء الكليات بجامعة ذمار ونوابهم ورؤاساء الاقسام العلمية وعدد من مدراء العموم في الجامعة ومن المكاتب التنفيذية وعدد من الطلبة الدارسين.