جهل وشتات وعداوات مذهبية وطائفية لا هدف لها إلا خدمة أعداء الأمة. وفي أمتنا أعراب أشد كفرًا ونفاقًا.. وفي أمتنا علماء سوء ينحازون إلى السلطان والطغيان، لا همّ لهم إلا الارتزاق ولو على حساب دينهم، وعمالة وارتهان ونفاق جندوا أنفسهم للمحتل، ارتضوا لأنفسهم الذل والهوان حتى صاروا أدوات رخيصة لقوى الهيمنة والاستكبار والطغيان، ولأعداء الأمة خدام، ولألدِّ أعدائها جند وأعوان. وفي أمتنا غزة تنزف، والضفة تعاني، وفلسطينالمحتلة يرزح أبناء شعبها تحت وطأة المحتل الغاصب، يعانون الويل والثبور والقتل والحصار والجوع والحرمان من عدو يتربص بأمتنا، ومنه حذرنا الله ربنا، وأمرنا بمواجهته والمجاهرة بعداوته، ورد كيده وبأسه وقتاله حتى يعطي الجزية عن يدٍ وهو صاغر ذليل، لا يجرؤ على الفساد والإفساد في الأرض أو إذلال أحدٍ من أبناء الأمة أو احتلال شبر من أراضيها. وفي أمتنا محور نهض بمسؤوليته، ووقف في وجه الظلم والاحتلال والاستكبار والهيمنة العالمية جهادًا في سبيل الله، يقارع الصهيونية والماسونية التي لا همَّ لها إلا إذلال الأمة والهيمنة عليها، واحتلال أراضيها ومقدساتها، واستعباد شعوبها، ونهب ثرواتها وخيراتها. وفي زمن هو الأشدُّ ظلامًا أصبح فيه الطاغوت أشدُّ ظلمًا وعدوانًا واستكبارًا، وباتت الصهيونية العالمية الأشدُّ إجرامًا وفتكًا وحصارًا وتجويعًا وقتلًا وذبحًا وإبادةً لأبناء الأمة، وما فتئت تشن أبشع عدوانٍ على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة لم تشهد الأرض له مثيل. وفي أمتنا أضحى أراذل القوم حكامًا وملوكًا وسلاطين، فكانوا أشدَّ انبطاحًا ونفاقًا، وبسببهم صار حال الأمة مزريًا وبيئةً خصبةً للنفاق والعمالة والارتزاق والفساد والإفساد والانحراف والإجرام كنتيجة طبيعية لبعدهم وإبعادهم عن هدى الله حتى تحولوا بحكم جهالتهم وضلالهم إلى أدوات وخدام وجنود أوفياء لأعداء الأمة "الكيان الصهيوني الغاصب" وهم بذلك يجاهرون دون خوف من الله أو حياء من الناس. ولم يبق ثابتًا على دينه وقيمه ومبادئه ومتمسكًا بها إلا محور الجهاد والقدس والمقاومة الشرفاء الأحرار، وهم رجال الرجال القابضون على دينهم كالقابض على الجمر، وعلى رأس هذا المحور إيران الثورة والحرية والجهاد والإسلام. وتُعدُّ الجمهورية العربية السورية قلب المحور النابض والرئة التي يتنفس بها أحرار الأمة المقاومون في لبنانوفلسطين، كل فلسطين، بل وشريان الحياة الذي يمدُّ المجاهدين بالسلاح والعتاد الذي تكفلت بتقديمه الجمهورية الإسلامية في إيران لتعزيز صمود وثبات المجاهدين في ميادين المواجهة والاستمرار في الكفاح المسلح والجهاد في سبيل الله لتحرير الأرض الفلسطينيةالمحتلة والأقصى الشريف من براثن المحتل الغاصب وطرده إلى الأبد. بيد أن خيار الجهاد والمقاومة للمحتل الغاصب لا يخدم المشروع الماسوني الصهيوني في المنطقة، وقوى الاستكبار والظلم والطغيان المتمثلة بالغرب الكافر بقيادة الشيطان الأكبر الأمريكي والبريطاني، الذي يعمل ليلًا ونهارًا لاستهداف محور الجهاد والقدس والمقاومة بأكمله، وخنق المقاومين في الجبهات والثغور في لبنان والضفة وغزة وكل فلسطين، وكل أحرار الأمة بلا استثناء. وفي الوقت الذي عجزت فيه إسرائيل والغرب الكافر عن كسر شوكة المجاهدين في غزة والضفة ولبنان، ولجأت إلى وقف عدوانها على لبنان بعد أن لم تتمكن من تحقيق أي إنجاز والنيل من المقاومة سواء في الضفة أو في غزة أو في جنوبلبنان، أقدم زعيم تركيا، الدولة المحسوبة على الإسلام والمسلمين، والذي زعم الكثير من أنصاره وبالباطل أنه خليفة المسلمين، فها هو اليوم لعدو الأمة الصهيوني والشيطان الأكبر وقوى الاستكبار والهيمنة العالمية خاضع ذليل خانع ضعيفًا يستجدي العزة منهم، وتحول إلى أداة رخيصة لخدمتهم وجندي مخلص لتنفيذ مؤامرة قطع شريان الإمداد للمقاومين المجاهدين الأبطال في فلسطينولبنان، وذلك باستهداف سورية، قلعة المقاومة والممانعة والعروبة والصمود والقلب النابض لمحور المقاومة في فلسطينولبنان فأقبل حاملًا لقميص عثمان تحت غطاء تحرير الشام، وأطلق العنان لتلك الفصائل التي جاء بها بعد أن جمعهم من شتات الأرض وحثالاتها وأرجاسها ليحرر سورية من الأحرار، ويحلَّ محلهم العبيد الأنذال. وفي هذا المقام نوجه رسالتنا ناصحين للمعتوه التركي والأداة الرخيصة للأمريكان، ونقول ما قاله السيد القائد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه: "إن أرض فلسطين المغتصبة من قبل عدو وكيان خبيث ولعين ولقيط يرتكب في حق أهلها أبشع الجرائم لهي الأولى بالتحرير". هذا إن كنت صادقًا في ما تدعيه، ولكنك بارتكاب هذه الجريمة المنكرة والعمل القبيح إنما تقدم خدمة جليلة وتمد يد العون والمساعدة والإسناد لكيان العدو الإسرائيلي الغاصب على حساب القضية المركزية للأمة: "فلسطين". وأعلم أيها الزعيم المعتوه وأمثالك من الحكام المنبطحين أنكم بمؤامرتكم على المحور والمجاهدين في فلسطينولبنان بإسقاط النظام السوري، فإنكم لن تنالوا من محور المقاومة لأن الله سبحانه وتعالى مع المجاهدين والناصر لهم في كل وقت وحين، ولن تتمكنوا من قطع الإمداد للمجاهدين الذين سيتكفل الله سبحانه وتعالى برعايتهم وحمايتهم. فإنكم إنما أردتم العزة من الطاغوت وأوليائه ومن الشيطان الأكبر الأمريكي والصهيوني ليرضى عنكم، وذلك هو الخسران المبين. فكل من اعتز بغير الله ذلّ، والويل لكم! أتبتغون العزة من أعدائكم وأنتم تعلمون علم اليقين أن العزة لله ولرسوله والمؤمنين، ولا تتأتى إلا بالنهوض بمسؤوليتكم تجاه قضايا أمتكم والتحرك الفاعل لنصرة إخوانكم المجاهدين في فلسطينولبنان كما هداكم الله وعلمكم في القرآن الكريم؟ أظننتم أن العدو الظالم المستكبر سيمنحكم العزة التي تبحثون عنها وتطلبونها من مخلوق هو أضعف من أن يطلبها لنفسه، فكيف سيمنحها لكم؟ فأنتم بذلك إنما تُعبِّدون أنفسكم لأولئك المستكبرين وتغرقون أنفسكم في مستنقع العبودية والمذلة والهوان، وتوردون الكثير من أبناء الأمة موردكم، فتعسًا لكم ولهم، والويل لكم من عذابٍ أليم. فيا أيها الزعماء المنبطحون، اعلموا يقينًا أن وعد الله لمحورنا بالنصر محتوم، وأن كل تلك الدماء الزكية الطاهرة التي جاد بها قادتنا وأبطالنا الكرماء الشرفاء الأحرار لن تذهب سدى، وحتمًا ستثمر وثمرتها النصر المبين، ولو بعد حين. ونؤمن إيمانًا راسخًا أن النصر لمحورنا مهما مكرتم وكدتم، فإن الله خير الماكرين، وأن الله لكم لبالمرصاد، والعاقبة للمتقين، وبشر الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والحمد لله رب العالمين.