قتل مهاجم انتحاري استهدف عمالا فقراء 60 شخصا في بغداد يوم الثلاثاء قبل ساعات من الموعد المقرر لقيام الرئيس الامريكي جورج بوش بمراجعة سياسته في العراق التي لا تحظى بشعبية في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مع قادة الجيش الامريكي هناك. وقالت مصادر في وزارة الداخلية والشرطة ان 221 أصيبوا في الانفجار بعد أن أغرى المهاجم مجموعة من عمال اليومية بركوب عربته حين وعدهم بتوفير فرص عمل لهم. ووقع الهجوم في السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) في ميدان الطيران وهو نقطة تجمع للنجارين والسباكين والبنائين وعمال الدهان والعمال الاخرين الذين يترددون على المقاهي والباعة الجائلين اثناء انتظارهم فرصة للحصول على عمل. وكثير من العمال الذين يتجمعون في ميدان الطيران من فقراء الشيعة. وقال شاهد كان يساعد ناجيا يسير بخطى مضطربة ورأسه مغطى بضمادة ملطخة بالدماء "توقف سائق بشاحنة صغيرة وطلب عمالا. وحين تجمعوا حول السيارة انفجرت. "كانوا عمالا فقراء يبحثون عن عمل. يجب أن تحمي الحكومة الفقراء." ووصف رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الهجوم بانه "مذبحة مروعة" وحمل المتعاطفين مع صدام حسين والقاعدة مسؤوليته. وأضاف في بيان ان هذه الجماعات تحاول نشر الفوضى من خلال القتل واذكاء العنف الطائفي. وأدى الانفجار الذي بعث بسحب الدخان الاسود في الجو الى اشتعال النيران في الكثير من السيارات. وترددت أصداء دوي اطلاق نيران بعد الانفجار. ويعاني العراق من عمليات قتل انتقامية طائفية بين الاغلبية الشيعية والعرب السنة الذين كانوا مهيمنين ابان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين لكنهم يمثلون الان عصب العمليات المسلحة. وقتل الاف العراقيين في أعمال عنف يخشى الكثير من العراقيين أن تدفع البلاد الى حرب أهلية شاملة. وأظهر استطلاع جديد للرأي أن أغلب الامريكيين يؤيدون انسحابا سريعا للقوات الامريكية مما يضع بوش تحت وطأة ضغوط قوية لتغيير مساره في العراق حيث قتل 2931 جنديا أمريكيا منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وبعد أسبوع من اصدار مجموعة دراسة العراق المكونة من خبراء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالولاياتالمتحدة 79 توصية لتغيير التوجه في حرب العراق التي لا تحظى بشعبية لم يتحمس بوش فيما يبدو لبعض النتائج الرئيسية التي توصلت اليها المجموعة في الوقت الذي بدأ يضع فيه خطة خاصة به. ويعقد بوش مؤتمرا عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة اليوم الثلاثاء مع القادة العسكريين الامريكيين ببغداد ثم سيلتقي بنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو سني. ويزور بوش وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاربعاء. ويدعو تقرير المجموعة الى اجراء محادثات مباشرة مع ايران وسوريا وانسحاب القوات الامريكية القتالية من العراق بحلول أوائل عام 2008 وهما خياران رفض بوش تبنيهما. ولم يستبعد بوش عقد مؤتمر اقليمي لمساعدة العراق بمشاركة ايران وسوريا لكن البيت الابيض أشار الى أنه على العراق ترتيب ذلك المؤتمر. وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة يو.اس.ايه توداي مع مؤسسة جالوب يوم الاثنين أن 55 في المئة من المشاركين يريدون سحب أغلب الجنود الامريكيين من العراق خلال عام ولكن 18 في المئة فقط منهم يعتقدون أن هذا سيحدث فعلا. وذكرت يو.اس.ايه توداي أن 62 في المئة وهي نسبة مرتفعة بشكل قياسي قالوا ان الحرب في العراق "لا تستحق العناء" وقال 16 في المئة وهي نسبة منخفضة بشكل قياسي ان الولاياتالمتحدة هي الجانب المنتصر. والتقى بوش بوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس وغيرها من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية يوم الاثنين بغية اعلان تغيير في مسار السياسة الامريكية أمام الامريكيين المتشككين في الاسبوع المقبل. وقال بوش "هذا حقا.. وقت العمل.. وقت هزيمة هؤلاء المتطرفين والمتشددين والعراق جزء رئيسي ومهم في ارساء أسس السلام." وقال بوش ان على الدول المجاورة للعراق مساعدة حكومة بغداد على البقاء. وسيعقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي لم تتمكن حكومته الائتلافية التي تتكون من شيعة وسنة وأكراد من الحد من العنف مؤتمرا للمصالحة الوطنية يوم السبت وأعلن عن خطط لعقد اجتماع للدول المجاورة للعراق. رويترز