قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د حسن حسين الرصابي "الحلقة الثالثة". المؤامرة الصهيونية الصليبية الصهيونية العالمية استطاعت ان تقالب المجتمع الغربي وان تشكله وفق الإرادة الصهيونية وعملت على انشاء ثقافة صهيونية وفق قناعات التلمود والأساطير الصهيونية.. وفي حالات كثيرة كانت وسائل وأساليب ابتزاز هي الكفيلة بأن تلوي أعناق أنظمة غربية كاملة للرغبات الصهيونية وتارة أخرى الاغراءات المالية. وكان من اختيار الصهيونية ان تتوافر فرصة ان يتم زرع كيان غاصب تحت مظلة الصهيونية وسعي غربي صليبي لإيجاد حل للإشكالية الصهيونية ووجدوا ذلك متاحاً في مسمى الشرق الأوسط واليوم بعد أكثر من سبعين عاماً في قلب الشرق الأوسط حيث التاريخ والحضارة ومهبط الديانات السماوية الثلاث والمقدسات.. يذبح فيها ويباد مئات الألوف من المسلمين في غزة ولبنان والضفة الغربية وكأن القتلى حشرات يرشها الكيان الصهيوني المتوحش بميد حشري؟! هل ما يجري الآن هي رسالة تفويض من الصهيونية العالمية إلى نتنياهو وطاقمه المتطرف ليطلقوا أيديهم يفعلوا ما يريدوا وما بدالهم يقتلون ما شاء لهم القتل يطمئنوا فلا تثريب عليهم اليوم ولا عتاب ولا ملامة ولن يعترض أحد من أمة العرب والمسلمين للدفاع عن هذا الجنس الذي جاءت ساعة إبادته من الوجود؟.. لا أحد يستطيع أن يرد على هذا السؤال لأنه خاص بالنوايا ولأنه خاص بالمستقبل.. ولكني أرجوا حينما يحين ذلك المستقبل أن تكون هذه الأمة العربية المفككة المتنابزة في وضع أفضل من الأخوة في غزة وأن نعتبر جميعاً بما نرى ونشاهد وأن ننظر جميعاً في العواقب وأن نفرق على ضوء ما يحدث بين الأصدقاء وبين من يزعمون أنهم أصدقاء وأن ننظر في خريطة المصالح فهي وحدها التي تحدد العواطف في عالم بلا قلب لا يعبد إلا إلها واحد هو المصلحة, ولا ينشد إلا هدفاً واحداً هو السيطرة والهيمنة .. الم يقل الله سبحانه وتعالى في قرآنه : (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً) سورة الاسراء وقد سجل التاريخ ما سجله عن ذلك الإفساد والآن شارفنا على أوان ذلك العلو.. هذه تباشيره الأولى وملامحه الأساسية.. ولكن المجتمع الغربي الماكر الحريص على إسرائيل حرصه على ابنه البكر يعمل على إبعاد كل شبهة تآمر عن هذا الأبن الضال يخترع دائماً أعداء جدد يدفع بهم إلى المسرح يشغل بهم العرب والمسلمين وقد رأيناه كيف دفع بصدام حسين لمهاجمة إيران وحرب ثمان سنوات ضروس أضعفت قوة واقتصاد البلدين وأكثر من مليون شهيد من الدولتين ثم رئينا كيف الغرب كيف دفع بصدام مرة ثانية لمهاجمة الكويت ليعطوا لأنفسهم ذريعة للتدخل وتشكيل تحالف لاجتياح العراق واحتلاله.. وكل ذلك من أجل إسرائيل لتبقى الأقوى في المنطقة.. وكم حروب تنشب بين الأشقاء الأخوة ودائماً يستفيد بها لصالحه ويشغلنا بها عمن يتربص بنا الدوائر. إننا نراه اليوم يحاول يشغلها حربا يمنية يمنية خالصة كما أشعلها حرباً سودانية سودانية ويحاول يشعلها حربا خليجية خليجية حرب حدود وحقول محل خلاف بين دول خليجية معروفة.. وحرب مصرية أثيوبية .. وثمرت ذلك ليستفيد من أموالنا في شرى السلاح منه ليحرك الركود في مصانعه ثم يعود فيحطمه في حرب أخرى بين دولنا الإسلامية وثمرة ذلك الاستنزاف تكون كالعادة لصالح إسرائيل ولصالح الخزانة الأمريكية والمصانع الغربية عموم فإن لم يكن هذا ولا ذاك فلا أقل من نزاعات طائفية يشعلها هنا وهناك لاستنزاف قوانا والنموذج السوري ليس ببعيد ولا ننسأ الشحن الطائفي والمذهبي الذي ترعاه تلك القوى المهيمنة بغية إقلاق السكينة وزرع الأحقاد والضغائن لإبعاد بلداننا عن الأمور المصيرية والمعركة التنموية وتدمير اقتصاد شعوبنا ونحن نسير كالدواب المعصوبة الأعين إلى مصيرنا كل مرة.. لا نحاول نرفع عن عيوننا تلك العصابة ونستبصر طريقنا , ولا نحاول أن نميز بين أصدقائنا وأعدائنا .. وقد أن الأوان لوقفة نظر واعتبار وإعادة حسابات, ونشاهد ونعتبر لما يجري للأخوة في غزة ولبنان من إبادة ودما واستخدام القوة المفرطة والأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين العزل والأعيان والمنشأة الحيوية .. ورغم حرب التطهير العرقي.. لكن لا نسمع صوت رسمي ينتقد تلك الأفعال البشعة وما نراه سكوتاً وصمتاً مخيماً في المجتمع العربي والإسلامي الذي يكشف عن عواطف هؤلاء الناس وعن قلوبهم وعن توجهاتهم الحقيقية وحتى مؤتمرات قمتهم التي يعقدونها أجندتها في لبها مستوحاة من أعداء الأمة.. وبالتالي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أين مواقفهم وأين نخوتهم وأين نجدتهم ثم أين تخطيطهم البعيد لمستقبل شعوبنا واستقلال قرارنا وتحرير ثرواتنا من الابتزاز الغربي المجحف ولا أقول إلا لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فالحقيقة واضحة كضوء النهار..