إن تنامي قدرات محور القدس والجهاد والمقاومة ووحدة الساحات وقوة بأس المجاهدين في الساحة الفلسطينية وجبهات الإسناد أضحى كابوسًا يؤرق العدو وينغص عليه وجوده وبات خطرًا يهدد وجوده، وحقيقة مرعبة له لاسيما بعد إخفاقه وعجزه عن تحقيق أي نصر ملموس في غزة وبات يدرك أنه غرق في مستنقعها، وأصبح جنوده صيدًا سهلًا للمقاومة فيها. ولم يكن أمامه إلا الهروب إلى الهاوية وجر المنطقة بأكملها إلى حربٍ إقليميةٍ، لم يكن الأمريكي غائبًا عن مسرح المواجهات كونه الشريك والحامي لأمن ووجود الكيان الذي زرعه الغرب الكافر في فلسطين باعتباره الجندي المسؤول عن حماية المصالح الغربية وتعزيز هيمنته على الأمة ونهب خيراتها. وتؤكد التحركات الهستيرية والجنونية المتواصلة للأمريكي وإلى جانبه البريطاني وبقية دول الغرب الكافر وبما لا يدع مجالًا للشك أنهم متهيئون مسبقًا ومستعدون لمعركة طويلة الأمد هدفها القضاء على محور الجهاد والمقاومة وكسر واجتثاث كافة حركات المقاومة في المنطقة وحاضنتها الشعبية وإيران الداعم الرئيس للمحور. ولعل الرفض الأمريكي والغربي لوقف المجازر في غزةولبنان والمشاركة الفعلية في ارتكاب المجازر وإمداد الكيان بمختلف الأسلحة الفتاكة، واستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن للحيلولة دون صدور قرار ملزم للكيان بوقف عدوانه الاجرامي السافر والاتجاه الى البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي لتأمين سفن العدو من الحصار اليمني، كل ذلك يأتي في نفس السياق. إن الغرب الكافر بقيادة الأمريكي الشيطان الأكبر هم أعداء الأمة والمخططون والداعمون والمشاركون للكيان بعدوانه السافر وهم في الحقيقة من أعطى الضوء الأخضر للكيان لارتكاب المجازر والجرائم بحق أهلنا في غزة والضفة والضاحية الجنوبية لاجتياح لبنان. ولربما اعتقد الكيان الغاصب ومعه الأمريكي والغرب الكافر أنهم باغتيالاتهم التي طالت القادة في حزب الله وجريمة البايجرز التي راح ضحيتها مئات اللبنانيين واستهداف الضاحية ستمكنهم من الاجتياح البري للبنان، ولكن هيهات له ذلك فرجال الله المجاهدين المرابطين في جنوبلبنان لهم بالمرصاد. إن هذا العدو الغبي الهارب من مستنقع غزة يعاود الكرة في لبنان ويشن عدوانًا آثمًا يستهدف لبنان، أرضًا وشعبًا ومقاومةً، ويرتكب أبشع جرائم حرب بحق الإنسانية كل ذلك محاولةً بائسة منه لإيجاد شرخ بين المقاومة وحاضنتها التي لا يمكن أن تتخلى عن مقاومتها في كل الظروف والحالات، ولتعويض خسارته وتحسين صورته المهشمة فعلًا من ناحية أخرى وهو بذلك إنما يهرول مسرعًا نحو السقوط المدوي والزوال المبكر وكان عليه أن يأخذ تحذيرات السيد الشهيد القائد/ حسن نصر الله بمأخذ الجد ولكن شاء الله أن يثأر أبطال المقاومة اللبنانية من رجال حزب الله للمستضعفين في قطاع غزة والضفة. وكيف لعدو أرعن خرج من قطاع غزة مهزومًا خاسرًا أن يجتث حزب الله جبهة الإسناد الأقوى والأخطر عليه؟ وكأنه ظن مخطئًا أن استهداف الضاحية الجنوبية وتدميرها واغتيال قادة المقاومة سيضعف المجاهدين عند الحدود ويتمكن من اجتياح لبنان بسهولة، فخاب ظنه وفوجئ بما لم يكن بحسبانه. فلا شك أنه بلغ من الغباء والحماقة حدًا أفقده صوابه وجعله يتخبط بحثًا عن أي انتصار يهون عليه هزيمته وإذلاله من قبل المحور وخصوصًا بعد عملية الوعد الصادق- 2- التي كسرت كبرياء وقوة الردع لدى العدو. وحيال كل هذه الجرائم والقصف المستمر بالطائرات والصواريخ والقنابل الأمريكية الصنع وبدعمها ومشاركتها، ظنًا من العدو أن بإمكانه إعادة مستوطنيه إلى المغتصبات الشمالية وفرض معادلة عودة أهلنا في جنوبلبنان مقابل عودة مستوطني الشمال، وهذا الأمر أبعد عليه من عين الشمس والمستحيل الذي لن يكون. وليس أمام العدو أي خيار لعودة مستوطنيه إلا بوقف عدوانه على غزة والانسحاب منها، وهذا ما أكده سيد شهداء المقاومة، وتتمسك به المقاومة الإسلامية في لبنان، ولن تغير من موقفها مهما بلغت التضحيات حتى تحقيق أهدافها المبدئية والثابتة ولن تثنيها الضربات الإجرامية والقصف الهستيري للبنان وتتعامل مع الجنون الصهيوني بكل حكمة، وتوسع بالمقابل لعمليات الرد التي شملت مؤخرًا كافة المستوطنات الشمالية وصولًا إلى صفد وحيفا وما بعد حيفا وإلى قلب عاصمة العدو وبصليات متطورة ومتنوعة كمًا ونوعًا وأكثر تأثيرًا وإيلامًا وأشد فتكًا وتنكيلًا بكيان العدو الذي يتكتم على خسائره جراء الضربات القاصمة من قبل مجاهدي حزب الله المتأهبون دومًا للقاء العدو لتمريغ أنفه بالتراب. ومهما بلغت جرائم المحتل الغاصب بحق لبنان وأبناء المقاومة، فإن قيادة المقاومة الربانية الحكيمة قادرة على رد الصاع صاعين، وتجريع العدو الويلات جراء تطاوله وتماديه في عدوانه وسوف يدعو ثبورا ويصلى بسعير الحرب التي اشعلها. ولهذه المواجهة الحتمية فقد أعدت المقاومة العدة للإجتياح البري الذي بدأ مؤخرًا ليفاجأ العدو بقوة وبأس المجاهدين، وكشف عن حجم الخسائر المادية والبشرية المهولة التي تكبدها العدو خلال الأسبوع الأول لمحاولة التوغل البري الفاشل للعدو، الذي أسفر عن قتل وجرح المئات من جيش العدو بالإضافة إلى الأسرى، كما تمكن المجاهدون من تدمير عشرات الآليات والدبابات (الميركافا- فخر الصناعة الصهيونية)، والقادم لا ريب أعظم، وعلى زوال هذا الكيان الخبيث بإذن الله تعالى. وليعلم يقينًا أن عدوانه المتواصل بحق المدنيين لن يزيد الجبهة الداخلية اللبنانية إلا توحدًا وتماسكًا والتفافًا حول مقاومتها المباركة والشريفة، وسنرى من سيضحك أخيرًا ومن سيبكي، فالعبرة بالخواتيم. وأما قوافل الشهداء من المدنيين والمجاهدين المؤمنين والقادة الكرماء، فإنها القرابين التي يقدمها لبنانوغزة والضفة والمحور لبلوغ النصر الإلهي المحتوم على طواغيت الأرض وأوليائهم. فمن كان شعاره: "إن القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة" يؤمن أن الشهادة أشرف وسام يناله أولياء الله، ولذلك فهم على الدوام يسألون الله أن يختم لهم بالشهادة. ولو علم هذا العدو الغبي ومنافقيه أنهم يواجهون ويقاتلون مؤمنين شعارهم (هيهات منا الذلة)، ومن كان شعاره هيهات، فهيهات أن تعتريه الذلة أو يتخلى عن القدس والأقصى وفلسطين ونصرة المستضعفين في الأرض، ولما تمادى العدو في غيه وتجبره على غزة وبقية دول المحور. وهم إذ يقاتلون العدو، فإنهم يقاتلونه صفًا كالبنيان المرصوص، ومستعدون على الدوام للمواجهة جيلًا بعد جيل، حتى النصر وتحرير فلسطين، أو الشهادة في سبيل الله وفي عين الله. إننا في محور القدس والجهاد، بحول الله وقوته وبأسه وفضله وعونه، ذاهبون إلى النصر والتمكين في الأرض، وتحرير مقدسات الأمة من طواغيت الأرض وأولياء الطاغوت حتمًا ذاهبون إلى الهزيمة والزوال، تحقيقًا لوعد الله لعباده الصالحين. وختامًا فإن النتائج الطيبة والآثار الإيجابية لطوفان الأقصى، التي تحققت لصالح الأمة والقضية الفلسطينية خاصةً، ساهمت بإحداث صحوة لضمير الإنسانية استنهضت كل الأحرار في كافة أنحاء العالم تجاه القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني وعبر عنها العالم بالتظاهرات التي عمت كل دول العالم ولم يشهدها العالم من قبل، وقابلها صحوة عربية إسلامية في أوساط الأمة وما رافقها من وحدة والتفاف الشعوب العربية حول القضية والمقاومة، تلاشت معها المذهبية والطائفية والعنصرية التي طالما غذاها العدو وظل يعمل عليها لعشرات السنين حتى كادت تنسى القضية المركزية، ومن بركات الطوفان أنه أفشل مخططات التطبيع والتطويع والتخنيع للمحتل كما كشف حجم القوة والبأس وحكمة وقدرة المحور على ردع العدو المتغطرس الجبان، كما فضح حجم المؤامرة الكبيرة لمحور الكفر والطغيان بالتعاون مع محور النفاق على القضية الفلسطينية ومحاولة تصفيتها، ومن بركاته أنه قضى نهائيًا على مشروع التهجير وهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل، كما كشف عن حجم البأس اليماني العظيم وقدرة اليمن على تطهير البحار والمحيطات من دنس ورجس الشيطان الأكبر الذي حاول بكل جهده تقديم الإغراءات لليمن لتحييده عن واجبه الديني والأخلاقي والإنساني في الإسناد والمشاركة في المعركة المقدسة (معركة الفتح الموعود، والجهاد المقدس)، وهو كاذب في إغراءاته ووعوده، والأهم من كل ما سبق أنه عرّى وكشف الوجه القبيح للغرب الكافر الذي طالما تشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان. ومن بركاته أنه فضح مدى وهن وضعف وغباء وحماقة العدو المتغطرس ومن ورائه أمريكا والغرب الكافر وأثبت للأحرار أن النصر قاب قوسين أو أدنى. إن كيان العدو الغاصب اللعين لم يحقق أي إنجاز على الأرض منذ العام 2000 ميلادية، باستثناء إنجازٍ واحدٍ، وهو حشد المنافقين من الأعراب الأشد كفرًا ونفاقًا، وإنشاء قنوات وفضائيات صهيونية تنبح باللغة العربية طوال الوقت وتطعن في ظهر الأمة لصالح العدو، كأكبر إنجاز يحسب له، ولكن هذا الانبطاح يعد أعظم خيانة في التأريخ. وهؤلاء هم محور النفاق والولاء لليهود والنصارى والغرب الكافر، الذين ستحسم نهايتهم وزوالهم بنهاية وزوال الكيان الغاصب والغرب الكافر حتمًا، وقريبًا بإذن الله، والعاقبة للمتقين، وبشر الصابرين، والحمد لله رب العالمين.