الكلية: الشريعة والقانون. تاريخ الاستشهاد:(18- 9-2017م) إن سألوك عن أسد نجران قل لهم إنه "علاء الدين" الفارس الذي رفع شعار نموت ويبقى الوطن.. وإن سألوك عن القناص الذي انتزع أرواح الخونة من الأعماق فقل أنه إبن الغزالي الصنديد.. من أوائل الثوار الأحرار الذين كان لهم السبق في الدفاع والذود عن أرض الكرامة ومنبع الجود.. عشق الشهادة عشقاً قوياً، وبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس، ولم يبخل بشيء من العطاء. سطر في جبال نجران وقممها وسهولها وأوديتها أروع البطولات والملاحم التي تستحق التدوين في كتب التاريخ كي تروى للأجيال القادمة. بلسان العدو قنوات عديدة من قنوات العدوان تحدثت عن الرعب الذي سببه قناص نجران " علاء الدين محمد محمد الغزالي" عندما كان يتصدى لزحوفات العدو وجحافله، وبعد استشهاده قال العدو بلسانه: " هذه وثائق القناص بعد المعركة الشرسة" وهكذا أسمي ب"أسد نجران" وقناصها بلسان العدوان. ورغم استخدم العدوان لكل أسلحته منها الاباتشي والرشاشات والقذائف الهاون والمدفعية والقنابل اليدوية، وأقوى الزحوف من الجيش السعودي والسوداني ومرتزقتهم على مواقع في الخطوط الأمامية التي كان مجاهدونا يتمركزون فيها، رغم كل ذلك لم يستشهد إلا أسد نجران علاء الدين الغزالي، بعد أن قام بإخراج زملائه الاثنين اللذين كانا معه. الثقافة القرآنية كان الشهيد علاء الدين الغزالي يملك الثقافة القرآنية العالية، فقد طلب منه أحد المشرفين البقاء في صنعاء عندما سجل في الجامعة ليكون ثقافياً لمديرية معين ويواصل دراسته في الجامعة، وذلك لما يملكه من الثقافة القرآنية العالية فهو حافظ للقرآن والملازم، ولكن الشهيد رفض البقاء وقال حينها:" أنا للجبهات ومكاني الجبهات ولن ابقى هنا" لأن الجبهات كانت حينها مشتعلة خصوصاً جبهات الحدود، فعاد علاء الى جبهة نجران . والد الشهيد طلب من علاء الدين أن يوقف قيد التسجيل في الجامعة أكثر من مرة، خصوصاً عندما كان يأتيه للزيارة كل أربعه أشهر، فقال الشهيد لوالده: " همي قيد الرحمن القيد الأبدي، أما قيود الدنيا فهي زائلة". ثقة وإيمان كان "علاء الدين" مقاوماً عظيماً ثائراً، يعلم جيداً أن لا شيء أغلى من الأوطان، وأن الإيمان بالله هو سر النصر العظيم مهما احتشدت الأمم واشتعلت الجبال بالنيران وقصفت السماء جمرها، فلا ملجأ إلا الله، وأن الوفاء والإخلاص هما من يجعلان المؤمن يدك مواقع الأعداء ويحرق عرباتهم ومعداتهم وناقلاتهم.. يزحف في ظلام الليل فيحصد المئات من الخونة بتلك البندقية التي يلوح من فوهتها السم الأرقم.. وقبيل توقيت الشهادة المنتظرة بدقائق، وثقت عدسات العدوان ثقة (علاء) بربه وقضيته، فبقي حيث أراد الله له أن يكون.. لم يتزحزح، لم يغادر أو يبرح مترسه.. رغم غارات الأباتشي وكثافة النيران وزحوفات الرصاص المنطلق نحوه من كل جانب، وتلك هي روحية اقتبسها من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن آل بيته، وبالقرآن ترجم معانيها وفي الميدان طبق نظرتها. فالسلام عليك أيها الشهيد (علاء الدين) يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم يقوم الأشهاد.