قراءة من كتاب الحبيب المصطفي لمؤلفه القاضي حسن حسين الرصابي ففي هذا الكتاب استنهاض الهمم من السيرة العظيمة للرسول الاعظم .. وإعادة قراءة لواقع الاسلام والمسلمين وايضاح مساقات البناء . مهما بالغ المؤمن في مدح ومحبة الرسول رسول الله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فان الله يضاعف الحسنات فكيف لا والخالق العظيم سبحانه قد احبه وقرن اسمه باسمه بالأذن وبالتشهد وجعل مفتاح دخول الجنة والإسلام كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله هو رسوله وحبيبه . الرسول الاعظم محمد بن عبد الله رسول الله ونبيه وحبيبه وصفيه من خلقه وأمرنا بالصلاة عليه من فوق سبع سماوات بقوله في سورة الاحزاب " إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)" ويقول " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً (57)" (سورة الاحزاب ) فهل بعد هذا التكريم .. وهل بعد هذ التشريف .. ويحسب للباحثين والدارسين والمحبين لرسول الله اصدار الكتب واستمرار اعداد الدراسات التي نتهادى في رحاب المصطفى فان الأمور هنا تبدو محمودة ومرغوبة , بل ومباركة من الخالق عزوجل .. ومن هذه الكتب تأتي المساهمة الطيبة من الباحث والدارس القاضي حسن الرصابي لتكون له اضافته المهمة في اثراء المكتبة اليمنية بمثل هذه الدراسات التي جاءت لتضيف معاني اقوى لما هو قائم ان لم يكن عملاً افضل وخاصة عندما يتعلق الأمر باستعراض تاريخ واحياء وشذرات من حياة رسول الأمة والعالمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبة الغر الميامين .. الكتاب جاء في وقته وتهادى كحسنة مباركة في حياة الباحث الذي يقول انه بإصداره هذا الكتاب يرتجي وجه الله ورضاه .. وفى به المطابع محبة برسول الأمة وعنوان شفاعتها .. وهذه ميزة تضاف الى الكتاب النية النقية الصافية التي تبحث بإيجابية عن رضى الله وعن محبة لرسول الامة عليه وعلى آله وصحبه الاخيار الكرام الذين لم يغيروا ولم يبدلوا . يقول الشاعر عن رسول الامة في رحاب المصطفى بشعر بحكي النبوة نكتب من حبر زمزم في قلوب أهل المروة من محبة كل مؤمن زاده الاسلام قوة وحقيقة ان محمد كرسول للأمة وقائد لها وكانسان سيظل يكتب عن الكتاب ويضيف إلى السيرة قراءات لأنها معين لا ينضب فهذا العقاد يتحدث عن عبقرية محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم حيث يقول مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم حالة غيرت مجرى التاريخ فمثلت دعوته ثورة على واقع العبودية والظلم وأظهرت رسالته قيم الحرية والعدل وامتدت رسالة محمد الى دول عديدة من العالم . ومثل هذه القيم اكد عليها كتاب حسن الرصابي إذ القى الضوء على زوايا ذات بعد استراتيجي في الاسلام مذكراً الناس بسيرة عطرة ومباركة لهذا القامة النبوية العالية المهمة عند الله وعند خلقه جميعاً .. إلى محمد صلوات الله عليه وعلى آله كان رجل دولة فهو من أسس دولة اسلامية .. واجاد ببراعة إدارة المعارك في فجر الاسلام في مواجهة الكفار اعداء الله واعداء الاسلام ..ومن هنا فان رابطة الرسول بأمته هي اعظم واسمى للإنسان والانسانية ..فقد عمل رسول الامة على تكوين مدرسة للحضارة الاسلامية العالمية عزز ذلك بما ورد بالحديث الشريف (انما خلقت لأتمم مكارم الاخلاق ) حيث عمل على اعداد وبناء مجتمع مؤنسن متجانس متوائم مع مكوناته ومع ذاته ومثل هذه القيم انار حول زواياها كتاب حسن الرصابي وذكر القراء بان الاسلام هو قيم وان الرسول الاعظم هو عنوان القيم العظيمة وان المؤمنين يحتاجون في كل لحظة الى اعادة قراءة السيرة النبوية واكتشاف مكامن قوتها وإلهامها وموجباتها العديدة . ولذا فان أي استقراء للكتاب ينبغي أن يكون مسلحاً بالحكمة وادراك المرامي القريبة والبعيدة لسيرة سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه .. والميزة الأهم في الكتاب انه يستنهض قدرات الأمة ويربط ماضي الأمة بحاضرها وبمكونات مستقبلها لا سيما وان الامة الاسلامية تقف في مفترق الطرق وامام اسئلة شتى بحاجة ايجابية للإجابة عنها .. ولهذا نسأل الله ان يكتب اجر اصدار مثل هذا العمل الذي اغفل لا سباب شتى وتحديداً التحديات الشاغلة للأمة وتغول اعداء الاسلام من ماسونيين ومن ملاحدة ومن قوى دولاً لا تخفي صليبيتها وصهيونيتها .. ومن هذه المنطلقات المحمدية للامة يأتي دور الكتاب الذي يحرص على أن يلقى الأضواء على زوايا ظلت خفية وبعيدة عن معتركات الحياة .. إذ يمكن اعتبار الكتاب جرس تنبيه للأمة بان تعود الى جذورها الاسلامية المهمة التي توفر لها قوة التماسك وثبات التوجه وارتفاع المعنويات ووحدة الأمة