قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د\ حسن حسين الرصابي. طبول الحرب عادت بقوة للصعود الى الواجهة فقد شعر الكيان الصهيوني ان حصاره البحري قد كلفه كثيراً وان ارجاء المواجهة مع اليمن سوف تجعله يتجه إلى خسائر كبيرة ليس فقط على المستوى الاقتصادي وانما كلفه ثمناً باهظاً في هيبته المنتزعة وفي إعاقة مشروعه في الشرق الاوسط الجديد الذي يسعى لأن يكون شرق أوسط صهيوني .. ومن الواضح ان هناك ترتيبات ما لإدخال اليمن في معمعة العدوان وسعي صهيوني امريكي لإحداث اضرار . ومربط الفرس السيطرة اليمنية على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وهذا تحدٍ غير اعتيادي تواجهه الإمبراطوريات المالية الكبرى في أمريكا والغرب وبالطبع الكيان الصهيوني الذي يعتبر البحر الأحمر هو الشريان الاقتصادي الذي يمده بالحياة ويعزز وجوده .. ولهذا فان قلقاً بالغاً ينتاب الدوائر الصهيونية ومراكز القرار السياسي الاقتصادي الامريكي والغربي ومن هنا فأن الصهيونية وكذا اقتصادات الغرب وامريكا قد تعرضت لضرر فادح وخسائر لا حصر لها جراء الحصار اليمني البحري على السفن الصهيونية والامريكية والبريطانية وكذا السفن التي خرقت التوجيهات وتعاملت مع الكيان الصهيوني .. وممكن اجمال ذلك في : أو لاً : الكلفة العالية عن حركة السفن التجارية والاستثمارية عبر راس الرجاء الصالح . ثانياً : احتلال سلاسل التوريد التي كانت تربح من اختزال المسافة وتقليل المخاطر .. ثالثاً : ارتفاع رسوم النقل والتأمين مما ضاعف من القيمة المضافة على المنتجات وعلى مواد الخام في سلاسل التوريد المتعارف عليه.. رابعاً : مضاعفة الضغوط الاقتصادية على شركات النقل وكذا على شركات التصنيع , وعلى الموردين والمستوردين . خامساً : المخاوف الجيوسياسية التي بدأت تتكشف في المكون والمستوى السياسي للأنظمة والدول الاوروبية وكذا لأمريكا وفيها الكيان الصهيوني . وتكفي الإشارة العابرة لما ذهب اليه "بنك اسرائيل " المركزي الذي صرح بأن الحصار البحري الذي فرضته صنعاء على إسرائيل أثر على حركة الواردات والصادرات الاسرائيلية . ويشير تقرير اصدره هذا البنك ليؤكد ان الاضرار الناجمة عن تحويل ممرات الشحن من البحر الاحمر إلى راس الرجاء الصالح كبيرة .. واوضح ان مسافة الابحار بين الصين واسرائيل زادت بنسبة 114% .. هذا اذا اخذنا في الحسابات ما تعثر حول صادرات الكيان الصهيوني التي تصل ما قيمته الى 3,4 مليار دولار من اجمالي صادراتها من البضائع التي تنقل بحراً الى جنوب شرقي آسيا وشرق افريقيا التي تمر عبر البحر الأحمر ومن هنا ندرك ان شرياناً اقتصادياً قد جرى التأثير عليه بضربات قوات صنعاء في البحر الأحمر والبحر العربي والتضييق البحري على الكيان الصهيوني وعلى حركته الاقتصادية وهذا ما سوف يدفعها إلى حياكة المؤامرات والى السعي المتواصل لاستجلاب الغرب الامريكي الى صراع ضد اليمن . وبهذا الصدد يقول الادميرال داريل كودل والذي يشغل مسؤولية قائد الاسطول الامريكي لا يمكننا التنازل عن هذا الممر المائي " لقوات انصار الله " مؤكداً على اهمية تغيير قواعد الاشتباك وفقاً للتحدي المتغير على الشحن البحري الدولي في مضيق باب المندب وخليج عدن . وتأسيساً على هكذا أهمية يمكن اجمال التهديدات القادمة على اليمن ستكون وفق سيناريوهات تخدم الصهيونية .. * . توجد ضربات جوية متعددة امريكية وبريطانية وصهيونية . * تحريض المرتزقة في الداخل لإحداث مناوشات وربما الترتيب لاجتياحات عبر الساحل الغربي وعبر المناطق الجنوبية . * احداث اختلالات أمنية واضطرابات قبلية في الداخل اليمني . * تكثيف الحصار البحري والحصار البري والجوي . * ضغوط اقتصادية متعاظمة وشن حرب اقتصادية لتدخل ما يسمى حرب كسر العظم . * شن حرب ناعمة وحرب استخبارية وتنفيذ وتكثيف الحملات الاعلامية من قنوات معتادة وافتتاح قنوات إضافية للتأثير على الجهة الداخلية . واجمالاً : ان الحصار البحري اليمني قد ضاعف من المصاعب الحقيقية امام اقتصادات عديدة منها الاقتصادات الغربية واقتصاد الكيان الصهيوني .. ومن هذا المنطلق ستشن حرباً عدوانية ضد اليمن ينبغي الانتباه إلى عواملها ومسبباتها وكذا الى نتائجها لان الهدف هو احداث متغير جيوسياسي يوفر للإمبريالية فرصة الهيمنة على أهم مجرى ملاحي عالمي الا وهو البحر الأحمر وخليج عدن ولا يستبعد الترتيب لشن عدوان مكثف على اليمن .