هناك أبطال عظماء استجابوا لنداء الواجب الديني والوطني منذ بدء العدوان البربري على شعبنا اليمني العظيم, وشاركوا في عدد من جبهات العزة والكرامة بمسؤولية دينية ووطنية ضد تحالف الشر والعدوان الذي يقوده رأس الاستكبار العالمي العدو الصهيو أمريكي وأدواتهم من الأعراب السعوإماراتي ومرتزقتهم المنحطين. ومن هؤلاء الأبطال والذين استجابوا لهذا النداء المقدس وانطلق مع الله سبحانه وتعالى وقاتل في جميع جبهات وميادين النزال, وسنقف لحظة تأمل في محطة جهادية واستشهادية حملت فيها مواقف نبيلة مقترنة بثقافة القرآن ومفاهيمه الجليلة.. ترجمها قائد أحد قطاع الدفاع الجوي الذي عرفه الجميع بأخلاقه النبيلة وحسن تعامله ومواقفه الوطنية الثابتة أنه الشهيد البطل المقدم حاشد جبران سعد مكرم الذي شارك في ملاحم الدفاع عن الوطن منذ بدء العدوان الهمجي على وطننا الغالي في عدد من الجبهات (الداخلية, والخارجية) حاملاً ثقافة الروح الجهادية والقتالية ثقافة البذل والعطاء والتضحية في سبيل الله، ومن أجل عزة وكرامة الوطن الغالي, وسطر أروع البطولات الخالدة بكل شجاعة واستبسال, وكان في مقدمة الصفوف لمواجهة قوى الاستكبار ومرتزقتهم وأذاقهم ويلات الهزائم. لقد كان الشهيد المقدم مكرم - سلام الله عليه- بطلاً شجاعاً ومقداماً لا يهاب الموت لثقته بالله سبحانه وتعالى وإيمانه بعدالة القضية التي يحملها ويحارب من أجلها, ولذلك كان يستعان به في عمليات الدعم والمساندة لبعض الجبهات في بعض الحالات الطارئة، والتي تتطلب مقاتلاً جريئاً وشجاعاً ذا قوة وبأس شديد. الشهيد مكرم رغم تعرضه لإصابتين بجروح أثناء المعارك إلا أنه أبى أن يفارق الجبهات, فمجرد أن كان يتماثل للشفاء من الإصابة يتحرك مسرعاً إلى الجبهات لمواصلة الجهاد مع رفاق دربه المجاهدين . الشهيد المقدم مكرم - سلام ربي عليه- انطلق إلى ساحات الشرف والبطولة للدفاع عن سيادته وحرية واستقلال الوطن رافعاً شعار (إما أن نعيش كرماء أو ننال شرف الشهادة في ساحات القتال) فسطر أروع الملاحم البطولية الشجاعة والتضحيات الفدائية التي جعلت العدو ينهار أمام بطولات وتضحيات هذا الشهيد البطل كيف لا؟ والعمليتان الهجوميتان الواسعتان (البنيان المرصوص) و(فأمكن منهم) اللتان استطاع فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية من تطهير نهم وتحرير محافظة الجوف من قوى العدوان ومرتزقتهم, تشهدان على بطولاته وإقدامه وثباته وصموده في التصدي لزحوفات قوى العدوان وكسرها وتحويلها إلى عمليات هجومية. لقد كان الشهيد قبل استشهاده مرابطاً في جبهات خطوط النار المتقدمة بجبهات مأرب وكان أسداً شجاعاً لا يكل ولا يمل بمعنويات عالية وقد استطاع مع زملائه المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية من هزيمة الغزاة ومرتزقتهم والزحف نحو آخر معقل لمرتزقة العدوان لتحرير مدينة مأرب التاريخ والحضارة من رجس ودنس الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم الذين جعلوا من هذه المحافظة مقراً للفساد والإفساد. فهنيئاً لك الشهادة أيها البطل المغوار.. فقد نلت وسام شرف الشهادة.. وهذا ما كنت تتمناه.. فنم قرير العين..