نحن اليوم نحيي المناسبة السنوية لأسبوع الشهيد هذه المناسبة العظيمة والخالدة التي نستذكر من خلالها البطولات والتضحيات التي قدمها شهداؤنا الأبطال من قواتنا المسلحة والمجاهدين في ساحات وميادين الشرف والكرامة وفي جميع مواقع النزال والبسالة والإقدام, وعلى مدى عشرة أعوام من التحدي والصمود اختطوا بدمائهم تاريخاً ناصعاً وهم يواجهون قوى الشر والعدوان وهم اليوم في مواجهة مباشرة مع قوى الاستكبار في اعالي البحار والمحيطات وعمق الكيان على رأسهم أمريكا وبريطانيا والمحتل الصهيوني المعتدين على احرار أمتنا الإسلامية والعربية ومقاومتها البطلة في فلسطين و لبنان و سوريا والعراق وبلادنا اليمن والجمهورية الاسلامية في ايران والذين لم يخنعوا ولم يخضعوا أمام أعداء الأمة وأدوات الخيانة والانبطاح والتطبيع من النظامين السعودي والإماراتي ومرتزقتهم من الخونة, ومنافقي العرب والوطن, الذين باعوا أوطانهم وعروبتهم. إن ثقافة الجهاد والاستشهاد هي الثقافة القرآنية التي تجعل من يتثقفون بها أعزاء وكرماء وأقوياء لا يعرفون الضعف ويتغلبون على التحديات, وبهذه الثقافة تستطيع الأمة أن تصنع الانتصارات على أعدائها وتصمد في مواجهة الطاغوت وتحقق لنفسها الحرية والاستقلال والعزة والكرامة. لقد تحلى الشهداء بالإيمان القوي والعزيمة والإصرار والروح الوطنية العالية وهم يخوضون المعارك البطولية الشرسة مع جحافل العدوان وانظمة التطبيع والخيانة ومرتزقتهم بصمود وثبات أسطوري في المواجهة البرية والبحرية والجوية حتى اللحظة التي ارتقت فيها أرواحهم الطاهرة الى بارئها. ان تضحيات شهدائنا بدمائهم وأرواحهم لم ولن تذهب هدراً لأنها كانت عامل النصر الذي تلوح بشائره في كل يوم وساعة وهم يذودون عن عزة امتنا ومقدساتنا وكرامة اوطاننا وحريتها واستقلالها. إن حرص القيادة الثورية ممثلة بالقائد المجاهد السيد عبد الملك بن بدر الدين- يحفظه الله – وقيادتنا السياسية والعسكرية العليا على إحياء هذه المناسبة الخالدة تجسد عملياً الاهتمام بالشهداء لما قدموه من ملاحم بطولية وتضحيات جسيمة يستحقون كل الوفاء والإجلال؛ لأن عظمة تضحياتهم تمثل ابرز عوامل القوة والصمود في مواجهة قوى الاستكبار وستقف الأجيال أمامها بكل فخر واعتزاز. إن إحياء الذكرى السنوية للشهيد وما يتخللها من أنشطة ومعارض لصور الشهداء في جميع المحافظات والمديريات تعتبر رسالة لقوى الاستكبار والهيمنة والاحتلال وأدوات الخيانة والتطبيع مفادها أن اليمنيين هم شعب حضارة يتوقون للسلام ويرفضون الاستسلام وان المعارض بما تحتويه من لوحات فنية تعبر عن إباء الشعب والمواطن اليمني وصموده وثباته في وجه الاستكبار العالمي وبدماء هؤلاء الشهداء اليمن يرسم الانتصار رغم العدوان والحصار. فيجب علينا في هذا المناسبة استلهام الدروس والعبر من تضحيات وبطولات الشهداء والتأكيد على السير في دربهم والتمسك بالمبادئ التي ضحوا من اجلها وتقديم المزيد من التضحيات دفاعاً عن السيادة الوطنية حتى تحقيق الانتصار الأكبر. * مدير دائرة شؤون الضباط